العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ

بنغازي تواجه تحدياً صعباً لفرض القانون بسبب انتشار الأسلحة

لم يعد ينتاب البائع، سلام حمود الخوف عندما يسمع رشقات من سلاح كلاشنيكوف في الشارع المجاور ويقول «لقد اعتدنا على إطلاق النار تعبيراً عن الفرح في بنغازي ولم نعد حتى نكترث للأمر».

وأضاف «حتى أننا لم نعد نحرك ساكناً عندما ترتكب جرائم».

ولا تزال حماسة الأسابيع الأولى من اندلاع الثورة في فبراير/ شباط في شوارع معقل الثوار الليبيين. واعتاد سكان بنغازي الذين شعروا بفرح عارم لدى إطلاق الثورة ثم بالخوف مع تقدم دبابات معمر القذافي باتجاه المدينة في مارس/ آذار فالانفراج مع التدخل الغربي، على العيش في حال طوارئ.

ومع عودة عدد من الثوار الذين انسحبوا من الجبهة ليحل مكانهم عسكريون، يواجه التمرد تحدياً كبيراً هو تطبيق العدالة في مدينة عدد سكانها 700 ألف نسمة انتشرت فيها الأسلحة بأعداد كبيرة.

ومن مكتبه في النيابة العامة ينظر القاضي السابق في القضايا المدنية، جمال بنور بتشاؤم إلى الوضع. وقال «قبل 17 فبراير لم تكن الأسلحة منتشرة في المدينة. أما اليوم فحتى الأولاد يمكنهم حمل أسلحة».

ومحكومو الأمس ليسوا كذلك اليوم.

وتابع «كان ثلاثة آلاف شخص معتقلين في بنغازي قبل الثورة. سجناء حق عام ومجرمون وأفرج عنهم. ولم يعد يعتقل اليوم سوى 100 واثنين».

وأوضح «بعضهم على الجبهة وبعضهم قتل في المعارك. يؤيدون عملاً شجاعاً بالتالي لن نودعهم السجن مجدداً».

ويدخل رجل يحمل كلاشنيكوف إلى مكتبه. ويبتسم المدعي قبل أن يوقع وثائق ويقول «إنه قاضي تحقيق وهو مجبر على حمل سلاح. لا نعلم ما قد يواجهه».

وأضاف «بعض القضاة متعددي الكفاءات يمكنهم أن يكونوا قضاة تحقيق أو قضاة لشئون عائلية». وقبل فبراير كان 280 قاضياً يصدرون الأحكام ولا يتجاوز عددهم اليوم السبعين.

وقال «في الإجمال معدل الجريمة تراجع لكن اليوم يتم تسوية الخلافات بالأسلحة النارية وبالسكاكين».

وتتراكم الجثث في مشارح بنغازي (شرق) جراء تصفية الحسابات أو الخلافات بين الأسر والقبائل، إضافة إلى جثث الثوار الذين يسقطون على الجبهة.

وبحسب الطبيب الشرعي في مستشفى الجلاء، خالد المغصبي إن عدد القتلى الذين سقطوا بالرصاص تضاعف من «10 إلى 15 قتيلاً خلال فترة ثلاثة أشهر» إلى «20 و25 قتيلاً».

وبين القتلى يثير أربعة على الأقل قلق الثوار هي جثث تعود لأربعة عناصر سابقين في قوات أمن القذافي بينهم مسئولان سابقان عن عمليات الاستجواب.

وعثر عليهم مصابون برصاصة في الرأس وأحياناً مع آثار تعذيب. ومقتلهم يثير قلق حصول عمليات تصفية.

وجثة خالد المصدور التي عثر عليها نهاية مارس/ آذار كانت تحمل آثار ضرب على الصدر والكتفين وأصفاد على المعصمين. وقال الطبيب الشرعي «قتل بطلق في الرأس من مسافة قريبة».

وقال بنور «يمكن لهؤلاء الأشخاص إن يكونوا قضوا على يد إسلاميين أو ثوار».

وأضاف «يجب معاقبة المسئولين عن هذه الجرائم لأنهم يلطخون صورة الثورة. نعلم أن ثواراً أعدموا في مصراتة (المدينة المحاصرة لأكثر من شهرين الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس) جنوداً تابعين للقذافي ويجب وضع حد لذلك. وإلا فما الفرق بيننا وبين القذافي؟».

وحالياً يطبق القانون بشكل فوضوي في بنغازي ويتنازع الشرطيون والثوار واللجان الثورية السلطة. ويثق السكان أكثر بالذين أثبتوا جدارتهم خلال الثورة.

وقال المدعي «الرجال أهم من المؤسسات».

من جهته قال عضو في المجلس الوطني الانتقالي «كانت الأمور أسهل عند إطلاق الثورة. هنا نحاول أن نؤسس شيئاً وعلينا التعامل مع أشخاص غير كفوئين لا يحترمون قرارات المجلس الوطني الانتقالي وآخرين يبالغون في اندفاعهم»

العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً