العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ

«تقصّي الحقائق»: بعض المعتقلين أنهوا إضرابهم

قالت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في بيان أمس الأربعاء (28 سبتمبر/ أيلول2011)، إن الخبيرة الدولية في الإضراب عن الطعام، سوندرا كروسبي، انضمت هذا الشهر إلى اللجنة لمراجعة أوضاع المُضربين عن الطعام في سجون البحرين.

وذكرت أنه «على رغم أن ذلك ليس جزءاً من مهمة لجنة تقصي الحقائق الجارية حاليّاً، إلا أن اللجنة ارتأت لدوافع إنسانية أهمية تقييم أوضاع واحتياجات المضربين عن الطعام».

وكشفت اللجنة أنه «تم إرسال تقرير لوزارة الصحة يتضمن توصيات كروسبي». لافتة إلى أنه «بعد تقييم وتوصيات الخبيرة الدولية قرر عدد من المضربين عن الطعام إنهاء إضرابهم».

وقدمت اللجنة معلومات عن الإضراب وذلك بناء على ما توصلت إليه كروسبي من نتائج.


أكدت رفع توصيات كريسبي إلى «الصحة»... وسلطت الضوء على مبادئ الإضراب

«تقصي الحقائق»: بعض المعتقلين أنهوا إضرابهم بعد «تقييم الخبيرة»

العدلية - اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق

قالت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، في بيان أمس الأربعاء (28 أغسطس/ آب 2011م)، إن الخبيرة الدولية في الإضراب عن الطعام، سوندرا كروسبي، انضمت هذا الشهر إلى اللجنة لمراجعة أوضاع المُضربين عن الطعام في سجون البحرين. واستدركت «على رغم أن ذلك ليس جزءاً من مهمة لجنة تقصي الحقائق الجارية حالياً، إلا أن اللجنة ارتأت لدوافع إنسانية أهمية تقييم أوضاع واحتياجات المضربين عن الطعام».

وكشفت اللجنة أنه «تم إرسال تقرير لوزارة الصحة في البحرين يتضمن توصيات كروسبي». لافتة إلى أنه «بعد تقييم وتوصيات الخبيرة الدولية قرر عدد من المضربين عن الطعام إنهاء اضرابهم».

وأضافت اللجنة أنه بناء على ما توصلت إليه كروسبي من نتائج، ونتيجة النقص الكبير في الوعي المتعلق بالإضراب عن الطعام، فإن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ترى ضرورة تسليط الضوء عبر المعلومات الآتية على بعض المؤشرات والأمور المهمة:

1 - التعريف:

الإضراب عن الطعام هو وسيلة للتعبير عن الشكوى وإثارة انتباه الرأي العام لقضية تهم الشخص المضرب عن الطعام، ودائماً ما يلجاً الشخص المعني إلى الإضراب عن الطعام عندما يشعر بأن البدائل محدودة أو معدومة لحل شكواه أو مظلمته، وبناء على ذلك يكون مستعداً للمخاطرة بصحته، وربما بحياته لجذب انتباه السلطات بل والعالم بأسره لشكواه بهدف إحداث تغيير في الوضع.

ويشمل الإضراب عن الطعام العديد من المواقف المتنوعة، على رغم أنها جميعاً تتضمن شكلاً من أشكال «رفض الطعام» كوسيلة احتجاج، ولعل من المهم التوضيح هنا أن المضربين عن الطعام ليسوا أشخاصاً انتحاريين، كما أنهم لا ينفذون إضرابهم بهدف الموت، وذلك على رغم أن أقلية من المضربين قد تقبل الموت باعتباره نتيجة حتمية.

أما بالنسبة للجزء الأكبر، فإن المضربين عن الطعام يرغبون في تحسين وضع العالم بالنسبة لأنفسهم وللآخرين، ويلجأون عادةً للإضراب باعتباره الملاذ الأخير في ظل عدم وجود أية آلية أخرى فعالة لممارسة الاحتجاج.

ويتخذ الإضراب عن الطعام أشكالاً مختلفة من الشدة، ولكن من المهم أن ندرك أن أي شكل من أشكال الإضراب عن الطعام يمكن أن يكون ضاراً بالصحة.

فهناك الإضراب «الجاف»، حيث يرفض فيه المضرب تناول الطعام والشراب على حد سواء، وهو أمر نادر الحدوث لأنه يقود إلى الموت السريع، وهذا لن يمهل المضرب في تحقيق أهدافه. وهناك الإضراب المسمى بـ «الصوم التام»، وهو الإضراب الذي يتناول فيه المضرب الماء فقط، ولكن قد يشمل هذا النوع من الإضراب تناول بعض المعادن والسكر أوالفيتامينات، ومن المستحسن في هذه الحالة أن يتناول المضرب عن الطعام نحو 2 لتر من الماء يومياً.

ويشمل الإضراب عن الطعام أشكالاً أخرى تتضمن السماح بتناول الكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى وذلك بكميات متفاوتة. ولعل من المهم بالنسبة للطبيب المشرف أن يعرف بكل دقة مقدار الكمية المستهلكة لكل مضرب عن الطعام، وذلك كي يتسنى له مراقبة وتقييم صحة المضرب عن الطعام باستمرار وتزويده بالمعلومات ذات الصلة للحفاظ على سلامته. ومن المهم كذلك في هذا الصدد أن ندرك بأن تناول المضرب لمقادير قليلة من السعرات الحرارية لا يبطل أو يتعارض مع الإضراب عن الطعام، بل إنه في حقيقة الأمر قد يؤدي إلى إطالة العملية التي ستقود إلى الآثار الصحية الخطيرة نفسها.

2 - الشروط:

تختلف المخاطر الصحية المرتبطة بالإضراب عن الطعام من شخص لآخر، وذلك اعتماداً على عمر الشخص ووضعه الصحي السابق وما يتناوله من مياه وغير ذلك، إضافة إلى مقدار ما يفقده من وزن، ومدة الإضراب.

ويمكن لأي نوع من أنواع الإضراب عن الطعام أن يلحق الضرر بصحة الشخص، ووفقاً لذلك فإنه من المهم للمضربين عن الطعام الحصول على رعاية ومشورة من طبيب موجود، وينبغي أن يتمكن كل مضرب عن الطعام من الوصول إلى طبيب موضع ثقة يكون في مقدمة أولوياته رعاية المضرب عن الطعام، كما أنه من المهم للطبيب والمريض إبقاء خط التواصل مستمراً بينهما.

قد يشعر المضرب عن الطعام أحياناً بأنه مكره أو يتعرض للضغط من جانب النزلاء الآخرين من أجل المشاركة في الإضراب أو مواصلته حتى وإن كان راغباً في التوقف، ويتعين على الطبيب في هذه الحال أن يقرر ما إذا كان المضرب عن الطعام مكرهاً على ذلك أو يتعرض للضغط من أية قوى داخل السجن أو خارجه، كما يجب عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيبه هذه الضغوط.

إن إتاحة الفرصة لأفراد الأسرة بلقاء المضرب عن الطعام قد تساعد في تخفيف ضغط أقران السجن وتقديم الدعم اللازم.

ولابد من احترام كرامة المضربين عن الطعام في جميع الأوقات، وينبغي عدم معاقبتهم على إضرابهم عن الطعام أو إكراههم بالقوة لإنهائه.

3 - الموانع:

من المهم جداً إجراء تقييم جسدي ونفسي شامل في بداية الاضراب كي يتمكن الطبيب من تقييم المخاطر الصحية المحتملة لكل مضرب، إذ إن الامتناع عن الطعام قد يتسبب في تفاقم أية مشكلات صحية كامنة، بل إنه قد يتسبب في زيادة خطورة بعض الحالات الصحية مثل مرض السكر، وقد يشكل تهديداً مباشراً للحياة في وقت مبكر من الإضراب.

وقد يتم اكتشاف حاجة بعض الأشخاص للعلاج من بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، ولابد من الأخذ في الإعتبار احتمال تأثير تلك الاضطرابات النفسية على قرار الإضراب عن الطعام.

وفي حال كان المضرب عن الطعام يعاني من الاكتئاب أو أي مرض آخر نتيجة التعذيب أو معاملة غير إنسانية، فإن ذلك يتطلب إجراء تقييم نفسي وتقديم العلاج الفوري.

4 - المضاعفات:

من المهم أن نفهم التسلسل الطبي للأمور التي تحدث عندما يبدأ شخص في الامتناع عن الطعام، مع الأخذ في الاعتبار بأنه في حال كان المضرب يتناول الماء فقط فإن الوفاة ستحدث بين اليوم 55 واليوم 75 من الإضراب، ويستطيع الشباب الأصحاء تحمل الإضراب عن الطعام على نحو جيد لنحو 4 أسابيع قبل أن تبدأ المضاعفات الطبية الخطيرة في الظهور عليهم.

وفي حال تناول بعض المواد المغذية الأخرى، فإنه من الممكن أن تطول هذه الفترة الزمنية غير أن تحديد تلك المدة بدقة هو أمر غير ممكن على الإطلاق.

ويتعين أن تبدأ المراقبة الطبية حال فقدان نسبة 10 في المئة من الوزن الأولي للجسم، إذ إنه من المحتمل حدوث مشكلات خطيرة عند خسارة 18 في المئة من الوزن الأولي للجسم لتصبح الحياة بعد ذلك مهددة عند فقدان أكثر من 30 في المئة من وزن الجسم الأولي أو المثالي.

أعراض تنفيذ الإضراب:

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الضروري جداً معرفة التسلسل المتوقع للأعراض التي ستظهر عند تنفيذ الإضراب عن الطعام، وهي كالآتي:

أ‌- في البداية، وفي الفترة بين اليوم الثالث والسابع سيشعر المضربون البالغون الأصحاء بوضع معقول إلى حد ما، طالما حافظوا على تناول مقدار كافٍ من الماء (2 لتر)، وسيهدأ الشعور بالجوع بعد انقضاء اليوم الثاني أو الثالث.

ب‌- بعد ذلك بوقت قصير، سيشعر المضرب عن الطعام بأعراض الدوخة والتعب والإعياء الذي قد يكون معه مجرد الوقوف أمراً في غاية الصعوبة.

ج- بعد الأسابيع القليلة الأولى، سينتاب المضرب على الأرجح شعور بالبرودة وألم في البطن وهو أمر شائع.

د‌- خلال الفترة الأخيرة من الشهر الأول، ستظهر أعرض الخمول الذهني وسرعة التهيج.

ه‌- بحلول الأسبوع الرابع، قد يكون من الضروري إدخال المضرب عن الطعام إلى المستشفى لتلقي العلاج.

و- بين الأسبوع الرابع والخامس، وفي حال كان المضرب عن الطعام لا يتناول الفيتامينات فسيعاني من ازدواج في الرؤية ودوار شديد وتقيؤ مع صعوبة في البلع وكل ذلك نتيجة تلف الأعصاب، وتوصف هذه المرحلة من من قبل أولئك الذين نجوا من الإضرابات الطويلة عن الطعام بأنها مرحلة مزعجة للغاية.

ز‌- من اليوم الأربعين وما بعد ذلك، سيعاني المضرب عن الطعام من تشويش حاد مع عدم القدرة على التماسك، وفقدان للسمع والبصر مع احتمال حدوث نزيف. وستقع الوفاة في نهاية المطاف بسبب انهيار القلب والأوعية الدموية وعدم انتظام ضربات القلب.

ح- ستتعرض الكلى والكبد والجهاز المناعي إلى مضاعفات أخرى بسبب سوء التغذية، كما ستضعف قابلية التئام الجروح وتزيد قابلية العدوى طوال فترة الإضراب عن الطعام.

5 - الأطفال:

الأطفال على وجه الخصوص هم عرضة للمضاعفات المرتبطة بالامتناع عن الطعام والمذكورة أعلاه، وبالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتداخل سوء التغذية مع نمو العظام، كما يمكن أن تتسبب في الإخلال بنمو الجهاز العصبي بما في ذلك حدوث التلف الدماغي، وهو أمر غير قابل للعلاج. لذلك لا ينبغي تشجيع الأطفال على الإضراب عن الطعام، فهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرارات لتقييم الآثار الناجمة والمترتبة على الإضراب عن الطعام، ولا يمكنهم بالتالي اتخاذ قرار واعٍ حول الإضراب عن الطعام. إنه من الواجب تقديم دعم نفسي وطبي إضافي لجميع المضربين عن الطعام من الشباب والمراهقين من قبل أطباء مدربين في مجال رعاية المراهقين.

6 - الرعاية اللاحقة:

عندما يبدأ المرء في تناول الطعام بعد الانقطاع عنه فإن استهلاك الطعام يجب أن يتم ببطء لتجنب ما يسمى «متلازمة إعادة التغذية»، فإن العودة للتغذية بعد فترة انقطاع عن الأكل قد تؤدي إلى حدوث عدد من التعقيدات الأيضية والفيزيولوجية القاتلة بسبب عملية انتقال السوائل ما يتسبب في حدوث شذوذ بأجهزة القلب والتنفس والجهاز العصبي العضلي. ولذلك فإنه عندما يبدأ المضرب عن الطعام في العودة للأكل بعد فترة صيام طويلة، فإنه يجب أن يكون تحت إشراف ومراقبة الطبيب.

وأشارت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في ختام بيانها إلى أنها لجنة مكلفة بالتحقيق وتقديم تقرير عن الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011، والنتائج اللاحقة التي أعقبت الأحداث سالفة الذكر، وتقدم اللجنة توصياتها بحسب ما تجده مناسباً. ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها إلى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في 30 أكتوبر، وسيتم الإعلان عن مجمل التقرير

العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً