سارع مسئولون إسرائيليون أمس الاول (الاربعاء) بالترحيب بنتائج مباحثات رئيس الوزراء ايهود اولمرت مع الرئيس الأميركي جورج بوش ووصفوها بالناجحة.
وأكدوا أن وصف بوش لخطة أولمرت بالانسحاب الجزئي ومن جانب واحد من الضفة الغربية «جرئ» و«بنّاء» و«مهم» وقالوا: إنه تصريح واضح بالمساندة. لكن آراء المعلقين المحليين انقسمت بشأن ما إذا كان أولمرت قد حصل على حجم المساندة الاميركية التي كان يطمح إليها والتي من دونها ربما استطاع الانسحاب بشكل أحادي خلف أي خط يقرره بيد أنه سيصعب عليه أن يصفه بأنه خط حدود «نهائي» ومعترف به دوليا.
وكان المسئولون الاميركيون الذين انهمكوا في الاعداد لاجتماع بوش وأولمرت قبل أسابيع من انعقاده قد أوضحوا بالفعل لنظرائهم الاسرائيليين بأن واشنطن ستعترف بأي خط انسحاب كحدود بحسبه فقط جزء من اتفاق سلام يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض بين طرفي الصراع.
وفي تصريحه في البيت الأبيض ليلة الاثنين الماضي بدأ الأمر كما لو أن أولمرت تراجع شيئا ما ورضخ للدعوات الدولية المطالبة بمنح المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فرصة «جادة». وقال أولمرت في مؤتمر صحافي بالغرفة الشرقية «إنني أعتزم استنفاد جميع الامكانات المتاحة لدعم السلام مع الفلسطينيين بناء على خطة خريطة الطريق الدولية المعنية بتحقيق السلام كما أمد يد السلام لمحمود عباس الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية».
بيد أنه قبلها بيوم واحد وفي مقابلة مع شبكة التليفزيون الاخبارية «سي ان ان» وصف أولمرت عباس بأنه «بلا سلطة».
وفي تصريحه في البيت الابيض الثلثاء قال: إن صعود نجم حركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في 25 يناير/ كانون ثاني الماضي وشكلت حكومة جديدة في مارس/ آذار «يقوض بشدة» إمكانية التفاوض.
كما ردد أولمرت الشروط نفسها لاستئنافها تلك التي ثبت على مدى السنوات الماضية أن لاحظ لها من النجاح على الاطلاق لان عباس أو سلفه غير راغب أو غير قادر على تنفيذها.
وأكد أولمرت مجددا على أشياء أخرى منها أن على السلطة الفلسطينية «تفكيك بنية الارهاب» وحل الاجنحة المسلحة لجميع الفصائل الفلسطينية.
بيد أنه بعد مرور نحو ثلاث سنوات على إطلاق خريطة الطريق والدعوة لحل المليشيات فإن هذه المليشيات لاتزال تجوب في زهو شوارع الضفة الغربية وغزة كما تبدو أشد قوة عن ذي قبل. والأكثر من هذا أن وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت أمس الاول (الاربعاء) أن أولمرت يعتزم الانتظار لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أسابيع فحسب إمكانية استئناف المفاوضات سيمضي بعدها قدما في خطته الاحادية وهي فترة قصيرة على نحو مزعج ولاسيما في ظل التباطؤ المعتاد في مسار المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية.
ومن ثم فإن النظرة المدققة أو دعوة أولمرت للتفاوض مع عباس تبدو أكثر كنوع من الكلام المعسول وهو لا يزال يبدو مصمما على تنفيذ ما بات يعرف في «إسرائيل» بأنه «خطة التجميع»الاحادية لأولمرت التي تتضمن إخلاء مستوطنات الضفة الغربية كافة الواقعة شرق الجدار العازل المثير للجدل الذي أقامته «إسرائيل» في الضفة الغربية والذي يبقى على الكتل الاستيطانية الرئيسية الواقعة في غربها تحت السيطرة الإسرائيلية.
كتبت صحيفة معاريف تقول: إن إدارة بوش على جانب آخر حرصت على التعبير عن مساندتها الفورية والكاملة لتحرك أولمرت - الذي يفضل بوش أن يصفه بأنه مجرد «أفكار» لا خطة محددة - لان لديها أولويات أخرى منها الصراع في العراق والجهود النووية الايرانية ولانها لا تريد أن تغضب حلفاءها العرب في الشرق الأوسط.
والحلفاء العرب ومن بينهم مصر يعارضون على شاكلة الفلسطينيين الانسحاب الاحادي الذي تريد إسرائيل فرضه بناء على الوقائع على الأرض.
وقالت معاريف «علاوة على ذلك، فإن الادارة لا يمكنها تجاهل رأي رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن (محمود عباس) وموقف الاتحاد الأوروبي». واتخذت الدول الأوروبية موقفا واضحا ضد التحركات أحادية الجانب
العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ