دنيا من يملك المال، القوة، والسلطة، دنيا من يملك العقارات والبيوت، من له حساب في المصارف، دنيا من يعرف انه قوي.
عرفنا من هو القوي وعرفنا أيضاً من هو الضعيف، الهزيل، البسيط، المسكين، من لا حول له ولا قوة، من يعرف الحق ويخاف ان يسانده، من هو نحن وليس جميعنا من هو فقير لرحمة الله وقوي في وجه الاقوياء من يذوق المر قطرة قطرة ويحمد الله عليه، من يصبر صبر أيوب ويصمد صمود محمد (ص)، من يقول بسم الله والحمد الله وشهد بأن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله من هو كل مظلوم وفقير، مسكين صابر ولا يرضى ان يكون ذليلا.
عشنا هكذا فينا من هو فقير ومظلوم ومسكين لا يقول غير موافق ولا يعرف جوابا غير نعم. وفينا من هو أيضاً مظلوم ولكنه لا يخاف غير الخالق، وهو فقير ويحمد الله ومسكين ولا يرضى بالذلة.
ومثلما هناك من فينا كذلك فينا من هو ظالم، حاقد، وقوي، لا يحب إلا نفسه ولا يهمه إلا نفسه، بيده الخير ولا يرضى بالقليل لغيره، وهو قوي ولا يترك الضعيف في حاله هذه حياتنا رضينا أو لم نرضَ، قبلنا أو رفضنا لن يتغير شيء ولا لاحد ان يهتم بشيء نقول ونصرخ، نكتب ونبعث، نعتصم ونبكي نتوسل ونطالب والحق لنا وليس بباطل والدنيا ضدنا مهما زادت الهوايل.
نصبر وندعو العلي القدير، كلنا يعلم بان الدنيا دار امتحان وما لا يجده العبدالصالح فيها مكتوب له في الآخرة وحياة المظلوم والفقير والمسكين أجمل من حياة الظالم والقوي والحقير والقرآن أكد ذلك حين قال «وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور».
فهنيئاً لهم بكل خيراتهم وهنيئاً لنا اذا اقتنعنا بما لدينا.
عارف حسن
العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ