وربط فريدمان بين فشل العراقيين في التوصل إلى اتفاق بشأن الدستور والوضع السياسي الهش للإدارة الأميركية حاليا وخصوصا في الداخل الأميركي. فكلما تنامت هذه الحال كلما تراجع تأثير أميركا الخارجي. فهشاشة بوش داخليا تؤثر سلبا على قدرات مختلف الفصائل العراقية في الركون للضمانات الأميركية. لافتا في هذا السياق إلى أن التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن نية واشنطن في تنفيذ ضربات عسكرية داخل الأراضي السورية مقابل تصريح وزيرة الخارجية كوندليزا رايس التي عارضت تنفيذ مثل هذه الضربات، تشكل دليلا واضحا على وجود مشكلة حقيقية داخل إدارة بوش. وتابع أن الاستراتيجية الأميركية الحالية تتطلب استقرارا داخل الإدارة لتحقيق الاستقرار في العراق الذي من شأنه إفساح المجال أمام انسحاب الجيش الأميركي. وهو ما يتطلب من واشنطن أن تثبت أنها قوة عسكرية كبرى. غير انه شدد على أن حال الضعف المتنامية لدى بوش، تقوض صدقية دعوته لمواصلة الحرب على العراق. والأجواء السياسية الملبدة في واشنطن قد تجعل العراقيين يستخفون بالولايات المتحدة كقوة عسكرية كبرى، لأن الوضع داخل الإدارة ينعكس على نظرة العراقيين للقدرات الأميركية. وختم انه يبدو أن العراقيين المشاركين في المحادثات حول الدستور العراقي يرفعون شعار "بوش ليس مفلسا ولكننا لن نلتزم بأي شيء إلى أن نرى نتائج استطلاعات الرأي في أميركا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل"
العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ