أحدث الاصدارات في المكتبات الفرنسية كتاب «السيرة الذاتية للراهبة إيمانويل» للبروفبسور بيير لونل بجامعة «فانسان» الذي يروي فيه مشوار حياة هذه الراهبة التى تجاوزت شهرتها الحدود اذ عملت في أكثر من بلد غير فرنسا.
ولدت مادلين سينكوين العام في مدينة «بروكسل» وكانت في السادسة من العمر حينما توفي والدها غرقا في البحر ومع ذلك لم تنهر بفضل الإيمان الذي غمر قلبها على رغم من صغر سنها.
شيئاً فشيئاً تبلور لديها حب الآخر والرغبة النهمة في المعرفة وفي مشاركة الآخريين آلامهم وآمالهم، لهذه الأسباب الإنسانية، التحقت بإحدى الجمعيات الدينية لكي تتولى رعاية الفتيات الصغيرات في الكثير من دول العالم في تركيا وتونس ومصر على مدار أربعين عاماً.
وحين تجاوزت الستين، وجهت كل حيويتها ونشاطها لجامعي القمامة في مدينة القاهرة إذ كانت تقوم باصطحاب الصغار الى المدرسة وتوفير الرعاية الطبية للسيدات ومساندة الرجال وظلت تمارس هذه المهمة الإنسانية لسنوات طويلة من أجل النهوض بهم وتوفير حياة كريمة لهم.
أعقب ذلك المشوار الطويل مع جامعة القمامة في قاهرة المعز، مهمات إنسانية مماثلة في لبنان والفلبين والسنغال وهايتي.
وفي حديث لها «قالت إنها عند عودتها الى فرنسا العام ، كانت تتوقع أن ترى بلدا غنيا، ولكنها اصطدمت بالكآبة إذ رأت الكثير من الفقراء، من هنا كان المشروع الخاص بتقديم العون للسيدات اللاتى يعشن أوضاعا اجتماعية صعبة.
وعن سر هذه الطاقة على رغم من بلوغها عاماً، قالت إن «السعادة الحقيقية لا تتمثل في بعض المتع العابرة وإنما في البحث عن اسعاد الآخرين بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم... الذين يناضلون هم الأحياء والذين يستبسلون هم دائماً المنتصرون»
العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ