ترتبط أي فرصة لنزع فتيل الأزمة المتعلقة ببرنامج إيران النووي بتعريف مسألة تعليق الأنشطة المرتبطة بالتخصيب النووي وهو احد الشروط المسبقة الأساسية المطروحة على طهران من الغرب. وتحيط ظلال من الشك حول إمكان حدوث انفراج في الأزمة الآن. فإيران تقول إنها لا تخصب اليورانيوم، إلا لتوليد الكهرباء وتستبعد فكرة وقف برنامجها النووي كنتيجة للمحادثات. ومن جهة أخرى، تستبعد القوى الكبرى المتمثلة في الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) إلى جانب ألمانيا إجراء محادثات مع طهران ما لم توقف برنامجها أولا في إطار بناء الثقة، لكن دبلوماسيا من فيينا مطلعاً على الأمور قال إن وراء المواقف المعلنة تجرى مناقشات بمساعدة خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما إذا كان هناك مجال لإبداء المرونة فيما يتعلق بتعريف مسألة «التعليق» بهدف بدء المحادثات. وقال الدبلوماسي «القضية برمتها... هي التوصل إلى تعريف للتعليق يسمح للطرفين بأن يقولا إنهما حصلا على ما يريدانه... وإلا فإن هذا العرض لن يحقق شيئا». وقال دبلوماسي كبير من الاتحاد الأوروبي طلب مثل الآخرين عدم نشر اسمه «تجرى بعض المناقشات بشكل غير رسمي وتشارك فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدعوة إلى مناقشة عدد من هذه الأفكار».
وذكر الدبلوماسي من فيينا أن من بين السيناريوهات المطروحة السماح لإيران تحت رقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتشغيل عدد محدود من أجهزة الطرد المركزي من دون غاز سادس فلوريد الذي يضخ إلى هذه الأجهزة لتخصيبه إلى وقود نووي. وأضاف أن هذه العملية يمكن أن تسمى «توقفاً بغرض صيانة» أو «حال استعداد» وتناقشها حالياً مجموعة من المحللين النووين الأميركيين.
وقد يؤدي ذلك إلى إجراء مفاوضات بخصوص شروط تطبيق الحوافز وتجنب استخدام كلمة «تعليق» التي تنطوي بالنسبة إلى ايران على شروط مسبقة مفروضة من الخارج تعتبرها مهينة لها، لكن احد هذه التحليلات التي قرأها دبلوماسي غربي خلصت إلى أنه حتى السماح لإيران بتشغيل أجهزة طرد مركزي فارغة سيمكنها من الوصول للدراية الفنية التي تؤهلها لتشغيل أجهزة التخصيب بشكل ناجح وطويل المدى. ويصر مسئولون أميركيون على أن تعريف التعليق الذي يعني وقف جميع الأنشطة المرتبطة بالوقود النووي غير قابل للمناقشة أو التفاوض مع إيران. ويقول دبلوماسيون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التوصل لحل وسط ضروري؛ لأن إيران أتقنت فعلاً تقنية التخصيب الأساسية ولأن مسألة العقوبات التي يدرس الغرب اللجوء إليها إذا رفضت طهران العرض قد تقابل بالرفض من روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض بصفتهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ومن شأن أي حل وسط مثالي أن يرضي الكرامة الوطنية الإيرانية وفي الوقت ذاته تهدئة مخاوف الغرب من الانتشار النووي في إيران.
رويترز
العدد 1388 - السبت 24 يونيو 2006م الموافق 27 جمادى الأولى 1427هـ