قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أمس الأربعاء (8 يونيو/حزيران 2011) إن إيران تعتزم نقل أنشطة تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى من موقع كانت تستخدمه لسنوات إلى موقع آخر لم تكشف عنه إلا في العام 2009 وإنها تهدف إلى زيادة طاقة إنتاجها منه لثلاثة أمثالها.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني قوله للصحافيين بعد اجتماع وزاري «تحت إشراف الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) سننقل هذا العام التخصيب لدرجة 20 في المئة من موقع نطنز إلى موقع فوردو وسنزيد طاقة الإنتاج لثلاثة أمثالها».
وبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني محور مواجهة مع دول تقودها الولايات المتحدة تعتقد أن الجمهورية الإسلامية تطور أسلحة نووية وهو ما تنفيه. وفشلت عدة جولات من العقوبات الدولية في إجبار إيران على كبح برنامجها للتخصيب الذي تعتبره حقاً سيادياً ومن المؤكد فيما يبدو أن إعلانها أمس عن زيادة الإنتاج بدلاً من خفضه سيزيد من قلق القوى الغربية. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب لتزويد محطات الطاقة بالوقود وهو الهدف الإيراني المعلن كما يمكن استخدامه في توفير مواد تستخدم في صناعة القنابل إذا خضع لمزيد من المعالجة.
ويوم الإثنين قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو إنه تلقى أدلة جديدة على أبعاد عسكرية محتملة لأنشطة إيران النووية وهي تصريحات رفضها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد معتبراً أن الولايات المتحدة هي التي أملتها على المدير العام للوكالة. وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة في أوائل العام 2010 بعد انهيار محادثات بشأن تبادل الوقود النووي تقوم بموجبها دول أخرى بإمداد طهران بالوقود من الدرجة المرتفعة الذي تحتاجه لمفاعل طبي بحثي. ومثلت هذه الخطوة تطوراً مقلقاً للغرب لأنه يقرب التخصيب الإيراني من مستوى 90 في المئة المطلوب لتصنيع قنابل نووية. ويحتاج توليد الكهرباء إلى درجة أقل كثيراً من التخصيب. وقد زاد الانتقال إلى مستوى تخصيب 20 في المئة الشكوك بشأن الدوافع السلمية لإيران.
وقال عباسي دواني «بعد أن نزيد طاقة الإنتاج في فوردو لثلاثة أمثالها سنوقف قسم (التخصيب) 20 في المئة في موقع نطنز وننقله بالكامل إلى فوردو». وأضاف أن الانتقال من نطنز قرب أصفهان في وسط إيران إلى فوردو قرب قم جنوبي العاصمة يأتي رداً على رسالة ثانية بعث بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران الأسبوع الماضي بشأن مخاوف الوكالة.
وجاء إعلان عباسي دواني قبل قليل من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا والمقرر أن يناقش برنامج إيران النووي. وفي تقريرها الأخير عن إيران في أواخر مايو/أيار قالت الوكالة إن الجمهورية الإسلامية أبلغتها في فبراير/ شباط باعتزامها بدء تغذية أجهزة التخصيب في فوردو بمواد نووية «بحلول هذا الصيف».
وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن إعلان طهران زيادة إنتاجها لليورانيوم المخصب ثلاثة أضعاف في موقع فوردو (جنوب طهران) يشكل «استفزازاً».
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو أن «هذا الإعلان يشكل استفزازاً، ويزيد من قلق المجموعة الدولية إزاء تصلب النظام الإيراني وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي»
العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ