أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن «إسرائيل» سترسم حدودها النهائية في الضفة الغربية بنفسها إذا لم تجد بين الفلسطينيين شريكاً في التفاوض. وقال أولمرت في خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأميركي أمس «إننا لا نستطيع انتظار الفلسطينيين للأبد». وأضاف «أننا إذا لم نجد الشريك فإننا سنمضي قدماً، ولكن ليس وحدنا»، وذلك في إشارة إلى الدعم الموعود من أميركا، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السعي إلى التوصل إلى حل بالتفاوض.
عواصم - وكالات
أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يكذب عندما يتحدث عن محاولته التفاوض مع الفلسطينيين قبل اللجوء إلى تسوية أحادية الجانب. وقال حمد إن برنامج «إسرائيل» السياسي واضح «يريدون إقامة دولة يهودية صرفة وهى غير مهتمة بقيام دولة فلسطينية». وأضاف أن اولمرت يرفض الجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
من جانبها، أعربت «إسرائيل» عن ارتياحها لرد فعل البيت الأبيض حيال خطط اولمرت بشأن رسم الحدود الإسرائيلية في الضفة الغربية. وأبدى الرئيس الأميركي جورج بوش ترحيباً حذراً بخطة أولمرت بشأن الضفة الغربية المحتلة، لكنه قال إن أفضل سبيل لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو من خلال المحادثات وليس التحركات الأحادية الجانب.
من جهة أخرى، استقبل أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة برام الله القنصل الأميركي العام في القدس المحتلة جاك والس الذي أطلعه على نتائج اجتماعات الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال والس في تصريح صحافي إن عباس أطلعه على مضمون الحوار الفلسطيني الذي سيعقد اليوم (الخميس)، معرباً عن أمله في أن يتبنى الحوار برنامج الرئيس الذي يتماشى مع قرارات اللجنة الرباعية الدولية وأن تقبله الحكومة الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، توقع رئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن يسفر الحوار الوطني عن نتائج ملموسة تضمن الوحدة الوطنية. وقال البرغوثي في بيان له أمس «إن هذه النتائج ستتضمن تحريم أي اقتتال داخلي وتنهي حال الفلتان الأمني وأنه يتوقع أن يؤدي الحوار إلى قرار يمنع استخدام العنف ضد المواطنين وإلى قرار فوري بمنع الصراع الداخلي».
من جانب آخر، أبلغ وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس بأن الحكومة الفلسطينية على وشك بلورة موقف واضح من المبادرة العربية للسلام وسيتم إبلاغ الجامعة به في القريب العاجل، لكنه أشار إلى أنه لا يعني القبول بما تفرضه «إسرائيل» وأميركا.
ميدانياً، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن أربعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب 60 آخرون أمس في مدينة رام الله بالضفة الغربية خلال اشتباكات ومواجهات اندلعت وسط المدينة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعشرات الفلسطينيين.
وبدأت الاشتباكات عندما دخلت قوة خاصة إسرائيلية من المستعربين إلى وسط المدينة، إذ اكتشف الفلسطينيون أمرها واشتبكوا معها، الأمر الذي دفع على الفور قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي قوامها، 17 دورية من «الجيبات» والآليات العسكرية إلى اقتحام المدينة وهاجمت المبنى وحاصرته وسط إطلاق كثيف للنار، في وقت حلقت فيه مروحيات إسرائيلية في سماء المنطقة.
وذكرت مصادر موثوقة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل قائد حركة الجهاد الإسلامي في مدينة قلقيلية محمد حامد الشوبكي الذي كان يوجد في رام الله في عملية الاقتحام. وقال شهود وسكان محليون إن جندياً من القوة الخاصة الإسرائيلية أصيب بجروح في العملية. كذلك قال مصدر مسئول في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني إن مدير مكتب جهاز الأمن الوقائي في غزة نبيل هدهد قتل في انفجار جسم مشبوه، بينما كان في سيارته يسير على الطريق الساحلي جنوب غرب غزة.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن ثلاثة عناصر من حركة حماس أصيبوا صباح أمس برصاص مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليهم وأصابوهم جنوب قطاع غزة وأن أحدهم توفي لاحقاً متأثراً بجروحه.
وكان اثنان من أفراد القوة الخاصة التابعة لوزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام أصيبا بجروح في اشتباكات مع مسلحين وسط غزة فجر أمس. واتهم الناطق الإعلامي باسم حركة «حماس» صلاح البردويل فرقة الموت التابعة للأمن الوقائي بالمسئولية عن أعمال الاختطاف والقتل التي نفذت في غزة خلال الأيام الماضية. واتهم البردويل فرقة الموت بأنها تريد جر «حماس» و«فتح» وكذلك الأمن الوقائي إلى حرب أهلية.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال استأنفت أمس قصفها المدفعي الثقيل على مناطق في شمال وشرق القطاع. وأضافت تلك المصادر، أن بعض القذائف سقطت بالقرب من منازل المواطنين، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية في بعض منها. كما قامت قوات الاحتلال باعتقال الناشط في كتائب «شهداء الأقصى» طارق زيود في أريحا. من جانب آخر، انطلقت أمس مسيرة حاشدة تضم حوالي ستة آلاف مقاتل من جميع التشكيلات المسلحة التابعة لحركة «فتح» وتوجهت إلى مقر المجلس التشريعي ونصب الجندي المجهول وذلك دعماً وتأييداً ومساندة ومبايعة للحكومة الفلسطينية. ورددت الأجنحة العسكرية وفي مقدمتها «شهداء الأقصى» الشعارات المؤيدة للحكومة ولوزير الداخلية والقوة التنفيذية التي شكلها
العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ