العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ

القيادة الفلسطينية تتجنب مواجهة أميركا وتعد لمعركة الأمم المتحدة

رام الله (الضفة الغربية) - أ ف ب 

26 مايو 2011

قال محللون فلسطينيون إن القيادة الفلسطينية تحاول تجنب المواجهة المباشرة مع الإدارة الأميركية لكنها تستعد في الوقت نفسه لمعركة الأمم المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما دعا في خطاب أمام الكونغرس بداية الأسبوع الجاري، إلى مفاوضات ترتكز على حدود العام 1967 مع تبادل في الأراضي.

لكنه عاد وأوضح بعد ثلاثة أيام أمام لجنة الشئون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) الداعمة لإسرائيل، إن هذه الحدود جرى عليها تغييرات جغرافية وديموغرافية، يجب أخذها بالحسبان.

وبعد يوم واحد، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وأكد أمام الكونغرس الأميركي أن حدود العام 1967 جرى عليها تغييرات، وأنها لم تعد هي ذات الحدود المعروفة أبان الاحتلال للضفة الغربية في ذلك العام.

ودعت القيادة الفلسطينية عقب اجتماع لها أمس الأول إلى «وضع آلية فعلية وجدول زمني لا يتجاوز سبتمبر/ أيلول المقبل من قبل مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية وذلك من أجل تنفيذ أفكار أوباما.

كما دعت إلى اعتماد «جميع المرجعيات السياسية الأخرى التي تستند إلى الشرعية الدولية حتى تنطلق عملية سياسية جادة»، وأكد «وجوب موافقة الحكومة الإسرائيلية على المبدأ الذي حدده الرئيس أوباما بحل الدولتين على حدود 1967».

وقال الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري لوكالة «فرانس برس» إن الموقف الذي أعلنته القيادة الفلسطينية أمس «يشير إلى أنها لم تسمع ما قاله أوباما أمام منظمة إيباك، والذي توافق تماماً مع موقف نتنياهو».

لكن المحلل السياسي، خليل شاهين رأى أن «القيادة الفلسطينية قد تكون غير معنية بمواجهة مع الولايات المتحدة» لذلك توجه «انتقادها فقط صوب نتنياهو وليس صوب الإدارة الأميركية التي أعلنت دعمها المفرط لإسرائيل».

واعتبر المصري أن خطاب نتنياهو أمام إيباك أغلق الباب «كلياً» أمام عملية السلام، مؤكداً أنه لم يبق للفلسطينيين سوى التوجه للأمم المتحدة.

وقال «الأن أغلق الباب كلياً على عملية السلام ليست من نتنياهو فقط، وإنما من خطاب أوباما أيضاً».

وأضاف أن «القيادة الفلسطينية ستتشبث الآن بالأمم المتحدة، لكن يجب أن يكون هناك استراتيجية، وبرنامج سياسي وقانوني وإعلامي مرادف».

وأكد شاهين أن «نتنياهو أعلن في خطابه نعياً رسمياً لعملية السلام ولم يبق شيء للفلسطينيين للتفاوض حوله، حتى أن نتنياهو وضع رؤية لحل سياسي يتضمن دولة وفق جغرافيا حددها هو مسبقاً».

وأكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في رام الله أمس الأول أنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة إذا لم يحصل تقدم في المفاوضات مع إسرائيل قبل سبتمبر/ أيلول المقبل.

إلا أن أوباما وصف قرار القيادة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة بـ «الخطأ» وأكد أن التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يتطلب «تنازلات مؤلمة» من الجانبين.

من جهته، قال عباس أمس الأول أن «هناك نقطة نهاية لهذه المفاوضات يعني مفاوضات تسير إلى الأبد لا يجوز».

وأضاف «لا بد من تحديد وقت زمني وتحديد المرجعيات لهذه المفاوضات التي تشمل كل قضايا المرحلة النهائية وهي الحدود والأمن والقدس والمستوطنات واللاجئين والمياه ولا نقبل أن توضع الحلول قبل أن نتفاوض كما فعل نتنياهو».

وأعلنت القيادة الفلسطينية مراراً بأنها ستتوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لا سيما بعد إعلان دول عدة اعترافها بهذه الدولة.

وقالت مصادر دبلوماسية فلسطينية إن عدداً آخر من دول إفريقيا من المرتقب أن يعلن اعترافه في الدولة الفلسطينية الشهر المقبل.

لكن المصري قال إن «التوجه للأمم المتحدة لم يعد كافياً وغنما جزءاً من الرد»، معتبراً أن «الرد يجب أن يكون أكثر من ذلك من خلال الوحدة الحقيقية على الأرض والمقاطعة استناداً إلى التغيير العربي في المنطقة»

العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً