العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ

النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني يفيض في واشنطن

غالباً ما يفيض النزاع العربي - الإسرائيلي إلى واشنطن وينعكس جدالا بين مؤيدي الفلسطينيين والإسرائيليين. ويسبق ذلك عادة اللقاءات المقررة للزعماء الفلسطينيين أو الإسرائيليين مع الرئيس جورج بوش. ويحاول كل طرف تسجيل نقاط وتحسين موقعه لإقناع المشرعين الأميركيين بوجهة نظره. ولم تكن الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لعاصمة الولايات المتحدة مختلفة. فقد سبقتها بيانات متضاربة من قبل مؤيدي الطرفين. دعا الأميركيون العرب بوش وقادة الكونغرس إلى التأثير على أولمرت لمعالجة الأزمة الإنسانية المتردية في الأراضي الفلسطينية نتيجة سياسة أولمرت. وقال رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي: «إن تجويع الشعب الفلسطيني حتى الخضوع يجب ألا يكون مستندا إلى السياسة الخارجية الإسرائيلية. وهذا بالضبط ما تحاول (إسرائيل) أن تفعله بمساعدة ضمنية من الولايات المتحدة». إلا أن جماعة الضغط اليهودية ترى الوضع من منظور آخر. وقال الناطق باسم اللجنة الأميركية -الإسرائيلية للشئون العامة جوشوا بلوك إن الكونغرس وافق بالغالبية «على تشريع لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني مع التأكيد على عدم وصول سنت واحد من أموال دافعي الضرائب إلى الحكومة الفلسطينية التي يقودها إرهابيون». وأضاف بلوك أن «إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستبقى ملتزمة بضمان الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين».

لكن مركز فلسطين كانت له رؤيته الخاصة لمشروع القانون، فاعتبر في بيان أنه «يمنع الولايات المتحدة من تأمين المساعدة المباشرة للسلطة الفلسطينية، ما لم يصادق الرئيس الأميركي على أنها نفذت لائحة طويلة من الشروط». ويلفت المركز إلى أن مشروع القانون قدم بعد فوز «حماس» في الانتخابات، لكن مفاعيله، إذا تحول قانونا، تتجاوز «حماس».

ويتخوف المركز من أنه إذا تم إقرار القانون بصيغته الحالية فإنه لن يستهدف فقط المسئولين الحاليين من «حماس»، لكنه سيعوق أيضا أي اتصال دبلوماسي بمن يسعى إلى إنهاء النزاع وصولا إلى حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية). وتهدف زيارة أولمرت لواشنطن إلى ضمان استمرار دعم إدارة بوش لسياسة الفصل الأحادي عن الفلسطينيين، لكن المعهد العربي - الأميركي طلب من بوش وغيره من القادة الأميركيين حث أولمرت على الإفراج عن 55 مليون دولار من الجبايات الجمركية التي تستحق للفلسطينيين شهريا. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع أولمرت: «على حماس أن تتخذ خيارا استراتيجيا بالسلام، عليها أن تعترف بحق (إسرائيل) في الوجود ويجب أن تتخلى عن الإرهاب»، ولكن ما تجدر ملاحظته هو أن دفع الفلسطينيين إلى زاوية من شأنه أن يعزز العناصر المتطرفة الذين يعتقدون أن التفاوض مع «إسرائيل» لن يسفر عن نتيجة.

يو بي آي

العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً