العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ

نصائح للرباعية لتركيع حماس!

مازالت الصحف العبرية ترصد خطوات رئيس الحكومة إيهود أولمرت ومصدقيته في تنفيذ خطة إخلاء بعض المستوطنات العشوائية في الضفة تمهيدا لرسم الحدود النهائية للدولة العبرية بشكل أحادي على غرار ما فعل سلفه آرييل شارون أحادياً في غزة. وهناك من حذر من التباطؤ في تنفيذ خطة أولمرت لأن الفرصة متاحة الآن للتخلص من سياسة الاستيطان والاحتلال نهائيا! لكن هناك من المقولات ما لا يمكن إدراجه إلا في خانة «المضحك المبكي» فهناك من أطلق لنصائحه العنان ليسديها لـ «اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط» التي تضم أميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، والتي تجتمع في نيويورك لتوحيد موقف دولها حيال حركة حماس وإعادة رص صفوفهم بهدف إنقاذ «خريطة الطريق». فبعد أن استطرد في الحديث عن السبيل الأفضل والطريق الأنجع للجنة لتركيع حركة حماس والسلطة الفلسطينية، تذكر عرضا ان الدولة العبرية لا تعترف أصلا باللجنة الرباعية ولا تعتبرها مرجعا في عملية السلام! في أي حال فإن ما سها عنه الكاتب أصلا ان عملية السلام متوقفة منذ ما قبل القرار الإسرائيلي بـ «دفن» الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حيا في المقاطعة.

تأجيل تنفيذ خطة «الانطواء»

وحذر ألوف بن في «هآرتس» من تأجيل تنفيذ خطة «الانطواء» على رغم إقراره بأنها معقدة جدا مقارنة مع عملية الانسحاب من قطاع غزة. لافتا إلى ان بعض الإسرائيليين يقترحون الانتظار إلى حين التئام الجروح (المستوطنين) التي خلفتها عملية فك الارتباط مع غزة أو سقوط حكومة «حماس» أو توقف هجمات صواريخ «القسام» على المستوطنات الإسرائيلية. متهما دعاة التأجيل بأنهم لا يفهمون الديناميكيات الطبيعية للواقع الموجود على الأرض، متسائلا انه في حال اتخذ قرار التأجيل، هل سيجلس المستوطنون مكتوفي الأيدي بانتظار إنزال حكم الإخلاء بهم؟ وماذا سيحصل خلال هذه الفترة في مستوطنات الضفة؟ هل ستتواصل فيها عمليات البناء، وهل ستستمر الحكومة في منح المستوطنين التقديمات الخاصة كما في السابق؟ وهل ستتم حماية الطرق المؤدية إلى مستوطنات الضفة؟ لافتا إلى ان هذه أسئلة برسم الذين يقترحون ترك آلاف المدنيين في الأراضي المحتلة إما لإثارة غيظ «حماس» أو لتأجيل الصدمة التي سيصاب بها الإسرائيليون لتخليهم عن الضفة الغربية. وأكد بن، انه في حال قررت «إسرائيل» وقف مشروعها الاستيطاني في الضفة فلا جدوى إذا من التأجيل. فالوقت قد حان لوضع حد لهذا المشروع، أما تأجيل مشروع إخلاء الضفة فسيحرم الإسرائيليين من الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق هذه الغاية.

«إسرائيل» لا تعترف بـ «الرباعية»!

واستعرض يوناتان توفال في «هآرتس» التحديات التي تواجه اللجنة الرباعية. وحصر المشكلات التي تعرقل عملها بثلاثة: الأولى ان الخطة الوحيدة التي تبنتها اللجنة أي «خريطة الطريق» انتهت صلاحيتها. أما المشكلة الثانية فهي أن ردة فعل اللجنة على انتصار «حماس» والشروط التي وضعتها على السلطة الفلسطينية بقيادة الحركة الإسلامية، لم تؤت الثمار المرجوة. أما الثالثة فهي أن «إسرائيل» لا تعترف أصلا باللجنة الرباعية كطرف معني وذي صلة للتوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

سياسة «الرباعية» واضحة تجاه الفلسطينيين

غير ان توفال، رأى ان بلورة سياسة واضحة للرباعية تجاه السلطة الفلسطينية تبقى هي الأكثر إلحاحا من بين المشكلات الثلاث والتي من المفترض أن تستحوذ على مجمل نقاشات لقاء نيويورك. لذلك دعا الرباعية إلى إعادة تأطير الشروط التي فرضتها على السلطة الفلسطينية ضمن مذكرة تفاهم. مذكرا بهذه الشروط التي تبدأ بالاعتراف بـ «إسرائيل» مرورا بنبذ العنف وصولا إلى الإقرار بالاتفاقات السابقة التي وقعتها القيادة الفلسطينية السابقة مع «إسرائيل». ورأى انه بعد فشل إجراءات العزل التي اتخذتها دول الرباعية بحق السلطة الفلسطينية بقيادة «حماس»، يجب على اللجنة أن تجد صيغة لضمان تنفيذ السلطة للشروط الدولية مقترحا عرض مكافآت مقابل تنفيذ كل بند من هذه الشروط.

تحذير من الإخفاق الأميركي الأوروبي

فعلى سبيل المثال اقترح توفال أن تعلن الرباعية ان التزام السلطة الفلسطينية نبذ العنف واتخاذها إجراءات ضد «الإرهاب» سيؤدي تلقائيا إلى استئناف المساعدات المالية إلى السلطة وإقامة علاقات دبلوماسية مع المسئولين فيها. أما في ما يتعلق باعتراف «حماس» بـ «إسرائيل» فقد أقر توفال أنه مطلب صعب، مقترحا أن يكون هذا الاعتراف مرتبطا باعتراف «إسرائيل» بحق الفلسطينيين بإقامة دولة ضمن حدود العام 1967. لكنه أوصى أيضا بأن تترك هذه المسألة إلى حين انتهاء العملية التفاوضية رافضاً أن تكون شرطا مسبقا لاستئناف المفاوضات. غير انه عاد واستدرك في الختام ليتذكر القول ان المقاطعة الإسرائيلية غير الرسمية للجنة الرباعية هي أيضا عائق كبير يشكك بصدقية اللجنة وفعالية جهودها في إطار تحقيق السلام في المنطقة

العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً