العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ

«إنجاز البحرين» يرتب أولويات أحلام طلبة جامعة البحرين

يجمع الطالب يوسف حبيب إنجنير أوراقه، ويعيد التدقيق فيها، فهو خارج للتو من واحدة من ورش العمل التي تقدمها جامعة البحرين ضمن مشروع «إنجاز البحرين» الذي اتخذ من الجامعة الوطنية مقراً له قبل بضعة شهور.

إنجنير طالب من بين 81 طالبا انخرطوا في برامج مؤسسة «إنجاز البحرين» التي انطلقت مؤخراً وبمساهمة شخصيات في السوق المحلية، تنقل تجربتها وخبرتها لهؤلاء الطلبة، لتحفيزهم نحو المزيد من الإبداع والتميز.

«إنجاز البحرين» يقدم هنا برنامجين هما «الشركة» و»أخلاقيات العمل»، وهما باكورة هذه الانطلاقة في الجامعة، إذ يقدم برنامج «الشركة» للطلبة المشاركين فرصة لتنمية حس المسئولية والتحدي، عبر توعيتهم بالمبادئ والظواهر الاقتصادية التي تؤثر على صنع القرار، وإنشاء الشركة، وانتخاب مجلس للإدارة من بين الفريق المشارك، وإدراج أسهم للشركة في السوق، ووضع خطة تسويق لمنتج يختارونه، وفي نهاية البرنامج يقوم الطلبة بتصفية الشركة وتقديم تقرير حول الحسابات. يقول إنجنير، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة البحرين ومشارك في البرنامجين، «ما زلنا في بداية المشوار، لكني أتوقع أن تقدم لي المشاركة الكثير في مجال إدارة المشاريع وأخلاقيات العمل، وكيفية التعامل مع زملاء العمل في المواقف الصعبة، واتخاذ القرارات المناسبة دون خرق للقوانين أو تجاوز للظروف التي قد تحيط بمشكلة معينة في بيئة العمل، بالإضافة إلى احترام آراء الآخرين ومبادئهم وإن كنت على خلاف معهم». وعلى المستوى الأكاديمي، تطوعت الأستاذ المساعد بكلية العلوم في جامعة البحرين سلوى الذوادي، تطوعت للمرة الأولى للعمل كمساعدة في تدريب برنامج «الشركة» الذي تقول عنه «أعجبت جداً بما يقدم للطلبة المشاركين في برنامج الشركة، على رغم تخوفي في البداية من المشاركة، لكن ما رأيته حتى الآن أعطاني دافعاً كبيراً للاستمرار، خاصة وأنني ومنذ اليوم الأول استفدت كثيراً مما قدم للطلبة»، اليوم تنوي الذوادي الاستفادة من هذه المبادئ لتطوير ما تقدمه لطلبتها في تخصص علوم الحياة، وزيادة الربط بين الحقائق العلمية البحتة ومتطلبات البيئة وسوق العمل، للإسهام في توسعة أفق الطلبة، وزيادة إلمامهم بالواقع.

التفاعل هو ما أثار حماس وإعجاب الشيخة نورة آل خليفة من شركة Mid Point، وهي مدربة الطلبة في برنامج «الشركة»، فتقول واصفة الفرق بين تجربتها مع طلبة المدارس وطلبة جامعة البحرين «لمست نقلة لم أتوقعها مع طلبة الجامعة... لديهم وعي كبير بأهمية التدريب المقدم لهم، والرغبة في استثمار هذه الفرصة لاكتساب أكبر فائدة ممكنة، أداؤهم وطريقة تفكيرهم مميزة، ولديهم طموح كبير وأهداف واضحة تجعل من هذا البرنامج استثماراً مهماً بالنسبة لهم».

برنامج «أخلاقيات العمل» له أيضاً متطلباته، وقد انخرط فيه عدد من الطلبة. تصفه عضو الهيئة الأكاديمية بكلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين، المساعدة في تدريب الطلبة المشاركين في البرنامج الدكتورة لبنى آل خليفة أنه «مشروع مميز جداً»، مشيرة إلى أن أهميته تكمن في إشراك الطلبة وإتاحة المجال لهم للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، إلى جانب الإسهام في تنوير طريقهم للتخطيط لحياتهم، «هو مدخل للمستقبل» كما تقول.

الدكتورة لبنى آل خليفة تشير إلى التنوع في الاهتمامات الذي لمسته بين الطلبة المشاركين، إضافة إلى طموحهم الإيجابي والكبير، ما يزيد عزمها على ممارسة تدريب البرنامج في السنوات المقبلة، داعية مزيداً من الطلبة للمشاركة والاستفادة من هذا البرنامج.

بعد انتهاء إحدى ورش التدريب، تحلقت مجموعة طالبات حول الدكتورة عائشة بوشقر، من كلية تقنية المعلومات بجامعة البحرين، والتي تساعد في تدريب المشاركين في برنامج «أخلاقيات العمل»، يسألن عن بعض النقاط التي وددن التعمق فيها، تشير إلى أن البرنامج مميز وفريد من نوعه، يتيح الفرصة للجمع بين الخبرة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل. «استشعرت شخصياً الجو الشائق الذي ولده الحوار وتبادل الآراء، كما أعجبتني سرعة اكتساب المشاركين لما يقدم إليهم». أهم ما تعتقد د. بوشقر أن الطلبة يستفيدون منه يتمثل في احترامهم لوجهات نظرهم المختلفة، «وهذا يسهم في أخذ الطالب من جو الصف الدراسي التقليدي، إلى بيئة تشبه إلى حد كبير ما سيواجهونه في الحياة العلمية».

«التفاني»، كلمة السر التي يعتقد مدرب الطلبة في برنامج «أخلاقيات العمل» لاري جيكر، من شركة نفط البحرين (بابكو)، أنها تقف وراء «إنجاز البحرين» في الجامعة، قائلاً «هذا التفاني من قبل القائمين على البرنامج دليل قوي على النجاح الذي سيجنيه، والخبرة الكبيرة التي سيحصدها الطلبة من وراء هذه المشاركة». جيكر بدا معجباً بتنظيم البرنامج، واهتمام إدارة الجامعة متمثلاً في الحضور الشخصي لرئيس الجامعة الدكتور إبراهيم محمد جناحي، لموقع الفعالية للاطمئنان على انطلاق المشروع، مشيراً في الوقت ذاته إلى الكفاءة العالية التي أبداها منتسبو جامعة البحرين المتطوعون للعمل في المشروع، والقيمة المعرفية التي يضيفونها أثناء عملية التدريب والنقاش مع الطلبة. حتى 30 من أبريل المقبل يستمر البرنامج بعقد حلقاته للطلبة المشاركين، ويستمر الطالب يوسف إنجنير في مواصلة هذا المشوار الذي بدأه بحثا عن تجربة مميزة، وخبرة يكتسبها من النماذج والشخصيات البحرينية الناجحة، التي سخرت وقتها لتنقل تجربتها وخبرتها ليوسف وزملائه، ممهدة الطريق أمامهم، ليكونوا السواعد الشابة التي تبني الوطن، ويشرق بها المستقبل

العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً