ظاهرة الغش بوصفها شكلاً من أشكال الخيانة تتعارض مع قيمة الأمانة، وعلى رغم خطورة هذه الظاهرة، فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب، بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة... ولمعرفة تفاصيل طرق وأسباب الغش قامت «الوسط» برصد آراء بعض الطلاب وبعض المدرسين والمدرسات.

قال احد الطلاب «ح. م» ان الطلاب يمارسون الغش في الاختبارات بطرائق مختلفة، فمثلاً يقوم بعض الطلاب بطبع المقررات الدراسية في دور النشر (في محلات الطباعة) باستخدام خط صغير جداً وفي حدود صفحة أو صفحتين، ويمكن بذلك حملها بسهولة قبل الدخول إلى لجنة الاختبار، وأوضح أن بعض الطلبة يستخدمون الآلة الحاسبة ويقومون بكتابة بعض المعلومات خلف الآلة أو على الطاولة او وضع أوراق الغش بين الدرج.

طالبة تدعى «أ. ع» اوضحت أن الطالبات يخفين أجهزة تسجيل بها أشرطة مسجل عليها المقرر الدراسي، ولها سماعات يضعنها في آذانهن، من دون أن يسمعهن أحد، مضيفة «أن بعض الطالبات يستخدمن الهاتف الجوال في ممارسة الغش عبر شفرات معينة».

واما عن أسباب الغش فقال الطالب «أ. ص» إن المدرسين يضعون امتحانات صعبة وطويلة وغير مباشرة ما يجعله يغش، مضيفا أن سبب اللجوء إلى الغش هو أن المنهج أحيانا يكون طويلا فمن الصعب حفظه وفهمه.

طالب آخر أكد «أن عدم الثقة في النفس وعدم التأكد من المعلومة الصحيحة بعض الأسباب المؤدية إلى الغش، موضحا أن بعض الامتحانات مثل امتحان اللغة الانجليزية لا يمكن حفظه وفهمه، ولذلك «أقوم بدوري بتصوير قطعة النص لكي يتسنى لي النجاح».

وفيما يخص رأي المدرسين قال احد المدرسين «م. ع» إن «الكثير من الطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل بداية الامتحان في الاستعداد لإعداد أدوات الغش بشكل أصبح شبه روتين سنوي، ومنها كتابة المنهج في أوراق وتصغيرها بواسطة آلات التصوير لتأخذ مساحة أقل ويمكن إخفاؤها في أكمام القمصان أو بين طيات أوراق الإجابة»، مشيراً إلى أنه «بهذه الطريقة يتحول المنهج إلى قصاصات صغيرة خاصة في المواد النظرية، ويمكن مشاهدة هذه القصاصات عند مكتبات التصوير، وفي قاعات الامتحانات بعد انصراف الطلاب بكل سهولة».

أما «م. ح» الاختصاصية الاجتماعية فقالت «ان هناك طرقا كثيرة للغش، ومنها الكتابة على الجسم كالأيدي، السيقان، الأذرع، وكذلك على المقاعد وإن كانت قد أصبحت موضة قديمة، فهناك الآن الساعات المحشوة بأوراق والساعات التي تحتوي على كمبيوتر صغير، وأحيانًا اللاسلكي والمحمول»، وبينت «أن الكتابة على الأوراق الهندسية كالمساطر والمثلثات البلاستيكية الشفافة التي لا تظهر الكتابة عليها إلا إذا وضعت على الورق الأبيض بطريقة تشبه الحبر السري، فهي إذا لم توضع على الورق تبدو شفافة، ولا يظهر عليها أي شيء غريب، وقد يستخدم الهاتف الجوال بأكثر من طريقة عن طريق إخفائه في الملابس وتوصيله بسماعة وقت الحاجة وتحويل رنينه إلى طريقة الاهتزاز حتى لا يسمع الرنين أحد، على رغم أن جميع لجان الامتحانات أعلنت عن منع الدخول بالهاتف الجوال داخل اللجان، لكن لا شيء يستعصي على أصحاب الأفكار الجديدة».

وعن أسباب الغش قال احد المدرسين «ان ضعف الإيمان هي احد الاسباب فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش وهي تعلم أن ذلك يسخط الله»، وذكر أن «ضعف التربية وخصوصاً من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين من الأسباب الدافعة إلى الغش، فلا نرى ولي أمر يجلس مع ابنه لينصحه ويذكره بحرمة الغش، ويبين له آثاره وعواقبه، بل تعجب من بعض أولياء الأمور أنك إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة: لماذا هل ابني غشاش؟».

وأكد «أن تزيين الشيطان احد الأسباب، فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة ستكون صعبة، ولا سبيل إلى حلها والنجاح في الامتحانات إلا بالبرشام والغش، فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم، واختراع الحيل والطرق للغش»، مبيناً أن «كسل الطالب له دور في غشه فترى كثيرا من الطلاب يرون زملاءهم من بداية العام وهم يجدون ويذاكرون ويهيئون أنفسهم للامتحان الأخير، و فيما هم لا هم لهم إلا اللعب و المرح، وإذا اقتربت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة، ويطلب النجاح ولو كان على ظهور الآخرين ولو كان ذلك بالغش».

وتابع المدرس «الخوف من الرسوب سبب من أسباب الغش فإن الخوف من الفشل والخوف من الرسوب يسببان قلقا مستمرا لكثير من الطلاب ما يجعلهم يلجأون إلى الغش كسبيل للنجاح»