أكد المغرب وتركيا يوم الأربعاء عزمهما على إعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية الثنائية وخصوصا بعد توقيع البلدين على اتفاق للتبادل الحر في أبريل/ نيسان 2004 والذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا. جاء ذلك خلال اللقاء الصحافي الذي عقده رئيس وزراء المغرب إدريس جطو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في الرباط عقب ترؤسهما للقاء الموسع الذي تم خلاله توقيع أربعة اتفاقات للتعاون. وقال جطو في هذا السياق إن تفعيل اتفاق التبادل الحر سيساهم بشكل كبير في تطوير العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين الطرفين، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيمكن السلع المغربية من ولوج السوق التركية معفاة كليا من الرسوم الجمركية. وأكد أن العلاقات الاقتصادية الثنائية شهدت تطورا مهما خلال السنتين الأخيرتين، وخصوصا على مستوى المبادلات التجارية التي شهدت ارتفاعا ملحوظا، إذ ارتفعت نسبة الواردات المغربية من تركيا إلى أزيد من 80 في المئة والصادرات إلى أكثر من 30 في المئة. وأضاف أن المقاولات التركية حاضرة بقوة في المغرب وخصوصا في قطاعي التجهيز والأشغال العمومية إذ بلغ حجم صفقاتها مليار و300 مليون درهم. وأشار المسئول المغربي إلى أن إحداث خط جوي مباشر بين الدار البيضاء وإسطنبول سيساهم أيضا في تنمية التبادل التجاري والسياحة بين البلدين، معربا عن أمله في أن يتم إبرام المزيد من الشراكات بين الجانبين وخصوصا في قطاعات النسيج والمواد الغذائية المصنعة والأجهزة الإلكترونية. من جهته وصف رئيس الوزراء التركي العلاقات بين بلاده والمغرب بـ "الممتازة"، والتي تجسدت من خلال الاتفاقات المهمة التي تم توقيعها بين الطرفين، مؤكدا على ضرورة تطوير نوع من التضامن بين المغرب وتركيا، على المستوى "المتوسطي". واعتبر أن زيارته للمغرب تؤسس لـ "عهد جديد من العلاقات المثمرة"، بين البلدين معربا عن ارتياحه لوجود "إرادة سياسية من أجل تطوير هذه العلاقات التي من شأنها أن تساهم بشكل إيجابي في خدمة مصلحة البلدين اللذين يتوفران على إمكانات هائلة للتعاون في مختلف المجالات". كما نوه أردوغان بالاهتمام الذي يبديه المغرب للمفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل انضمام هذه الأخيرة للاتحاد، معتبرا أن ذلك يعكس علاقات الصداقة المتينة التي تربط بين البلدين