دعا زعيم قبائل حاشد النافذة، الشيخ صادق الأحمر أمس الخميس (26 مايو/ أيار 2011) القبائل الموالية له إلى الالتفاف حوله بسرعة في وجه الرئيس اليمني لكنه طلب منها التعقل، متهما علي عبدالله صالح بالسعي إلى جر البلاد إلى حرب أهلية بينما تستمر المعارك في صنعاء لليوم الرابع.

وأكد زعيم قبائل حاشد أنه مستعد لوقف إطلاق النار إذا ما توقفت قوات الرئيس فيما اتخذ صالح خطوة تصعيدية بإصدار أوامر بإلقاء القبض على الأحمر وإخوانه. وفي ظل تصاعد العنف، يبدو ان تحرك الشباب المطالبين بإسقاط النظام يتأثر سلباً مع انخفاض أعداد المعتصمين.

وفي حديث مع قناة «الجزيرة»، قال الأحمر إنه مازال في منزله في حي الحصبة بشمال صنعاء وهو بخير، داعياً القبائل إلى «ألا يتأخروا» وإلى «دعم إخوانهم المجاهدين الواقفين» في وجه قوات صالح. إلا أنه دعا القبائل إلى أن «يتعقلوا»، متهما صالح بأنه «كذاب يريد جر البلاد إلى حرب أهلية». وأكد ضرورة «ردع البلطجية» التابعين له.

ودعا الأحمر الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى «الضغط على صالح» لوقف القتال والتنحي. وأعرب عن استعداده «من موقع قوة» لوقف النار. وقال في هذا السياق: «إذا التزم علي صالح بوقف النار أنا مستعد من هذه اللحظة لوقف النار. مستعد استعداداً كاملاً لوقف النار إذا أوقف صالح الحرب». إلا أنه شدد على أنه «مستعد للقتال لسنين، وأقول هذا من موقع قوة».

وأشار الشيخ القبلي الأكثر نفوذاً في اليمن إلى أن لديه سبعين عنصراً من قوى الأمن «سلموا أنفسهم أو قتلوا»، مؤكداً أن الوساطة القبلية «انتهت من قبل أمس (الأول)». وذكر أيضاً أن الاشتباكات دائرة حالياً بالقرب من مطار صنعاء وخلص إلى القول إنه «على صالح أن يوقف إطلاق النار ويرحل يمشي».

وقتل 24 شخصا في المعارك التي جرت الليلة قبل الماضية في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومسلحين قبليين بحسب حصيلة جديدة حصلت عليها وكالة «فرانس برس» من مصادر رسمية وقبلية.

وأفاد مصدر قبلي بأن 18 شخصاً قتلوا في المواجهات التي جرت مساء الأربعاء بين الحرس الجمهوري، وحدة النخبة، وعناصر من قبيلة أرحب شمال مطار صنعاء، وهي قبلية من تحالف قبائل باكيل، وهي أيضا قبائل من الأكثر نفوذا في اليمن.

وفي حي آخر من العاصمة قتل 6 أشخاص، أربعة مدنيين وعنصران من قوات الأمن، في المعارك التي استمرت طوال الليل بين القوات الموالية لصالح ومسلحين مناصرين للأحمر، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وبذلك يرتفع الى 68 عدد القتلى منذ بدء المعارك يوم الاثنين الماضي.

وفي خطوة تصعيدية، أمر الرئيس اليمني بالقبض على الأحمر وأشقائه، مع العلم أن الرئيس ينتمي إلى قبائل حاشد. وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر» في رسالة نصية «صدور أمر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين أولاد الأحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح».

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي أمس أن 28 شخصاً قتلوا في انفجار بمخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد، إلا أن الشيخ صادق نفى ذلك. وجاء في رسالة نصية من موقع وزارة الدفاع الإلكتروني أن مخزن الذخيرة تابع لحميد الأحمر شقيق صادق الأحمر. ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة في بيان لوزارة الخارجية أنها طلبت من أفراد عائلات الموظفين في السفارة الأميركية في صنعاء ومن الموظفين غير الأساسيين مغادرة اليمن