العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

مقتل جنديين إسرائيليين وخطف ثالث في «الوهم المتبدد»

شنت ثلاثة فصائل فلسطينية مقاومة فجر أمس هجوماً عسكريّاً نوعياً - أطلقت عليه اسم عملية «الوهم المتبدد» - على موقع حدودي إسرائيلي جنوب قطاع غزة أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين وجرح أربعة آخرين في حين تمكن الفلسطينيون من أسر ثالث، واستشهد في المقابل فلسطينيان من المهاجمين.

وأعلن قائد الفرقة الإسرائيلية المنتشرة في محيط قطاع غزة افيف كوشافي أن قواته تنتظر الضوء الأخضر من الحكومة لشن عملية برية واسعة النطاق في حال لم يتم الإفراج عن الجندي.


«الشين بيت» يحرج الجيش بإعلان تلقيه تحذيراً من الهجوم... الحكومة وعباس يطالبان بالحفاظ على المختطف

مقتل جنديين إسرائيليين وخطف ثالث في عملية «الوهم المتبدد»

الأراضي المحتلة - وكالات

خلّف هجوم فلسطيني على موقع عسكري إسرائيلي بالقرب من معبر كيرم شالوم (كرم أبوسالم) الحدودي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة أمس قتيلين في صفوف الجيش الإسرائيلي وشهيدين من الناشطين الفلسطينيين إضافة إلى فقد جندي إسرائيلي يعتقد أنه اختطف. وأرسل الجيش الإسرائيلي قوة كبيرة تدعمها عشرات الآليات والدبابات إلى قطاع غزة ردا على العملية.

ونقل عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس قوله إنه بحسب المعلومات المتوافرة لديه فإن «الجندي المخطوف على قيد الحياة»، مضيفاً أن «إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم لاستعادته على وجه السرعة».

وأوضح حالوتس خلال مؤتمر صحافي عقده في كيبوتس (قرية تعاونية) كيرم شالوم أن «الجيش الإسرائيلي سيتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية كافة لقطع دابر الإرهاب»، وأكد أن «الفلسطينيين بدءا برئيسهم وانتهاء بآخر من له ضلع بالإرهاب يتحملون المسئولية عن مصير الجندي»، موجهاً انتقادات لاذعة إلى السلطة الفلسطينية ومتهما إياها بالعجز والوقوف مكتوفة الأيدي أمام «المخربين».

وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين على الأقل في الهجوم الذي بدأ عندما أطلق الناشطون الفلسطينيون صاروخا مضادا للدبابات على الموقع.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن نفقا حفر تحت أراضي حدود غزة ما سمح لفريق المهاجمين المكون من ثمانية أشخاص بالوصول إلى الموقع الذي بدأوا منه الهجوم، لكن موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الانترنت نقل عن مسئول فلسطيني قوله إن الهجمات شنت من صحراء سيناء المجاورة لغزة وليس من داخل القطاع.

وطبقاً لتحقيق مبدئي للجيش الإسرائيلي فقد انقسمت القوة المهاجمة إلى ثلاث فرق حاولت إحداها لكنها فشلت في مهاجمة ناقلة أفراد مدرعة في المنطقة وهاجمت الأخرى دبابة فيما هاجمت الثالثة الموقع وأطلقت النار على الجنود الإسرائيليين.

وأعلنت المسئولية عن الهجوم ثلاث فصائل مقاومة هي كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الحاكمة و«ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وتنظيم فلسطيني أطلق على نفسه «الجيش الإسلامي».

وقال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبومجاهد «استشهد في العملية النوعية المعقدة (عملية الوهم المتبدد) اثنان من أفراد المجموعة وهم محمد فروانة ( عاماً) من خان يونس وهو من مجموعة جيش الإسلام غير المعروفة حتى الآن، وحامد الرنتيسي ( عاماً) من رفح وهو من مجموعات ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية»، مشيراً إلى «عودة باقي أفراد المجموعة إلى قواعدهم سالمين».

وقال المتحدث الرسمي باسم «حماس» سامي أبوزهري «إن هذه العملية رد فعل طبيعي على الجرائم الإسرائيلية ضد النساء والشيوخ والأطفال ورد على اغتيال القائدين القوقا وأبوسمهدانة»، وفي أعقاب الهجوم أغلق الجيش جميع المعابر الحدودية بين غزة و«إسرائيل» وبين القطاع ومصر حتى إشعار آخر.

ويمثل هجوم اليوم أكبر إحراج للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحاول حمل الناشطين في غزة على وقف هجماتهم الصاروخية على «إسرائيل»، وأدان عباس الهجوم في بيان. وأوضح البيان أن العملية «تتناقض مع كل ما سمعناه من مواقف خلال اليومين الماضيين وهي خرق للتفاهمات التي عبرت عنها قيادات الفصائل التي اجتمعنا بها». وأعلن البيان «إننا سنجري تحقيقاً شاملاً وسريعاً بشأن منفذي هذه العملية، ونطالب في الوقت نفسه المجتمع الدولي، وخصوصاً اللجنة الرباعية التدخل لمنع (إسرائيل) من استغلال هذه العملية للقيام بعدوان واسع ضد قطاع غزة».

ودعا عباس في البيان المسلحين الذين اختطفوا الجندي الإسرائيلي وهؤلاء الذين يحتفظون بأشلاء الجنود الآخرين أن يعيدوها محذرا من أن «إسرائيل» سترد بقسوة على الفلسطينيين إذا احتفظ المسلحون بالجندي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن العملية ستؤدي إلى إعادة الوضع إلى نقطة الصفر محذراً من أنها ستقود إلى مزيد من الاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية.

من جانبها، دعت الحكومة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية إلى عدم اللجوء للتصعيد العسكري، وناشدت الحكومة على لسان الناطق باسمها غازي حمد خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة فصائل المقاومة الحفاظ على حياة الجندي الإسرائيلي وحسن معاملته، وأكد حمد أن الحكومة تتابع أمر الاختطاف بشكل جدي وأجرت اتصالات مكثفة مع عدد من الدول، وأشار حمد إلى أنه «حتى الآن معلومات اختطاف الجندي مصدرها الجيش الإسرائيلي ولم يصدر أي تبني من قبل فصائل المقاومة لاختطاف الجندي بشكل رسمي»، وأكد أن عملية رفح ليس لها علاقة بالحوار الدائر مع الفصائل الفلسطينية، ورفض حمد تحميل الحكومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية أية مسئولية عن عملية رفح، وقال إن «(إسرائيل) كانت دائما تقوم بتحميل الحكومة والسلطة لتجد مبرراً لتوسيع عدوانها على الشعب الفلسطيني».

وفي الجانب الإسرائيلي، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) أن الجيش الإسرائيلي كان تلقى تحذيرا من هجوم فلسطيني في القطاع الذي وقع فيه. وقالت متحدثة باسم الشين بيت «كنا حذرنا الجيش من تحضيرات لهجوم في القطاع، ومن شق نفق واحتمال خطف جندي». وأضافت المتحدثة «لهذا السبب اقفل معبر كيرم شالوم (كرم أبوسالم) قبل الهجوم وخطفت وحدة من القوات الخاصة عضوين من (حماس)» السبت يشتبه في انهما متورطان في هذه التحضيرات، وتشكل هذه التوضيحات التي قدمها «الشين بيت» انتقاداً صريحاً للجيش الذي اعترف بأنه فوجئ ولم يتخذ على ما يبدو الإجراءات الضرورية لتفادي الهجوم.

إلى ذلك، حظر رئيس الوزراء ايهود أولمرت أمس إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين من أجل إطلاق سراح الجندي المختطف، وتمارس «إسرائيل» ضغوطاً على الفلسطينيين بواسطة الولايات المتحدة ودول أوروبية لإطلاق سراح الجندي المخطوف، وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة إنها أجرت محادثات هاتفية بشأن الهجوم واختطاف الجندي مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ووزراء خارجية أوروبيين، وأضافت ليفني أنها شددت خلال هذه المحادثات على أن «إسرائيل» تتوقع أن يعمل الرئيس الفلسطيني بشكل فوري على إطلاق سراح الجندي المخطوف معتبرة أن «هذا امتحان عباس».

ومن جانبه، توعد وزير الدفاع عمير بيريتس بقتل أي فلسطيني يمكن أن يهدد حياة الجندي. فيما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه شاطئ بحر بلدة الزوايدة وسط غزة، الأمر الذي أدى إلى عودة مئات المواطنين المستجمين إلى منازلهم هرباً من نيران قوات الاحتلال وحفاظاً على حياتهم

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً