العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

قلق في نيو أورليانز مع اقتراب ذكرى «كاترينا»

عندما ضرب الإعصار كاترينا مدينة نيوأورليانز الاميركية في 29 أغسطس/ آب كان راندي كوكماير يعمل رجل إطفاء آنذاك وظل يقوم بجهود الإغاثة لمدة أربعة أيام متتالية وعندما استطاع العودة إلى منزله على متن قارب كان عليه أن يربطه إلى مزراب مراب منزله لإحضار ملابس لولديه. وقال كوكماير خارج منزله «تسلقت سقف منزلي وأحدثت فتحة ودخلت إلى الصندرة لان المياه كانت وصلت إلى نوافذ الطابق الثاني». ولا يبعد منزله كثيرا عن مكان هبوب العاصفة العاتية التي أحذت فجوة اتساعها 140 متراً في سد قناة شارع رقم 17 والتي دمرت الجزء الغربي من البلدة. ولكنه مضى قدما في عمليات الإصلاح على رغم أن آثار الدمار مازالت موجودة بالمنطقة. وهو يقر بأن هذا يرجع إلى رغبته في أخذ الاحتياطات على رغم تأكيدات من سلاح المهندسين بالجيش الأميركي على أن نظام السدود بالمنطقة الممتد 565 كيلومتراً سيعود إلى قوة ما قبل إعصار كاترينا بحلول بداية موسم الأعاصير العام 2006 في الأول من يونيو/ حزيران.

وقال كوكماير: «هذا لا يعني أن هناك إعصارا سيهب في الأول من يونيو، إنها مجرد بداية موسم الأعاصير». وأردف قائلاً: «لذلك أتمنى أن يواصلوا العمل وأن يجعلوا السدود أفضل مما كانت على الإطلاق لان هذا أثر على الكثير من الناس». ولايزال الخوف من سلامة السدود يؤثر على الكثيرين، فبعد ثمانية أشهر من إخفاق السدود في القيام بدور رئيسي في أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها الولايات المتحدة مازال أكثر من نصف سكان نيو أورليانز قبل الإعصار مشتتين في كل أنحاء البلاد وتحولت أحياء بأكملها إلى مجرد حقول للأنقاض.

وفي أجزاء أخرى من جنوب لويزيانا مثل سانت برنارد ومناطق أخرى لا توجد تقريبا أي مبان نجت من الضرر الذي أحدثه كاترينا ثم الإعصار ريتا الذي ضرب المنطقة بعد شهر.

ومع اقتراب موسم الأعاصير الذي توقع أحد خبراء الأرصاد الجوية أن يكون موسما نشطا أصبحت سلامة السدود أكبر أولويات السكان والساسة في الوقت الذي يجري فيه إعادة بناء المنطقة.

وفي إطار مبادرة يقوم بها سلاح المهندسين بالجيش الأميركي فإنه يسابق الزمن لإتمام عمليات إصلاح تتكلف 798 مليون دولار في سدود تمتد 272 كيلومتراً من التراب والصلب والخرسانة وغالبيتها أقيمت خلال الستينات.

وهناك نية لإجراء تحسينات كبرى بكلفة أكثر من أربعة مليارات دولار على المدى الطويل ولكن واشنطن لم توافق بعد على التمويل وليس من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى قبل سبتمبر/ أيلول 2007.

وتنتشر حالياً الجرافات والمعدات الثقيلة في كل أنحاء لويزيانا. وقال المتحدث باسم سلاح المهندسين جون فلشمان انه بحلول نهاية ابريل/ نيسان كان قد تم الانتهاء من نحو ثلاثة أرباع الإصلاحات.

وقال فلشمان: «هذا العمل يستغرق في العادة ما بين 18 شهراً وعامين ونحن نقوم به خلال ستة أشهر، لذلك فإن هناك ضغطاً كبيراً في العمل،ولهذا السبب ولأسباب أخرى استعنا بأفراد مسئولين عن مراقبة الجودة».

وأرجع الكثير من الخبراء الهندسيين ما حدث خلال إعصار كاترينا إلى عوامل مثل تآكل التربة والسكنى بجوار مسار الفيضانات وسوء التصميم والصيانة من جانب سلاح المهندسين وشركات المقاولات.

ومن التحسينات الرئيسية حالياً بشكل مؤقت إقامة بوابات زنة 70 طنا عند مصبات ثلاث قنوات تتجمع بها الأمطار في الجزء الشمالي من نيو أورليانز بما في ذلك قناة شارع رقم 17. وستغلق تلك البوابات خلال الأعاصير لحماية المنطقة من الفيضانات.

ولكن سلاح المهندسين يقر بأن القدرة على الضخ تظل محدودة في القنوات ما يصعب إخراج كميات كبيرة من مياه الأمطار عندما تغلق البوابات.ويقول مسئولون بسلاح المهندسين انه طبقا لقوة كاترينا فان المناطق التي تقع قرب القناة الصناعية التي يمكن الملاحة بها في شرق نيو أورليانز مازالت تواجه احتمال أن تتخطى الأعاصير السدود بها. وكان كاترينا عند وصوله إلى اليابسة صنفت خطورته على أنها من الدرجة الثالثة على مقياس من خمس درجات.

وزار رون ويمبراين وهو من المقاولين المحنكين منطقة ليك فيو حديثا لتفقد منزل لحقت به أضرار كانت ابنته تعتزم شراءه. وقال واقفا في شارع تصطف به المنازل المتضررة إن السكان يجب ألا يبالغوا في القلق إزاء السدود. وقال ويمبراين: «إذا ما أعادوا قوة السدود إلى ما قبل كاترينا ووضعوا البوابات في الواجهة فما من شك أن السدود ستصمد لان المياه لن تكون بالعمق الذي وصلت إليه سابقاً». ولكن سكان الحي الذي تسكنه غالبية من الأميركيين من أصل إفريقي ينظرون للمسألة من زاوية مختلفة بعد أن أصبحت تلك المنطقة عنصر جذب سياحي منذ فتحها للزوار وكذلك ضواحي شرق نيو أورليانز.

ويقول علماء إن الحل يكمن في نهاية الأمر في إعادة بناء مناطق بحيرات حيوية إلى الجنوب الشرقي من نيو أورليانز التي تمثل حاجزا طبيعيا تعرض للتآكل وتحول إلى ممرات مائية. بالإضافة إلى ذلك، قال روبرت بي وهو استاذ في الهندسة المدنية بجامعة كاليفورنيا ويعمل كذلك في فريق مؤسسة العلوم الطبيعية التي تشرف على المشروع انه لابد من إغلاق منفذ نهر - خليج المسيسيبي وهو مسار شحن لا يستخدم كثيرا ويركز الفيضانات التي تسببها الأعاصير في القناة الصناعية بالمدينة. ولكن ما من شك أنه ليست هناك نية لإغلاقه حالياً

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً