يعتمد الجيش الأميركي بشكل متزايد على الاقمار الاصطناعية لتنفيذ عملياته العسكرية، كما ظهر في الغارة الجوية التي أودت بحياة زعيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي، لكن تفوق واشنطن في هذا المجال يصبح مهدداً مستقبلا، وقال الرجل الثاني في القيادة الاستراتيجية الجنرال روبرت كيلير خلال جلسة استماع أمام الكونغرس إن الاقمار الاصطناعية «أحدثت ثورة في الطريقة التي نحارب بها اليوم» وهي تشكل «نقطة قوة استراتيجية هائلة بالنسبة إلى الولايات المتحدة».
وخلال الجلسة ذاتها، قال الخبير في مؤسسة «بروكينغز» مايكل اوهانلن إنه على مدى سنوات، ساهمت الاقمار الاصطناعية في عمليات المراقبة والاستطلاع، أما اليوم فهي تستعمل بشكل متزايد في «الحرب المباشرة».
وذكر الجنرال كيلير على سبيل المثال مقتل الزرقاوي «بغارة موجهة بفضل نظام «جي بي اس» الأميركي عبر الاقمار الاصطناعية».
و«جي بي اس» هو نظام صممته البنتاغون بهدف تركيز نقطة على الكرة الأرضية مباشرة وعلى مدار الساعة، وهو يعتمد على قمراً اصطناعياً في المدار، وقال مايكل اوهانلن إن «الاقمار الاصطناعية من نوع (جي بي اس) تستخدم لمزامنة العمليات بدقة كبيرة» وهي مفيدة جداً لرصد الأعداء وتوجيه القنابل، وبفضل هذا النوع من الأقمار الاصطناعية، ستتمكن البنتاغون من الحصول على إشارات حول تحضيرات لإطلاق صاروخ مضاد ورصد إطلاق الصواريخ المعادية.
وقال اوهانلن إن الأميركيين هم الوحيدون الذين يستطيعون استخدام الأقمار الاصطناعية في عمليات عسكرية وهم يحسنون استخدامها بشكل متزايد إذا ما قارنا الحروب في الخليج والبلقان وأفغانستان والعراق.
لكن هذا التفوق يصبح مهدداً في المستقبل، إذ يقول الخبير في مؤسسة «بروكينغز» إن هذا الوضع «لن يستمر» إلى ما لا نهاية.
ويضيف الجنرال كيلير أن «أعداءنا يدركون اعتمادنا على هذه الوسائل الفضائية»، مضيفاً أن بعض الدول «تحاول منافسة الولايات المتحدة، فيما تسعى دول أخرى إلى كشف نقاط الضعف في الأنظمة الفضائية الأميركية». ويقول اوهانلن إن اخطر دولة هي الصين، علماً بأن تقدم بكين لايزال «محدوداً» وسيبقى كذلك في السنوات المقبلة، لكن «هذا الوضع لن يستمر إلى الأبد». وفي المستقبل، وبسبب اللجوء المتزايد إلى الأقمار الاصطناعية لتنفيذ العمليات الحربية، يخشى أن يصبح الفضاء مجالاً عسكرياً، ويعتبر كل من الجنرال كيلير ومايكل اوهانلن أن هذا يعني انه يجب حماية الأقمار الاصطناعية الأميركية. وقال اوهانلن إنه «من المحتمل جداً أن تعتبر الولايات المتحدة يوماً ما من الضروري تطوير أسلحة» لحماية أقمارها الاصطناعية، ما يذكر بما قاله دونالد رامسفيلد قبل أن يصبح وزيراً للدفاع بشأن احتمال حصول «بيرل هاربر في الفضاء» في حال لم تتم حماية المصالح الأميركية بشكل أفضل.
أف ب
العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ