العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ

«الإرهاب» بات يهدد العرب أيضاً

تناولت الصحف العبرية التفجيرات التي استهدفت المنتجعات السياحية في مدينة «دهب» في شبه جزيرة سيناء. فلاحظت أن مصر فشلت في لجم «الإرهاب» الذي مازال يعمل بالقرب من الحدود مع «إسرائيل». كما اعتبرت أن هذه التفجيرات تحمل مؤشرات على أن «الإرهاب» لم يعد موجهاً ضد الغرب فحسب، بل يهدد الدول العربية أيضاً. واعتبر أحدهم أن على العرب والإسرائيليين والأميركيين إما التكاتف والتعاون لدحر «الجهاد» الإسلامي أو الانهيار سوياً! وهناك أيضاً من اعتبر وجود «حماس» في السلطة يخدم مصالح لاعبين إقليميين آخرين غير «إسرائيل» التي تستطيع أن تسير قدماً بخططها الأحادية، فهناك أيضاً حكام مصر والمملكة العربية السعودية الذين خضعوا لضغوط أميركية لتبني قيم الديمقراطية، فتنفسوا الصعداء لأن «عقيدة بوش» لتغيير الأنظمة العربية فقدت قيمتها بعد فوز «حماس».

مصر فشلت في لجم «القاعدة»

واتهم زئيف شيف في «هآرتس» مصر بالفشل في مواجهة تنظيم «القاعدة» ومنع انتشاره على أراضيها. وكتب تحت عنوان «الإرهاب الإسلامي والفشل المصري» ان تنظيم «القاعدة» هو الجهة المسئولة عن الهجوم «الإرهابي» في «دهب». ورأى انه على رغم جهود مصر للجم نشاط «القاعدة» في سيناء إلا أنه من الواضح ان هذا التنظيم يواصل نشاطه قرب الحدود مع «إسرائيل»، ويستمر في تهريب المواد المتفجرة إلى سيناء. وذكر في هذا السياق بأن مصر كانت أبلغت دبلوماسيين أميركيين ودوليين بأنها نجحت في تدمير «القاعدة» التي أنشأها التنظيم في وسط سيناء، إذ يتمركز عدد كبير من رجال الشرطة والأمن المصري. لكن على رغم ذلك نجحت «القاعدة» في تجنيد ناشطين من بدو سيناء على رغم جهود السلطات المصرية لمنح البدو العاطلين فرص عمل لاستمالتهم. فهذه الجهود لم تمنع من استمرار تسلل «القاعدة» إلى سيناء لتجنيد خلايا جديدة. هذا ورأى شيف، ان على السلطات المصرية أن تبحث عن مصدر المتفجرات، ملمحاً إلى احتمال أن يكون مصدرها بحسب زعمه هو السعودية إذ لاحظ أن كميات المتفجرات التي استخدمت في تفجيرات «دهب» تشير إلى أن مصدرها قد يكون وحدات تابعة لجيش نظامي. هذا وعزا شيف، في الختام عدم وجود إسرائيليين بين قتلى تفجيرات «دهب»، إلى سلسلة التحذيرات التي كانت أطلقتها الاستخبارات الإسرائيلية لمواطنيها عن احتمال وقوع تفجيرات «إرهابية» في تلك المنطقة.

سلطة حماس خدمت أطرافاً دولية

واعتبر ألوف بن في «هآرتس» أن وجود «حماس» في السلطة يخدم مصالح لاعبين إقليميين آخرين. فـ «إسرائيل» تستطيع بفضل تولي الحركة الإسلامية الحكم، أن تواصل تطبيق سياستها الأحادية. أما حكام مصر والسعودية الذين خضعوا لضغوط أميركية لتبني قيم الديمقراطية، فتنفسوا الصعداء بعد انتصار «حماس»، لأن «عقيدة بوش» لتغيير الأنظمة العربية فقدت قيمتها بعد هذا الفوز. ولكن بن، أكد ان رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت يحتاج «حماس» أكثر من أي لاعب إقليمي آخر، لأن أي اتفاق مع الفلسطينيين لن يكون له أية قيمة لأن السلطة التنفيذية هي الآن بيد «حماس».

«السرطان» الإسلامي يهدد العرب والغرب

وعلقت «جيروزاليم بوست» في افتتاحيتها على تفجيرات دهب متطرقة إلى ما تحمله من دلالات على أن «الإرهاب» لم يعد موجهاً ضد الغرب فحسب، بل يهدد الدول العربية أيضاً. ورأت ان عملية دهب تؤشر إلى أنه لا يمكن للعرب الاستمرار في الوقوف في المنطقة الوسط ما بين الراديكالية والديمقراطية، والحرب والسلام. زاعمة ان «الإرهاب» الذي استخدمه العرب كأداة في المواجهة مع «إسرائيل» انقلب عليهم، فمعظم ضحايا تفجير دهب كانوا من المصريين. وأشارت إلى ان رد الدول العربية على التحدي الإسلامي كان استخدام إجراءات دكتاتورية لقمع المعارضة الإسلامية ولكن في الوقت نفسه مواصلة تمويل المدارس الإسلامية، كما يحصل في السعودية مثلاً. ولكنها رأت ان الأسلوبين أوصلا العرب إلى طريق مسدود، فانتصار «حماس» هو مثال بسيط على ان التحالفات الغربية مع الأنظمة الدكتاتورية من شأنها توجيه الشعوب إلى أحضان الإسلاميين. وإذ كررت ان «السرطان» الإسلامي الذي يوجه كراهيته وحقده نحو الغرب، بدأ يهدد العالم العربي أيضاً، لذلك لم يعد بإمكان الأنظمة العربية أن تستمر في رفض المطالب الدولية بتبني قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأضافت أنه إذا كان لدى الحكومات العربية رغبة في الاستمرار فعليها أن تحقق لشعوبها السلام والازدهار وأن تتخلى عن معاملتهم وفقاً لسياسة اليد الحديدية. وشددت على ان عملية «دهب» تحمل رسالة مفادها انه لا يمكن أن يقف العرب مكتوفي الأيدي في مواجهة المعركة التي يخوضها الإسلاميون ضد الغرب. وختمت بالقول إن على العرب والإسرائيليين والأميركيين إما التكاتف والتعاون لدحر «الجهاد» الإسلامي أو الانهيار سوياً

العدد 1335 - الثلثاء 02 مايو 2006م الموافق 03 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً