تظاهر مئات الأشخاص في الشوارع في بلدات بأنحاء محافظة الأنبار السنية بالعراق للاحتجاج على اعتقال ثمانية أشخاص للاشتباه في قتل زوار شيعة.
وهدد قتل الزوار الشيعة يوم الاثنين ورد الفعل الغاضب بإشعال التوتر الطائفي في الأنبار وهي معقل للسنة ومعقل سابق لتنظيم القاعدة والتي شهدت بعضاً من أسوأ الاشتباكات في الحرب.
وألقت سلطات شيعية من محافظة كربلاء المجاورة القبض على الثمانية المشتبه بهم من الأنبار يوم الخميس في إجراء أثار غضب زعماء وسكان الأنبار.
وهاجم مسلحون حافلتين تقلان زوار شيعة كانتا متوجهتين من مدينة كربلاء إلى سورية يوم الاثنين ما أسفر عن مقتل 22 رجلاً في حين نجت 15 امرأة و12 طفلاً واثنين من كبار السن.
وأدى العنف الطائفي في العامين 2006 و2007 إلى مقتل آلاف الأشخاص ودفع بالعراق إلى حافة الحرب الأهلية.
وتظاهر محتجون أيضاً في الفلوجة والقائم وهيت ومدن أخرى وبلدات في أنحاء الأنبار مطالبين بعودة المشتبه بهم ومحذرين من توتر طائفي جديد محتمل.
واتهم مسئولون بمحافظة الانبار محمد الموسوي رئيس مجلس كربلاء باختطاف الثمانية المشتبه بهم.
وقال قائمقام الأنبار قاسم محمد لرويترز إن الموسوي ليس له أي حق قانوني لاعتقال أشخاص من الأنبار.
وأضاف أنه جاء إلى هنا واستقبله أهل الأنبار كزائر لكنه تصرف مثل عضو في عصابة.
وقال الموسوي إن المشتبه بهم اعتقلوا بعد أن أخطرت سلطات كربلاء - بناء على معلومات من جهاز المخابرات العراقي - القيادة العسكرية للأنبار.
وأضاف أن الأشخاص المعتقلين نقلوا على الفور إلى بغداد وأنهم رهن التحقيق حالياً.
وقال إنه يشعر بالصدمة إزاء التصعيد غير المبرر من قبل بعض الأشخاص في محافظة الأنبار.
وكانت المحافظة الصحراوية المترامية الأطراف معقلاً لمقاومة مسلحة عنيفة من السنة ضد القوات الأميركية بعد غزو 2003 الذي أطاح بصدام حسين.
لكن زعماء القبائل انقلبوا في نهاية الأمر ضد "القاعدة" ما أدى إلى تحول في مجرى الحرب.
وأدان رئيس الوزراء نوري المالكي ما وصفه بتصريحات غير مسئولة قد تؤدي إلى إشعال الفتنة بين محافظتي الأنبار وكربلاء.
وقال إن المشتبه بهم في بغداد رهن التحقيق وإنه إذا ثبت أي شيء ضدهم فسوف ينالون ما يستحقونه من عقاب وإذا كانوا أبرياء سيفرج عنهم.