العدد 1372 - الخميس 08 يونيو 2006م الموافق 11 جمادى الأولى 1427هـ

منتديات بلوغرز

عقدتي في الدراسة هي الانجليزي

- الأستاذ: عبارة كثيراً ما نسمعها من أبنائنا الطلبة في المرحلة الثانوية، وهي من المواد التي تشهد أكثر نسب الرسوب بحسب إحصاءات الوزارة. وذلك على رغم وجود مواد أجنبية أخرى كالفرنسية، إلا أن نسبة الرسوب فيها لا تقارن أبدا مع مادة اللغة الانجليزية.

باعتبارك اختصاصي مناهج لغة انجليزية - وإن كان للتعليم الأساسي- ما هي برأيك الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

- جلال المبارك: بداية أشكرك أخي العزيز على تواصلك وأشيد بعمق السؤال الذي طرحته. فعلى رغم أن سؤالك لا يتعدى السبع كلمات فإن الإجابة عليه تطول وتتطلب دراسات ومؤلفات كثيرة، غير أنني أحاول إيجاز الإجابة عن سؤالك الكريم في عدة نقاط أراها الأهم من وجهة نظري، أختزل فيها مجموعة العوامل التي تؤثر بصورة مباشرة في تعلم أي لغة أو مهارة. فأنا لا أريد التحدث عن دور المعلم أو المنهج أو حتى المادة العلمية والبيئة الصفية، وما إلى ذلك وإنما أريد أن ألقي الضوء على أمور أخرى أراها تلعب دوراً كبيراً جداً في عملية التعليم والتعلم، منها:

أولاً: العامل النفسي: فمحاولة الفرد أحياناً اقناع نفسه بالعجز عن تعلم اللغة الإنجليزية مثلاً، يكون لها الأثر الأكبر في نشأة العائق الأول الذي قد يتخذ له مكانا في اللاوعي، ويعمل على إثارة الشعور بالعجز بين حين وآخر. فهذا العامل أو العائق ينمو مع مرور الزمن ويستعصي على الفرد، ويصعب التخلص منه ما لم يبادر الفرد بقوة إرادته بتجاوزه وذلك من خلال تحديه لنفسه قبل أن يتحدى الآخرين. فيجب على المرء أن يقنع نفسه بأنه قادر وأن لا شيء مستحيل مع قوة الإرادة.

ثانياً: العامل الاجتماعي: قد يلعب المجتمع أحياناً دوراً كبيراً في تعزيز كره الفرد لتعلم مهارة أو لغة معينة من منطلق عدم تقديره الصحيح لهذه المهارة أو اللغة. فمثلاً قد يعكس المجتمع سخطه على سياسة معينة فرضها عليه مجتمع آخر ويقاسي من وطأتها على كل ما يتعلق بالمجتمع الآخر من لغة وثقافة وإنجاز، ويعتبر أن كل ما يأتي من ذلك المجتمع الذي يراه متسلطاً غير محبب، بل ويصاب بالنفور منه وقد يعاديه.

هذا الشعور نراه يتجلى بوضوح لدى فئة المراهقين عندما يبرر الطالب عدم اهتمامه باللغة الإنجليزية بأنها لغة الكفار والأعداء. فمثل هذا العائق يجب ألا يصمد طويلاً أمام القول البليغ «من تعلم لغة قوم أمن شرهم». فحتى يتسنى لنا مقارعة الآخرين وتفنيد حججهم ونطلع على ما تضمره نفوسهم يجب علينا أن نسعى إلى تعلم لغتهم، لا أن نتهرب من ذلك كمن يصم أذنيه عن سماع صوت الرعد في الجو العاصف.

ثالثاً: العامل الأسري: إلى جانب المجتمع، تلعب الأسرة دوراً كبيراً بقصد أو من دون قصد في نفور الطالب من تعلم اللغة الإنجليزية، وذلك بعدم تشجيع أبنائهم على تعلمها، إما لعدم مساعدة أبنائهم في المذاكرة بسبب عدم تمكنهم من هذه المادة أو لعدم إعطائها الأهمية في عملية المذاكرة بتفضيل المواد الأخرى عليها بتعذر أولياء الأمور دوماً بأن اللغة الإنجليزية لا تحتاج إلى المذاكرة. فاللغة الإنجليزية كبقية المواد الأخرى تحتاج إلى مذاكرة وممارسة واهتمام حتى تكون حاضرة دائماً، تماماً كاللغة العربية. فالقواعد اللغوية وزيادة حصيلة المتعلم من المفردات اللغوية واستخدام هذه المفردات في نماذج نصية تقوي لغة المتعلم وتدفعه لمزيد من التميز.

أما بالنسبة إلى كلامك من أن بعض الأفراد يتفوقون في اللغة الفرنسية أكثر من اللغة الإنجليزية، فأنا معك في هذا الكلام لحدٍ ما. وذلك يعود لسبب أساسي هو أن المتعلم عندما يتعلم اللغة الفرنسية فإنه يتعلمها برغبة منه وهو ليس مدفوعاً لذلك كما هو الحال بالنسبة إلى تعلم اللغة الإنجليزية التي تعتبر من المواد الأساسية. فكما هو معروف فإن النفس في الغالب تكره كل ما تجبر عليه، بل وتأخذ ردة فعل سلبية تجاهه، وهي الحال بالنسبة إلى اللغة الإنجليزية لدى الكثيرين.

عزيزي... أدرك تماماً أنني لم أعط الموضوع حقه لتشعبه، غير أنني حاولت باختصار شديد أن أشخص أبرز الأسباب التي تكمن وراء نفور بعض طلبتنا (تحديداً) من تعلم اللغة الإنجليزية، وبالتالي يفشل في اجتيازها وتمثل له عقدة إلى أن يكبر.

لا أنسى أبداً قول أحد التربويين الأجانب لي عندما قال مازحاً «إن طلبتكم في المرحلة الابتدائية أفضل مني»! فلما طلبت منه أن يوضح ما يعنيه، قال إن «طلبتكم يستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية حتى ولو بشكل ركيك، أما أنا فلا أستطيع أن أتحدث بغير لغتي»!... كلام يدعونا للتفاؤل حقاً لو تمعنا فيه ويعطينا دافعاً لنتحدى أنفسنا ونثبت للآخرين أن ما بداخلنا يكون غالباً مجرد أوهام.


الليبرالية الغربية «في خطر»

جاء على موقع إذاعة «بي بي سي» العربية على الانترنت هذا الموضوع المفتوح لمشاركات الجمهور:

حثت أكاديمية بريطانية بارزة المجتمعات الغربية على التمسك بقيمها الليبرالية، وخصوصاً إرث حرية التعبير والتسامح، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم.

وفي مقال نشرته «بي بي سي»، كتبت ليزا غاردين عن تجربة هولندا وخصوصاً فيما يتعلق بأيان هيرسي علي، السياسية الصومالية المولد والتي تركت هولندا حديثاً، وأضافت «من السخرية أن نرى بلداً كهولندا رحب لقرون بكل الفارين من الاضطهاد يعجز عن مواصلة تقديم الملاذ الآمن لهيرسي علي».

كما أشارت غاردين إلى اغتيال السياسي اليميني الهولندي بم فورتان ومقتل المخرج الهولندي فان خوخ، ووصفت هذه الحوادث بأنها «ضربة مباشرة تستهدف قيم البلدان الغربية الليبرالية وحرية التعبير وحقنا في بث آرائنا من دون خوف من رد فعل انتقامي».

وأضافت «يتعين علينا جميعا أن نعي أن ثمن صمت المجتمع بأسره وعدم الحديث علنا عن القضايا الصعبة بما فيها الدين سيكون باهظاً جداً».

هل تتفق مع هذا الطرح؟ ما هي برأيك أهم التحديات التي تواجه القيم الليبرالية الغربية، وخصوصاً الحرية الفردية وحرية التعبير؟ ماذا عن المسلمين في أوروبا ودورهم في هذه المرحلة؟

- محمد الرملاوي (الكويت): هذا التراجع الغربى عن قيمه الليبرالية يرجع إلى أحد عاملين K الأول : الحملات الإعلامية الظالمة التى ألصقت الإرهاب بالإسلام مع أن عمر هذه الديانة جاوز سنة مستغلة الآلة الإعلامية الصهيونية.

الثاني: الاستعداد الفطري لدى المواطن الغربي لتصديق هذه الفكرة التي تستهوي عدداً لا بأس به من الموتورين في الغرب أو الاستسلام لها من البعض الآخر. ويظل هناك المستنيرون فقط في الغرب هم الذين على استعداد للدفاع عن القيم الليبرالية ومنهم ليزا غاردين وغيرها. أيها الغربيون تمسكوا بقيمكم الليبرالية بل ودافعوا عن انتشارها في باقي بلدان العالم الثالث ولا تغمضوا أعينكم عن مساندة الحركات الليبرالية في هذه البلدان عندما تلتقي مصالحكم مع الحكومات المستبدة حتى تتمتعون بالصدقية.

- نبيل (الاحساء): الفكر والقيم الليبرالية لم تترسخ في الغرب نتيجة لضربة حظ أو شطحة مغامر. بل لأن شجرة الحرية قد رويت بدماء الوطنيين والأعداء على حد سواء حتى صارت تلك القيم نبراساً للقاصي والداني لن تؤثر فيها حالات فردية بعينها وذاتها أو حتى جماعية. أما في منطقتنا العربية ولأن الحاكم هو الذي يمنح ويهب الحرية للرعايا وقتما شاء وكيفما شاء فمن يمنح يستطيع أن يمنع. ولذلك مازال التطبيق العملي للقيم الليبرالية بعيد المنال في منطقتنا العربية وإن كان الفكر قائما!

- محمد صادق (القاهرة): هذه السيدة التي تشعر بالغضب لأن قيم الحرية والليبرالية... إلخ التي تؤمن بها انتقص منها لماذا لا تريد من المسلمين أن يشعروا بالغضب عندما تهان قيمهم ومعتقداتهم ويصور النبي بهذه الصور الحقيرة. ولكن هذه هي العقلية الغربية الأنانية التي تقصي الآخر وتعتقد أن ما هي عليه هو الحق وكل ما سواه هراء.

- ظافر (الدنمارك): الليبرالية وإرثها الحضاري والسامي في حرية التعبير والتسامح ليست في خطر إذ لم يدنو البعض في استغلالها في نشر الفرقة والعنصرية والمساس في المعتقدات حتى إذا كانت على خطأ. الحوار وتقارب الحضارات يسهل الانصهار في ما بينها والنزاع يزيد الهاوية والابتعاد.

- سعد: لا توجد قيم غربية وغير غربية. وتوجد فقط مصالح يتكالب عليها الأقوياء في الغرب. فالقيم عند الغرب تتغير درجة على حسب المصالح. والسياسة الخارجية للدول الغربية خير شاهد على ما أقول. فالغرب يشعر الآن بالأفول. فهو يفعل المستحيل حتى تدوم له السيادة. وأثناء هذا وذاك نرى مدى التخبط والتشتت. وليت يدرون ماذا يفعلون، فالعالم كاد أن يصير بركة للدماء بسبب الفوضى والقرارات الخاطئة

العدد 1372 - الخميس 08 يونيو 2006م الموافق 11 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً