دعا القاضي السابق في المحاكم الشرعية - الدائرة الجعفرية الشيخ علي العريبي إلى عدم إتخام مجلس النواب القادم برجال الدين، مشيراً إلى أنه «إذا سارت الأمور باتجاه الأعداد المطروحة فلن تكون الأجواء صحية، ولذلك أدعو إلى عدم إتخام المجلس النيابي القادم بالمعممين حرصاً على التوازن في التمثيل، كما أنني لست ضد دخولهم». جاء ذلك مساء الاثنين الماضي بمجلس الشيخ الجمري في محاضرة بعنوان: «هموم السياسة والحوزة عند الإمام الخميني».
وذكر العريبي أن «أطراف الحديث عن شخصية الإمام الخميني لابد أن تكون كبيرة ومترامية بحجم الإمام نفسه، فهو قامة عملاقة غيرت مسار التاريخ وكفى، فلنقف على جهوده الشخصية في إصلاح الحوزة والتعامل مع همومها وهموم السياسة المرتبطة بها»، مشيراً إلى أن «الإمام الخميني تعامل مع هذه القضية بالتدرج وذلك لأن التعامل مع الحوزة فيه شيء من الحساسية وخصوصاً أنه تعامل بأسلوب الصدمات في الشأن السياسي، فكان الإمام يعارض نظرة الانتظام في اللانظام كما أنه دعا إلى الثورة من أجل تنظيم الحوزة»، موضحاً «أما على مستوى الإصلاح الروحي فقد عانى الإمام كثيراً حتى أنه قال إن ما تجرعه من المتحجرين فاق ما تجرعه من غيرهم، وفي إطار الإصلاح دعا إلى منهج جديد للاستنباط، على أن يكون من أبرز ركائز هذا الاستنباط الجديد عنصرا الزمان و المكان».
وأضاف العريبي «لقد كان الإمام الخميني يعتبر الأحكام الصادرة عن الفقيه في الشأن السياسي أحكاماً أولية وليست ثانوية، كما أنه كان يعتبر المجتهد الذي لا يستطيع التعامل مع الواقع مجتهدا لا يصلح لقيادة المجتمع»، مشيراً إلى أن «الإمام كان سياسياً محنكاً واعترف بذلك حتى أعداؤه الذين كانوا يصفونه بالسياسي المحنك، وفي هذا الإطار انتفض الإمام على الجمود في الحوزة إذ كان يراه استسلاماً إلى الواقع فبحث نظرية سياسية إسلامية في منفاه في النجف الأشرف وكانت هذه النظرية هي ولاية الفقيه»، مردفاً «أما على المستوى العملي فلقد قاد الثورة الإسلامية في إيران والتي لايزال المجتمع الإسلامي يقطف ثمارها»
العدد 1371 - الأربعاء 07 يونيو 2006م الموافق 10 جمادى الأولى 1427هـ