بدأت الولايات المتحدة الأميركية أمس الأول الأربعاء (25 مايو/ أيار 2011) بخفض وجودها العسكري في باكستان بعدما تلقت طلباً رسمياً بهذا الشأن من إسلام آباد، وذلك وسط توتر العلاقات بين البلدين بعد عملية قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.

ويأتي ذلك متزامناً مع طلب آخر من إسلام آباد بخفض الولايات المتحدة عدد المدربين العسكريين الأميركيين الذين أرسلتهم إلى باكستان مع تنامي انعدام الثقة بين الجانبين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكولونيل ديف لابان إن الحكومة الباكستانية طلبت خفض عدد القوات الأميركية البالغ نحو مئتي عنصر، في وقت سابق هذا الشهر.

وقال لابان في بيان «في الآونة الأخيرة تلقينا طلباً خطياً من الحكومة الباكستانية لخفض وجودنا في باكستان، لذلك بدأنا بخفض» الوجود العسكري في هذا البلد. وبيَّن لابان بخصوص المدربين العسكريين أن الحكومة الباكستانية أخطرت الولايات المتحدة مؤخراً أنها لن تحتاج عدداً من المدربين العسكريين الأميركيين المكلفين بتدريب الجيش الباكستاني.

وقال إن ذلك سيخفض قليلاً العدد الإجمالي للبعثة العسكرية الأميركية. ولم يكشف عن العدد الحالي للمدربين في باكستان، إلا أن لابان قال «إن قوام البعثة العسكرية كلها يتراوح بين 200 و300 شخص». فيما لم يحدد عدد الجنود الذين سيتم سحبهم من باكستان بعد توتر الأوضاع بين البلدين. ويوجد أكثر من مئتي جندي أميركي من القوات الخاصة في باكستان يقومون بتقديم النصح للقوات الباكستانية كجزء من جهود التصدي لتنظيم «القاعدة» وإسلاميين آخرين.

وسحب بعض القوات الأميركية يؤكد الأزمة بين البلدين بعد عملية الكوماندوس الأميركي التي أدت لمقتل بن لادن في أبوت آباد في الثاني من مايو/ أيار على رغم الجهود الدبلوماسية الأميركية لتبديد التوتر. وبعد أيام على العملية أعلن قائد الجيش الباكستاني، أشفق كياني أن أي عملية مماثلة على الأراضي الباكستانية ستؤدي إلى إعادة النظر في التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وأبلغ القادة العسكريين بقرار خفض عدد الجنود المنتشرين في باكستان إلى «الحد الأدنى».

ويقول بعض المسئولين الأميركيين والمحللين إن باكستان والولايات المتحدة لاتزالان بحاجة لبعضهما وإن المصالح بين البلدين ستقنع الطرفين بمحاولة تجنب تدهور كبير في العلاقات