العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ

شهر رمضان المبارك مدرسة لكل الأجيال

منذ قديم الزمان شرع الله تعالى صيام شهر رمضان المبارك وفضله على سائر الأشهر بفضائله، وأصبح هذا الشهر مدرسة متواصلة ومستمرة لتربية الأجيال وتهذيب وتجديد نفوس الناس العبادية، وضخ فيهم الشحنات الإيمانية، وترسيخ وتثبيت معاني الدين الحنيف... وعلى الآباء والأمهات اغتنام فرصة هذا الشهر لكي يلعبوا دوراً أساسياً ومهماً في التوظيف السليم لهذا الشهر، وذلك طلباً للحصول على أسمى درجات الأخلاق للعائلة، وأملاً في الأجر المضاعف من الله تعالى.

كما أن شهر الله فرصة ثمينة لبذل المزيد من الاهتمام بتربية الأبناء والبنات على البر والإحسان وإطاعة الوالدين وعلى تقواه سبحانه فحثهم على الصلاة، وترغيبهم في الصدقات، وتدريبهم على الصيام وتشجيعهم على كثرة تلاوة القرآن، وسائر الطاعات، كل ذلك يسير في التربية الواجبة في كل حال، لأن تلك النفوس لديها الاستعداد التام في هذا الشهر الكريم أكثر من غيره من مواسم البر، وكثرة الدعاء وقيام الليل، والاستغفار من الذنوب.

ومن فوائد شهر رمضان المبارك جعل الأسرة المسلمة مدرسة في التقارب والاجتماع على مائدة واحدة، وأداء مناسك واحدة، ورحمة في القلب، والسكينة والطمأنينة في النفس.

وهذا الشهر أيضاً يمكننا استثماره لتربية الأبناء والبنات على الكثير من العادات الحميدة والصفات الإسلامية النبيلة، عبر إقامة بعض البرامج التربوية في المنزل أو مجالس الأهل والأقارب بفضل قراءة القرآن الكريم وغيرها من العبادات الأخرى.

كما أن أفضل العبادات التي يمكن للإنسان استغلالها في هذا الشهر أداء الصلوات الخمس المفروضة في المساجد وخصوصاً أدائها مع الجماعة في هذه الأيام المباركة... إلا أنه من الملاحظ أن بعض المصلين لا يلتزمون بأهمية الصلاة في المساجد إذ يجلبون معهم أطفالهم، ومن المعروف أن الطفل يثير المتاعب في المسجد، الأمر الذي يؤدي إلى إزعاج المصلين أثناء صلاتهم، وإشغال الأب والآخرين عن صلاتهم، إذ إن الغاية من الذهاب إلى المسجد مع الأطفال هو تربيتهم على التمسك بالصلوات في المساجد، وصلاة الجماعة، وطلب الأجر العظيم، لذلك يجب على الأب أن يقوم بتعليم أبنائه هذه الفضائل، وشرحها لهم وعدم إثارة المتاعب والفوضى بين صفوف المصلين في المسجد.

وأشير إلى أن هذا الشهر الكريم يكون منطلقاً لأطفالنا لكل خير، فكم ابن تخرج من مدرسة شهر رمضان، فكان ابناً مباركاً نافعاً لوالديه ولمجتمعه، ولابد طبعاً أن يكون لهم نصيب وافر من الاهتمام والتقدير، والاستفادة من هذه الأجواء الإيمانية الرائعة في غرس الكثير من الفضائل النافعة، ونزع الكثير من السلوكيات الخاطئة إن وجدت.

ولا ننسى الفضائل العظيمة بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى في ليالي القدر المباركة، كما أن شهر رمضان فرصة عظيمة لإخراج الصدقة، وفيها يحصل المتصدقون على الأجر المضاعف... وإعطاء كل سائل أو محتاج، وتقديم التبرعات إلى الجمعيات والصناديق الخيرية أو المساجد أو المساهمة في مشروع (إفطار الصائم في المنطقة التي تسكنها)، وغيرها من الأعمال الخيرية. نسألكم الدعاء في هذا الشهر الفضيل.

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً