العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ

انتفاضة أفغانية ضد الاحتلال الأميركي

انتفض الشعب الأفغاني أمس للمرة الأولى منذ سقوط «طالبان»، على قوات الاحتلال الأميركية بسبب اصطدام قافلة أميركية بعدد من السيارات الأفغانية بسبب خلل ميكانيكي وفق ما أعلنه الجيش الأميركي ما تسبب في مقتل خمسة أفغان. وعلى إثر ذلك، احتج نحو ألف أفغاني على الاحتلال ورموا قواته بالحجارة الأمر الذي دعاها إلى إطلاق النار على المتظاهرين وأسفر ذلك عن مقتل سبعة مدنيين، فيما ذكر شهود عيان أنهم وجدوا ثلاث جثث أخرى ملقاة على الطريق.

وأرجع المراقبون تلك الانتفاضة إلى حال الاحتقان التي وصل إليها الشعب الأفغاني، نتيجة فشل قوات الاحتلال في تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية في البلاد. وأدان البرلمان الأفغاني الحادث وطالب بإجراء تحقيق شامل وواسع للوقوف على مدى مسئولية القوات الدولية عما حدث.


البرلمان الأفغاني يدين مقتل المدنيين وقوات التحالف تفتح تحقيقاً

كابول تنتفض إثر مداهمة رتل أميركي سيارات أفغانية

كابول - وكالات

شهدت العاصمة الأفغانية كابول أمس أعمال عنف ومواجهات بين قوات التحالف الأميركية وعشرات من المواطنين الغاضبين الذين تظاهروا احتجاجا على حادث سير سببته قافلة أميركية لمجموعة من السيارات المدنية وأسفر عن سقوط خمسة قتلى أفغان، فيما أوقعت المواجهات التي تلت الحادث سبعة قتلى.

وذكر شهود عيان ومكتب الرئيس الأفغاني أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في حادث تصادم عربة تابعة لقوات التحالف بسيارات مدنية وأعمال شغب تلت ذلك. وصرح مكتب الرئيس حامد قرضاي أن خمسة أشخاص قتلوا في حادث شمال المدينة، وعلى إثره تجمعت حشود غاضبة في مكان الحادث وبدأوا برشق الجنود بالحجارة. وشوهد جنود التحالف يفتحون النار على الحشود ما أدى إلى مقتل أربعة على الأقل. وقال التحالف إن جنوده «ربما» أطلقوا النار باتجاه الحشود الغاضبة. وذكر شهود عيان إن الشرطة الأفغانية فتحت النار أيضاً مع تجمع أعداد متزايدة من المحتجين.

وأدى الحادث إلى اندلاع أعمال العنف إذ توجه نحو ألف متظاهر إلى مركز المدينة باتجاه الحي الدبلوماسي وهم يهتفون «الموت لأميركا» و«الموت لقرضاي والشرطة». ومنع عشرات من عناصر الجيش والشرطة الأفغانية المتظاهرين من دخول الحي إذ أغلقوا الطرق الرئيسية، في حين منع الأجانب من مغادرة الحي.

وأمرت منظمة الأمم المتحدة موظفيها بدخول الملاجئ أو المناطق الآمنة ومنعتهم من التجوال في المدينة. وفي حي شاريناو احد أكثر الأحياء حيوية في المدينة، أضرم ألف متظاهر النار في مواقع للشرطة في وسط المدينة واحرقوا ملصقا للرئيس قرضاي.

وكان عدد من المتظاهرين يشهرون سكاكين. وصرخ احدهم «أين الأميركيين؟» وتجمع نحو مئة شخص أمام المستشفى الرئيسي الذي يرقد فيه جرحى حادث إطلاق النار.

وبدأت عناصر القوة الدولية في أفغانستان التي يقودها حلف الأطلسي «ايساف» للمساعدة في إحلال الأمن في الوصول إلى المدينة. وأفاد احد شهود العيان انه رأى جنودا أفغان يقتلون اثنين من المتظاهرين حاولوا اختراق الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة على ذلك الحي الذي يضم القصر الرئاسي ومكاتب الأمم المتحدة.

وقال شهود آخرون إنهم شاهدوا رجلا آخر يقتل أمام فندق سيرينا القريب من القصر الرئاسي. واقتحم المتظاهرون مبنى البرلمان الأفغاني، وقاموا بإضرام النار في عدد من السيارات.

ولم يؤكد المسئولون الأفغان عدد القتلى. وذكر مدير دائرة التحقيق الجنائي في الشرطة عبد الجميل كوهيستاني «لقد توجهنا إلى موقع الحادث للتحقيق في كيفية وقوعه وتحديد عدد القتلى ولكن عند وصولنا إلى الموقع اندلع العنف الذي أدى إلى وقوع مزيد من القتلى».

وتضاربت الأنباء بشأن حصيلة الضحايا إذ ذكرت وكالة أنباء باجهوك الأفغانية أن 20 شخصا على الأقل قتلوا في هذه القلاقل وأصيب 15 آخرون بجروح خطيرة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أدريان إدوارد «من الواضح أنها مأساة». وأضاف «من الضروري عودة الهدوء».

وذكر الجيش الأميركي أن العنف اندلع عندما اصطدمت شاحنة أميركية بها خلل ميكانيكي مع 12 سيارة مدنية أثناء سيرها في قافلة. ونقلت الوكالة عن مسئولين بالحكومة الأفغانية أن مدنيا واحدا قتل في حادث السير وأصيب 17 آخرون.

وذكر مدني تعرضت سيارته لأضرار في الحادث أن ركابا وآخرين في مسرح الحادث بدأوا رشق القافلة التي كانت تضم 30 مركبة تابعة لقوات التحالف بالحجارة وهتفوا «الموت لأميركا». وأطلق الجيش الأميركي أعيرة نارية في الهواء لتفريق الحشد.

وأدان البرلمان الأفغاني مقتل 20 مدنيا في الاشتباكات. وطالب بإجراء تحقيق شامل وواسع للوقوف على مدى مسئولية القوات الدولية عما حدث. كما طالب الرئيس قرضاي باتخاذ إجراءات مشددة تجاه القوات الدولية والأميركية، لمنع استهدافها الدائم للمدنيين.

من جهتها، ذكرت قوات التحالف أنها تجري تحقيقا شاملا في حادث قال شهود عيان إنهم شاهدوا خلاله جنود التحالف يفتحون النار على مدنيين ويقتلون أربعة منهم ما أثار موجة من أعمال الشغب. وأضاف التحالف انه سيتم دفع تعويضات لكل من يستحقها.

وبحسب المراقبين فان تلك الاشتباكات تدل على مدى حال الاحتقان التي وصل إليها الشعب الأفغاني، نتيجة فشل قوات التحالف الذريع في تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية في البلاد.


غارة أميركية على مسجد تقتل 50 «طالبانياً»

كابول - وكالات

أعلن مسئول في حكومة ولاية هلمند أن طائرات التحالف قصفت منطقة في جنوب أفغانستان أمس ما أدى إلى مقتل نحو خمسين شخصا يعتقد أنهم من مقاتلي «طالبان».

وقال نائب حاكم هلمند أمير محمد خونزاده إن الغارة أصابت منطقة كاجاكي في ولاية هلمند، مؤكدا أن «نحو خمسين من مقاتلي (طالبان) قتلوا في غارة جوية على مسجد».

لكن حركة «طالبان» أعلنت أن عناصرها استولوا على مديرية شوراى بولاية اورزغان جنوب أفغانستان، نافية ما تردد عن مقتل 50 من عناصرها. وفي قندهار، أعلن المتحدث باسم الحركة أن مسلحيها أطلقوا صاروخا على عربة أميركية في مديرية بنجواي بالولاية، ما أسفر عن مقتل ستة جنود أميركيين كانوا داخلها.

وفي الإقليم ذاته، أصيب خمسة جنود كنديين بجروح و قتل ستة مسلحين في اشتباك أعقب كمينا نصبه المسلحون لدورية كندية جنوبي أفغانستان. وقال المتحدث باسم قوات التحالف ماريو كوتور إن دورية للقوات الكندية تعرضت لكمين نصبه مسلحون غربي قندهار ما أدى إلى إصابة خمسة جنود كنديين احدهم جروحه خطيرة وتم نقله إلى ألمانيا للعلاج

العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً