العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ

المحتجون في اليمن يصرون على مطالبهم وحال صالح مستقرة

العثور على 30 جثة بين الأنقاض جراء المعارك في صنعاء

واصل الشبان اليمنيون المحتجون ممارسة ضغوطهم أمس الأربعاء (8 يونيو/ حزيران 2011) مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي لطي صفحة نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي باتت حاله الصحية «مستقرة» في أحد مستشفيات السعودية إذ يتلقى العلاج من جروح أصيب بها خلال قصف صاروخي يوم الجمعة الماضي.

وبدأت مجموعة من الشبان بنصب عشرات الخيام أمام منزل نائب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي تأكيداً لهذا المطلب، حسبما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». إلا أن جنود الفرقة المدرعة الأولى التي يقودها اللواء المنشق المؤيد للانتفاضة، علي محسن الأحمر أقدموا على تفكيك الخيام التي كانت تعيق حركة المرور في شارع الستين المهم.

ويؤدي شارع الستين إلى مقر القيادة العامة لهذه الفرقة التي كان قائدها من أبرز أركان النظام قبل انشقاقه. وذكر مراسل «فرانس برس» أن عناصر الفرقة اعتقلوا بعض الشبان. وقام محتجون آخرون منضوون تحت لواء «اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية» بالتأكيد خلال مؤتمر صحافي أنهم «سيتشاورون خلال اليومين المقبلين لتشكيل مجلس انتقالي مع كافة القوى» في اليمن.

وأكد المحتجون أن من مهام المجلس الرئاسي الانتقالي «تشكيل حكومة تكنوقراط» فضلاً عن العمل على توحيد القوات المسلحة وتعديل الدستور وإجراء انتخابات.

ومن المتوقع أن تشهد صنعاء تظاهرة لتأكيد مطالب المحتجين وخصوصاً تشكيل مجلس رئاسي انتقالي يعيد النهوض بالبلد الذي يواجه موجة احتجاجات منذ خمسة أشهر على حكم صالح المستمر منذ 33 عاماً.

وفي الرياض، أكد مصدر سعودي أمس أن حالة صالح مستقرة وهو يتابع علاج إعادة التأهيل على أن يخضع قريباً لعملية تجميلية. وقال المصدر إن الرئيس اليمني الذي يخضع للعلاج في السعودية جراء إصابته في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي يوم الجمعة، «حالته مستقرة». ونفى تقارير عن تدهور حالة صالح قائلاً: «لا أساس لما تناقلته وسائل إعلام عن تدهور وضعه الصحي». وأشار إلى أن صالح «بانتظار تحديد موعد لعمليته التجميلية ويتابع حالياً علاج إعادة التأهيل».

وكانت صحيفة «الوطن» السعودية نقلت عن دبلوماسي يمني قوله إن صالح مايزال في العناية الفائقة. وأضاف أن «حياته كانت في خطر شديد بسبب شظية بقيت يومين في جسده قريباً من القلب»، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني «عولج من جروح أصابته في الرأس وحروق من الدرجة الثانية في مختلف أنحاء جسده، وخصوصاً اليدين».

وأكد المصدر أن «الرئيس كان ساجداً خلال صلاة الجمعة أثناء قصف قصر الرئاسة، الأمر الذي خفف من وطأة الإصابة».

وسياسياً، استقبل نائب رئيس الجمهورية الذي يتولى بموجب الدستور زمام السلطة في غياب الرئيس سفراء السعودية والإمارات وسلطنة عُمان. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنه تم خلال اللقاء «استعراض مجريات الأحداث الراهنة على الساحة الوطنية والإجراءات التي تمت لتثبيت وقف إطلاق النار وتحرك لجنة مشتركة لمعالجة الآثار المترتبة على ذلك وفي مقدمتها إخلاء المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإنهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والطرقات في العاصمة صنعاء».

إلى ذلك، تم العثور أمس على نحو ثلاثين جثة بين الأنقاض جراء المعارك التي دارت خلال الأيام الماضية بين القوات الموالية للرئيس وأنصار آل الأحمر، حسبما أفاد شهود عيان.

وعثر على هذه الجثث فيما بدأ المسلحون الموالون لزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر يسلمون الجيش عدة مبان حكومية سيطروا عليها في حي الحصبة بشمال صنعاء خلال المعارك إلى أسفرت عن مقتل 140 شخصاً على الأقل منذ 23 مايو/ أيار.

وأفاد الشهود انه تم العثور على نحو عشر جثث في مركز شرطة حي الحصبة، وهو الحي الذي يقع فيه منزل الشيخ الأحمر والذي شهد القسم الأساسي من المعارك. وعثر على جثث أخرى في محيط منزل الشيخ صادق الأحمر. وذكرت مصادر قبلية أيضاً إنه تم العثور على 18 جثة في أرحب على بعد 30 كيلومتراً شمال العاصمة، بينها عشر جثث لعناصر من الحرس الجمهوري.

على الصعيد الميداني، نجا مسئول أمني من محاولة اغتيال فجر أمس في مدينة عدن الجنوبية فيما قتل مرافقه وأصيب اثنان آخران في الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون حسبما أفاد مصدر أمني. وقال المصدر إن «مسلحين أطلقوا النار على سيارة مدير أمن محافظة عدن العميد غازي أحمد علي أثناء مروره في بلدة الشيخ عثمان ما أدى إلى مقتل مرافقه الشخصي وإصابة اثنين آخرين». اقتصادياً، أعلن وزير النفط اليمني، أمير سالم العيدروس أمس أن السعودية قررت منح اليمن الذي يعاني من أزمة محروقات، ثلاثة ملايين برميل من الخام ستصل تباعاً إلى عدن في جنوب البلاد حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية. وقال العيدروس إن «خادم الحرمين الشريفين... وجه بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام هبة لليمن»، موضحاً أن «هذه الكمية تأتي لدعم الاقتصاد الوطني والإسهام في توفير احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم جراء النقص الحاد من المشتقات النفطية الذي تواجهه البلاد في ظل الوضع الاستثنائي الذي يعيشه اليمن»

العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً