العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ

«أصدقاء البيئة» تشارك في ملتقى «التنمية» بقطر

اقتراح بتغيير مصطلح «المجتمع المدني» إلى «الأهلي»

الوسط - محرر الشئون المحلية 

05 يونيو 2006

شاركت جمعية أصدقاء البيئة البحرينية في المؤتمر الثالث لمنظمات المجتمع المدني ودورها في التنمية الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس التخطيط في دولة قطر بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية وشاركت فيه تسعون منظمة للمجتمع المدني من دولة عربية.

وتركزت محاور الملتقى الرئيسية على المفاهيم الأساسية في عمل المنظمات الأهلية في الوطن العربي ودورها في التنمية الشاملة ابتداء من الأدوار الرعائية التي بدأت بها معظم المنظمات الأهلية والأدوار القائمة والمتوقع لهذه المنظمات أن تلعبها في مجال التنمية والمعوقات والإشكالات في عملها.

وفي الكلمات الافتتاحية للمؤتمر أكد الأمين العام لمجلس التخطيط القطري الشيخ جبر بن جاسم آل ثاني أهمية تفعيل دور الجمعيات وليس فقط زيادة عددها كما ركز على أهمية التشبيك والربط، بينما اوضح مدير عام المنظمة العربية للتنمية محمد التويجري أن التطوع والعمل الأهلي قد وضع ديننا الحنيف أهم اساسياته وركائزه ومن ذلك نظام الوقف الإسلامي والصدقات والبذل والزكاة، مؤكدا أن ذلك من زكاة العلم والمعرفة من أجل خدمة الوطن والارتقاء به عبر العمل ضمن منظمات تنموية. أما مقررة شئون الإعاقة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني فقد ركزت على أهمية التعاون الحقيقي بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني الذي من أهم اساسياته استقلالية هذه المنظمات وعدم حجب المعلومات عنها، وشرحت المبادئ الرئيسية لتحقيق ذلك.


تراجع ظاهرة «الوقف»

وتم خلال الجلسة الأولى بعد افتتاح الملتقى اقتراح تغيير مصطلح المجتمع المدني إلى المجتمع الأهلي أو المنظمات الأهلية لتكون أوضح في تعبيرها عن المنظمات غير الحكومية، وذلك من خلال الورقة الاولى لحاتم القرنشاوي عن «دور مؤسسات المجتمع الأهلي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية: الواقع والمأمول». وقدمت الورقة للمراحل التي مر بها العمل الأهلي وتداخله مع الدور الحكومي ومع الأدوار المفروضة من الجهات الخارجية الداعمة ومع القطاع الخاص، وكيف أن العلاقة كان من سماتها الارتباط فحين كانت حاجات الناس ملحة للرعاية والعمل وعجزت الحكومات عن التعامل معها تنامى وقوي دور المنظمات الأهلية لحل مشكلات الناس. بينما لم يتأثر دور القطاع الخاص مباشرة بذلك، إذ إن تركيزه كان على التنمية الاقتصادية بينما تركز الحكومات والمنظمات الاهلية على التنمية البشرية والاجتماعية والثقافية. كما اشار إلى أن الوطن العربي يحوي مئة ألف منظمة اهلية تقريبا معظمها جمعيات رعائية خيرية ولابد لها من الحصول على موارد تمويل، موضحا أن أول جامعة في العالم (الأزهر) أساس دعمها كان ولايزال «الوقف»، لذلك بات تراجع الوقف في العمل الأهلي ظاهرة سلبية تحركها التوجهات العالمية التي أثرت دورها على أجندة عمل الجمعيات الأهلية باقتراح برامج قد لا تدخل ضمن أولويات العمل الأساسي للجمعيات الأهلية الحاصلة على التمويل، ما أدى إلى التركيز على برامج إعلامية تستهلك معظم موازنة الجمعيات، كما أن كثيرا من هذه الفعاليات تخلق حساسيات مع الحكومات وتزيد الفجوة بين العمل الأهلي والعمل الحكومي.


الفرق بين المثقف العربي ولاعب الكرة

ورقة «الثقافة العربية وآثارها على أداء مؤسسات المجتمع المدني» قدمها فيصل اسماعيل الحذيفي وقدم لموضوعه الفكري السياسي بأن الثقافة العربية تعتبر الثقافة والفكر رفاهية فبينما يعطى للاعب الكرة دقيقة ليركض تعطى للمتحدث العربي دقيقة في أي منتدى ثقافي.

كتعريف للثقافة اختار الباحث المقاربة الاجتماعية والسلوكية، إذ إن الكلمة ليست لها مرجعية في القرآن والسنة بحسب رأيه. واوضح أن الثقافة السياسية هي المحرك لعملية التغيير ومن أهم شروط تشكيل منظمات المجتمع المدني لتكون فاعلة الطوعية والتنظيم (المؤسساتية) وروح الجماعة والمشاركة في اتخاذ القرار (تمثل نفسها لا يمثلها احد) والمواطنة (رفع الرعوية) والاستقلال والسلمية (نفي العنف) والحوار (نفي الصراع) والأفقية (عمل ندي) والتعاون والوعي (نفي العبثية).


طاولة نقاش لوقف تدمير البيئة

وجاءت ورقتا جمعية أصدقاء البيئة في اليوم الثالث من ايام الملتقى الذي افتتح بورقة رئيسة مجلس إدارة جمعية اصدقاء البيئة الباحثة البيئية خولة المهندي عن «دور التعاون بين الأطراف الأربعة في حماية البيئة والتنمية المستدامة»، التي أشارت فيها إلى تسارع وتيرة التدمير للبيئة وموائل الكائنات الحية والتنوع الحيوي بصور ودرجات متعددة أهمها الصورة غير القابلة للتعديل أو الإصلاح، وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومات في الخليج العربي إلى تنويع مصادر دخلها مع اقتراب نضوب النفط، وفي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات محليا وعالميا بضرورة وضع القيمة البيئية ضمن قيم الكسب والخسارة في حركة التنمية الاقتصادية، نجد من الضرورة إيجاد طاولة نقاش لتبادل الآراء والوصول إلى حل عملي يشكل سياسة واضحة للتعامل مع هذا الموضوع بالغ الأهمية.

وقدمت الورقة دراسة حالين واقعيتين من البحرين تمثلان هذه الحاجة وتمثلان بعض الخطوات من قبل مؤسسات المجتمع المدني المساهمة في نضوج هذه الفكرة وتطورها. درست الحال الأولى معالجة جمعية اصدقاء البيئة قضية فشت العظم، إذ أطلقت حملة وطنية لحماية النخلة البحرينية والدفاع عن الحزام الأخضر وقارنتها بمعالجة قضية فشت العظم التي أطلقت فيها الحملة من قبل مؤسستين من مؤسسات المجتمع المدني بشكل رئيسي إلى جانب جمعية أصدقاء البيئة فأعلنت جميعها تأسيس تكتل بيئي للدفاع عن قضية بيئية.

أما الورقة الثانية لجمعية أصدقاء البيئة فقدمتها عضو مجلس إدارة الجمعية المهندسة إيمان البناء شرحت فيها معنى وأهمية دراسات تقويم الأثر البيئي للمشروعات وخطواتها وركزت على المشروعات التي تتطلب عمليات الردم والحفر البحري

العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً