كثفت وزارة الدفاع الأميركية نشاطها على صعيد جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها خلال الأعوام الأخيرة في مسعى منها نحو الحلول محل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي أيه».
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس أن تعيين الرئيس جورج بوش لضابط على رأس وكالة الاستخبارات عزز قلق عدد من البرلمانيين على هذا الصعيد وخصوصاً أنهم يخشون أن يستغل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الأزمة التي تشهدها الوكالة منذ هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001 وغزو العراق العام 2003. والجدير ذكره هنا أن وزارة الدفاع تشرف على مجموعة من الوكالات الاستخباراتية مثل وكالة الاستخبارات العسكرية والوكالة المكلفة الاستخبارات الالكترونية ومكتب الاستكشاف الوطني الذي يطلق أقمارا صناعية ويديرها اي أن البنتاغون تسيطر على ثمانين في المئة من الموازنة المرصودة لأنشطة التجسس والتي تتجاوز أربعين مليار دولار سنويا. ونفى رامسفيلد وجود نزاع على السلطة بين المدنيين والعسكريين بهدف السيطرة على قطاع الاستخبارات إلا انه في الوقت ذاته لا يخفى عزمه على زيادة النشاط الاستخباراتي البشرى لوزارة الدفاع. وتعزو «البنتاغون» طموحاتها إلى حاجات العسكريين الميدانية في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى للقيام بعملياتهم ضد المسلحين. واعتبر رامسفيلد في هذا السياق أن مكافحة الإرهاب توجب مقاربة مختلفة اذ قال أن الهم الاساسى للعسكريين هو امتلاك اكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية في اللحظة المناسبة مشيرا إلى أن وزارة الدفاع هي المستخدم الأكبر للمعلومات.
وأقرت وزارة الدفاع أخيرا بان عناصر من القوات الخاصة كلفوا منذ نحو عامين تنفيذ مهمات في السفارات الأميركية في عدد من الدول لكن وجود تلك القوات في السفارات أثار اعتراض وكالة الاستخبارات المركزية التي اعتبرت الأمر تعديا على صلاحياتها. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز انه تم إرسال هؤلاء العسكريين ضمن مجموعات صغيرة إلى اثنتي عشرة سفارة في إفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية اذ يشتبه في وجود نشاط لمنظمات إرهابية. ومن جانبه اعتبر رئيس الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتى الذي استحدث منصبه العام الفائت للإشراف على 19 وكالة استخباراتية أميركية أن المخاوف من دور مهيمن للبنتاغون في الاستخبارات لا أساس لها مشيراً إلى انه هو من يتولى مسئولية ترتيب الأولويات في قطاع الاستخبارات.
ويشير المحللون إلى أن الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية مايكل هايدن كان الساعد الأيمن لنيغروبونتى ودعمه ليمارس سلطته على الوكالات الاستخباراتية التابعة لوزارة الدفاع في مواجهة وزير الدفاع لذلك فان تعيين الجنرال هايدن يعنى نفوذا متصاعداً للاستخبارات الوطنية برئاسة نيغروبونتى وليس للبنتاغون.
سانا
العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ