ذهبت إلى مركز السلمانية الطبي في الأسبوع الماضي وبدت على محياي ابتسامة عريضة انتبهت لها زوجتي ما أثار دهشتها؛ إذ إننا في رحلة علاج قد يطول أمدها... فقلت لها: إن سر الابتسامة هو ما قرأته وما سمعته عن التسهيلات وسرعة إنجاز طلب المريض و... و... و... إلا أن كلامي لم يكن بالنسبة إلى زوجتي إلا دعاية أو إعلانا؛ إذ ما رأته عيني يختلف عما سمعته أذني. وحتى أكون أمينا أسوق لكم مسلسل ما رأيته في مركز السلمانية الطبي:
- رأيت قريبا لي يحمل ابنه الذي لم يكمل سنته بعد ووجهه ينبئ عن ألم كبير؛ إذ القصة كلها تكمن في قسم الأشعة... إذ أخذوا أشعة على عضو بدلا من العضو المشار إليه في التقرير الطبي وليبدأ مسلسل المواعيد بين الطبيب وقسم الأشعة.
- حتى تأخذ (ستيكر) من الكاتب يجب عليك الوقوف في الطابور الطويل، على رغم أن الكاتب الآخر لا أحد عنده. وعندما ارتفع الضجيج من المراجعين والمرضى جاء الجواب كالسهم (ذلك الكاتب للنساء فقط)؟!
- في جناح العيادات... ويا له من جناح يضج بالمرضى وذويهم، المواعيد من الثامنة صباحا إلا أن حضرة الطبيب لا يأتي إلا متى شاء هو وعلى حسب رغبته. كما أن المقاعد لا تكفي لنصف المرضى وذويهم فيضطر الكثيرون إلى الوقوف طويلا لساعات وبذلك يصبح المكان أشبه بسوق لا مستشفى. وفعلا تصح هذه العبارة... الصحيح يمرض والمريض يموت.
- ما يؤلم حقا أن نرى فتيات يقمن بعمل التنظيف في المركز - العمل لا عيب فيه - ولكن المرأة والفتاة ليس مكانها العمل كمنظفة في الأماكن العامة المزدحمة بالناس. فرفقا بهن. والأجدر بالوزارة ان تجد لهن الوظيفة المناسبة والمكان المناسب.
- وحتى مواقف السيارات في السلمانية بالنقود، ليس كلها... ولكن أوليس هذا المركز يتبع الدولة؟ فالأجدر بالدولة ألا تأخذ على المواقف ضريبة وإلا يضطر الكثير إلى الوقوف خارج السلمانية. ومن يريد التأكد فليقم بجولة على الساحات التي تحوط بالمركز من الخارج ليرى كم السيارات التي تملأ المكان ليس بسبب المواقف التي من ورائها حصاد فقط بل لشحة المواقف ايضا. فهل من المعقول ان المريض يمشي كل هذه المسافات؟
متى نرى الكلام فعلا ومتى نرى ما نحلم به حقيقة في دوائر الدولة ووزاراتها وغيرها. ولا شك أن الكثير من الناس لديهم الكثير من المعاناة وغيرها.
ياسر أوال
العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ