دارت مواجهات عنيفة الليلة قبل الماضية بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بلدة سلوان جنوب مدينة القدس احتجاجاً وردّاً على افتتاح مستوطنة جديدة بحي «رأس العمود» في سلوان.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) صباح أمس الخميس (26 مايو/ أيار 2011) أن «المواجهات اندلعت تزامناً مع عملية تدشين جزء من مستوطنة (هار هزيتيم) بقلب حي رأس العمود بمشاركة واسعة من قادة الاحتلال، تقدمها رئيس البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي ورئيس بلدية الاحتلال، المتطرف نير بركات وعدد من أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف وعدد من وزراء حكومة الاحتلال ورؤساء جمعيات استيطانية يهودية متطرفة».
وأضافت الوكالة أن «قوات الاحتلال حولت المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، من خلال تعزيز وتكثيف التواجد العسكري والشرطي ونشر مئات من عناصر الوحدات الخاصة والشرطة وحرس الحدود في محيط وعلى مدخل المستوطنة».
وتم خلال عملية الافتتاح تدشين العمل بوحدات استيطانية جديدة باسم «هار ديفيد» لربطها بالمستوطنة نفسها ليصبح مجموع الوحدات الاستيطانية فيها نحو مئتي وحدة تطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
من جانبه، قال عضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبودياب لـ «وفا» إن المواطنين ردوا بطريقتهم الخاصة على افتتاح هذه المستوطنة وبعثوا برسالة واضحة بأنهم لن يستسلموا ولن يقبلوا بالتوسع الاستيطاني في بلدتهم.
وأضاف «المواجهات كانت عنيفة جداً... أصيب خلالها العديد من المواطنين وخاصة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى باختناقات شديدة جراء استنشاق الدخان المنبعث من الغازات السامة المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الاحتلال بكثافة على المواطنين ومنازلهم». وأوضح أن المواجهات تركزت في حي بطن الهوى ومحيط حي البستان ومنطقة بئر أيوب وعين اللوزة ووادي الربابة.
في الأثناء، استنكر رئيس الحركة الإسلامية الفلسطينية، الشيخ رائد صلاح تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي طالب فيها بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في غزة و»تناسيه» آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل. وقال صلاح، في حديث خاص إلى صحيفة «فلسطين أون لاين» بثته أمس، إن «أوباما هو أوقح شخصية في العالم للعام 2011، لأنه تحدث عن إطلاق جندي صهيوني واحد وتناسى ذكر آلاف الأسرى الفلسطينيين... مادام هناك احتلال، فستبقى في الأراضي الفلسطينية حركة أسيرة».
وأضاف «لدينا معادلة واضحة وعلينا أن ندركها وهي مادام الاحتلال متواصلاً في شره وإرهابه وظلمه، ستبقى المقاومة وبالتالي ستبقى السجون قائمة».
وأكد صلاح أن الحل الجذري لقضية الأسرى الفلسطينيين هو «زوال الاحتلال الصهيوني». موضحاً أن «الشعب الفلسطيني لن يأسف في يوم من الأيام لأنه دخل السجون ولن يعتذر عن ذلك أبداً... فالاحتلال لن يكسر معنوياتنا وصمودنا بتهديدنا بالاعتقال والضغط علينا للتخلي عن حقنا في القدس ومقدساتها من خلال لغة التهديد بالسجون والرضوخ لسياسة الظلم والإرهاب». على صعيد آخر، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس بقرار السلطات المصرية فتح معبر رفح مع قطاع غزة بشكل دائم واعتبرته «قراراً جريئاً ومسئولاً ينسجم تماماً مع نبض الشارع العربي والمصري والفلسطيني».
وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم في بيان صحافي: «تثمن حركة حماس القرار المصري بفتح معبر رفح بشكل دائم وتعتبره قراراً جريئاً ومسئولاً ينسجم تماماً مع نبض الشارع العربي والمصري والفلسطيني»
العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ