قال المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان (إنسان)، وسام طريف أمس الأربعاء (4 مايو/ أيار 2011) إن عدد «المعتقلين أو المفقودين في سورية يمكن أن يتجاوز الثمانية آلاف». وأضاف أن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصاً بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا (شمال غرب دمشق) و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس، المدن الثلاث الواقعة على المتوسط.
دمشق - أ ف ب
تحاول حركات المعارضة للنظام السوري تنظيم اعتصام في المدن الكبرى في البلاد في مواجهة قمع دانته فرنسا بشدة واعتبرته الولايات المتحدة «وحشياً».
وقال ناشطون إن المعارضين للنظام في سورية تعهدوا بمواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد بينما يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز للحركة الاحتجاجية. وقالت لجان تنسيق التظاهرات في عدة مدن سورية في بيان «مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كل أرجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية». والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن السورية في وسط البلاد.
من جهة أخرى، قالت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة إن الرئيس السوري بشار الأسد أكد أمس الأول خلال لقاء مع وجهاء من دير الزور والبوكمال والميادين، المدن الواقعة شرق سورية، أن «وحدات الجيش التي دخلت درعا في 25 أبريل/ نيسان ستنجز مهمتها قريباً». وأضاف أن «كل دول العالم يمكن أن تشهد حوادث مثل تلك التي جرت في درعا».
ودان الناشطون قمع النظام منذ أسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالوا إن «السلطة عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص». وأشاروا إلى «حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالإضافة إلى الاعتقالات المتفرقة المستمرة».
وتابعوا إن «السلطة تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب». وصرح المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان «انسان»، وسام طريف بأن عدد «المعتقلين أو المفقودين يمكن أن يتجاوز الثمانية آلاف».
وأضاف أن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصاً بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا (شمال غرب دمشق) و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس، المدن الثلاث الواقعة على المتوسط.
وتابع أن هناك 5157 اسما آخر يجري التحقق منهم بينهم 4038 في درعا ومحيطها. ويؤكد الناشطون في بيانهم أن «أوساط أجهزة الأمن السورية فشلت في إيقاف المظاهرات عبر مختلف وسائلها القمعية بدءاً من حصار المدن وقطع الاتصالات عنها وانتهاء بإطلاق الرصاص الحي وقتل المئات من السوريين».
من جهة أخرى، جرت تظاهرة في حلب (350 كيلومتراً شمال دمشق) ثاني مدن البلاد أمس الأول، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. وقال ناشطون إن مئات الأشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوات الأمن.
وبحسب شريط فيديو وضع على موقع «يوتيوب»، ردد المتظاهرون «بالروح بالدم نفديك يا درعا» وكذلك «ارفعوا الحصار ارفعوا الحصار» وهم يصفقون. وفي بلدة الرستن التي كانت من مراكز الاحتجاج على الطريق بين حمص وحماة، قال ناشط إن «الجيش أرسل تعزيزات إلى المدخل الشمالي للمدينة».
وأضاف أن «المتظاهرين يطالبون بالتحقيق في مقتل 18 شخصاً سقطوا في التظاهرة السلمية الجمعة». وكان المتظاهرون أزالوا تمثالاً لحافظ الأسد قبل أسابيع في هذه المدينة.
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا تريد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري معتبرة أنه سيتم إسقاطه إذا استمر قمع التظاهرات. وصرح جوبيه لقناة «فرانس 24» التلفزيونية «نحن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عدداً من الشخصيات ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج بشار الأسد على هذه اللائحة». وأضاف أن من حول الأسد «نظام برمته لكنه هو المسئول اليوم ويجب أن يكف عن قمع شعبه وأن يتوقف فوراً عن استعمال العنف وإلا فإن العملية التي ستؤدي إلى الإطاحة به سيكون لا مفر منها».
وقد اعتبر الوزير الاثنين أن النظام السوري «سيسقط» إذا استمر في قمع التظاهرات بعنف. وأضاف جوبيه أمس (الأربعاء) «نظراً للسياسة والموقف الذي اتخذه (النظام السوري) فان مآله الإقصاء لأن كل من يطلق نيران المدافع على الشعب ليس لهم مستقبل سياسي». ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الفرنسيين بمغادرة سورية إلى حين عودة الوضع إلى حالته الطبيعية.
من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة أمس الأول سورية بممارسة «تدابير تتسم فعلاً بالهمجية» في مدينة درعا. وندد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر باستخدام الدبابات والقيام «بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا» إضافة إلى قطع المياه والكهرباء. وأضاف «إنها فعلاً تدابير وحشية توازي عقاباً جماعياً لمدنيين أبرياء»
العدد 3162 - الأربعاء 04 مايو 2011م الموافق 01 جمادى الآخرة 1432هـ