يقول دبلوماسيون مرتبطون بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة إن إيران خلقت واقعا جديدا في خلافها النووي مع العالم من خلال توصلها لتخصيب اليورانيوم فيما تتبع القوى الغربية استراتيجية لم تجد نفعا بعد.
وقال الدبلوماسيون في فيينا إن من المستبعد أن ترضخ إيران بعد تغلبها على العوائق التقنية في طريق إنتاج وقود منخفض التخصيب لاستخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية. ويجادل الدبلوماسيون بأن الاستراتيجية الغربية تتجاهل المخاوف الأمنية الإيرانية التي ربما تدفع ولو جزئيا إلى ما يشك الغرب في أنه مسعى سري للحصول على قنابل نووية. وذكر دبلوماسي بارز في فيينا مطلع على الملف النووي الإيراني في وكالة الطاقة «إصرار الغرب وواشنطن على وجه الخصوص على حرمان إيران من قدرة تخصيب اليورانيوم سياسة حمقاء وأثبتت فشلها بعد أن أعلنت إيران أنها حققت هذا فعلاً». وتابع «لاشك أن إيران تتطلع إلى أن تكون قادرة في نهاية المطاف على تخصيب اليورانيوم الى المستوى العالي اللازم لإنتاج قنبلة. السبيل الوحيد لدرء هذا هو الضمانات الأمنية والتجارية ولا يستطيع أحد غير الأميركيين طرح هذا من خلال محادثات مباشرة».
لكن إيران زرعت الشك في معظم العالم لأنها أخفت أبحاث التخصيب عن وكالة الطاقة 18 عاما وتواصل منع تحقيق وكالة الطاقة في صلات عسكرية مشتبه بها بأنشطتها النووية وتكرر الدعوة إلى تدمير «إسرائيل».
وقال مارك فيتزباتريك وهو خبير في مجال الانتشار النووي حضر مؤتمرا للطاقة النووية في طهران الأسبوع الماضي انه خرج من المؤتمر بقناعة بأن إيران لن توقف أنشطة التخصيب طوعا. وقال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «بعض الإيرانيين الذين قابلتهم يعتقدون أن الأمر يمكن أن يقتصر على البحث والتطوير ليس إلا» وأضاف «لا يمكن العودة إلى نقطة الصفر من أجل الكبرياء والهيبة على الساحة الدولية».
وقال محللون إن إيران فيما يبدو حذفت عدة مراحل للتجارب الضرورية لضمان فحص أجهزة الطرد المركزي بدقة بحيث تتحمل الدوران لفترات طويلة بسرعة فائقة في سباق تحاول أن تجعل فيه التخصيب الأساسي «حقيقة على أرض الواقع» من أجل أية مفاوضات مستقبلية.
وذكر جوزيف سيرينسيون من مؤسسة منحة كارنيجي للسلام العالمي«(شبح) تخطي مراحل للتجارب قد يعود ليلاحقهم إذ انه من المرجح أن تنهار بعض مجموعات الأجهزة فيما بعد». وقال دبلوماسيون إن إيران تبدو الآن قادرة على مضاعفة مجموعات أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز التي تخضع لمراقبة وكالة الطاقة أو في المنشآت التي لم تبلغ بها الوكالة أو لا تعلم بوجودها. وقال الدبلوماسي الغربي الذي يتخذ من فيينا مقرا «إيران لا توضح الأسئلة العالقة بشأن نواياها لأنها تدخر الإجابات لتستخدمها كأوراق للمساومة من أجل تسوية سياسية شاملة تشارك فيها واشنطن... إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع إشراك كوريا الشمالية فلماذا لا تفعل المثل مع إيران».
رويترز
العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ