العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

العنصرية تلطخ مونديال ألمانيا 2007

تستعد ألمانيا لاستقبال الزوار أثناء نهائيات كأس العالم التي تستضيفها العام الجاري بوجه بشوش وترى أن البطولة فرصة لعرض نفسها كدولة ودودة متسامحة وحديثة تعيش أعواماً مشرقة بعد ماضيها النازي. واختارت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم التي تنطلق في البلاد في 9 يونيو / حزيران وتستمر حتى 9 يوليو/ تموز المقبل عبارة «حان الوقت لتكوين صداقات» لتصبح شعارها الرسمي وتناشد الألمان التحول عن طبيعتهم الباردة واستقبال ضيوف البلاد بابتسامة.

ولكن في الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا لفتح ذراعيها للزوار تضعف تصريحات مناهضة للأجانب يدلي بها زعماء سياسيون وأعمال عنف ترتكب ضد المهاجرين. وفي أحدث هجوم عنصري منذ أعوام كاد مهندس انتقل إلى ألمانيا من إثيوبيا أن يموت ضرباً على أيدي من يشتبه في كونهم من المتطرفين اليمينيين في بوتسدام يوم عيد الميلاد.

وفي ميونيخ نقل شاب من الكونغو يبلغ من العمر 18 عاما إلى المستشفى الأسبوع الماضي بعد أن القى عليه 3 أفراد في أحد قطارات مترو الأنفاق زجاجات جعة كما أصيب لاجيء من توغو يبلغ من العمر 39 عاما في الرأس بعد أن تعرض للضرب في فيزمار. ومنذ العام 1990 سقط نحو 100 قتيل في أعمال عنف يمينية كثيراً ما تستهدف الأجانب من أصحاب البشرة السوداء. وأعلنت مجموعة من المهاجرين الأفارقة الأسبوع الماضي خططها بنشر منشور يحذر من بعض الأماكن التي وقعت بها هجمات عنصرية.

وقال رئيس «المجلس الافريقي» مختار كامارا الذي يحذر في المنشور من الحضور في بعض المناطق «يتعرض الأفارقة أصحاب البشرة السوداء لهجمات واهانات كل يوم في ألمانيا». وعلى المستوى السياسي واجه رئيس وزراء ولاية بافاريا ادمونر شتويبر انتقادات لإثارته المشاعر المناهضة للأجانب بدعوته إلى شن حملة ضد الأجانب الذين لم يتعلموا اللغة الألمانية أو فشلوا في التأقلم مع الثقافة الألمانية. وقال شتويبر: «مفتاح الاندماج في المجتمع هو اللغة الموحدة وهي الألمانية هنا ويمكننا أن نطالب بذلك».

«الولاية لها قواعد، وعلى سبيل المثال تعلم الألمانية ومن لا يطيعون هذه الأوامر يجب أن يواجهوا عقوبات. من يرفضون الاندماج يجازفون بفقدان المزايا التي تقدمها الولاية أو عدم تجديد تصريح الإقامة الخاص بهم بنهاية الأمر». وتتناقض إجراءات شتويبر الصارمة مع التسامح الذي يبديه معظم الألمان تجاه 7 ملايين أجنبي في البلاد. ويرحب معظم الزعماء بمليون زائر أجنبي من المتوقع أن يتدفقوا على البلاد خلال كأس العالم.

والجميع من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى رئيس بلدية بلدة كايزرسلاوترن أصغر بلدة ستستضيف مباريات بكأس العالم يصفون البطولة بأنها فرصة لإثبات أن ألمانيا مضيف جيد ودولة مفتوحة دفنت ماضيها النازي. وتجذب ألمانيا منذ فترة طويلة المهاجرين من شتى أنحاء العالم، ومدن مثل برلين، هامبورغ وكولونيا عبارة عن مراكز تذوب فيها الثقافات، إذ يقطنها سكان من نحو 200 دولة. وحتى تكون ألمانيا مضيفاً جيداً يحصل سائقو الحافلات في برلين على دروس في اللغة الانجليزية ويتعلم العاملون بالفنادق في باد نوهايم بعض العبارات العربية لسهولة التعامل مع منتخب المملكة العربية السعودية المشارك في البطولة كما يتدرب رجال الشرطة على اللغات والعادات الأجنبية.

وقال نائب رئيس اللجنة المنظمة فولفغانغ نيرزباخ: «ننقل رسالة لسائقي السيارات الأجرة والعاملين بالمطار والجميع أن كأس العالم ليست مجرد مباريات داخل الاستادات». وتابع أن «منظمي البطولة يسعون إلى توضيح أن الألمان بإمكانهم أن يكونوا ودودين كما كان المشجعون في أماكن أخرى».

ولكن تزايد أعمال العنف العنصرية منذ توحد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية العام 1990 دفع الكثير من الألمان والمشرعين إلى إعادة تقييم سياسة الأذرع المفتوحة والتعايش في فترة ما بعد الحرب مع اللاجئين السياسيين والاقتصاديين من شتى أنحاء العالم. وقامت وسائل الإعلام بتغطية مكثفة لقضية فتاة كردية تبلغ من العمر 17 عاماً قام الرئيس الألماني هورست كولر بتكريمها في الآونة الأخيرة لعملها على محاربة مناهضة السامية في حي كروزبرغ الذي تقطنه غالبية تركية في برلين والتي تواجه ترحيلها على رغم أنها نشأت في ألمانيا وتتحدث الألمانية بطلاقة. وانتقل والد هايري ايدين إلى ألمانيا العام 1989 طالبا اللجوء من تركيا. ورفض طلبه ولكن عائلته اختبأت قبل أن يجرى ترحيلها. ويتحدث جميع أفراد العائلة الآن الألمانية ولكن يواجهون إمكان ترحيلهم لانتهاكهم النظام

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً