أفضت جهود أهلية ضمن لجان ضمت فرقاً لعمال لتنظيف وانتشال القمامة في منطقتي البلاد القديم والسنابس خلال اليومين الماضيين، إلى تحسن وضع النظافة بعد تكدس عشرات الأطنان منها لأكثر من 3 أسابيع بسبب امتناع الشركة عن مزاولة أعمالها.

وشاركت شركة نظافة بديلة عينها المجلس البلدي بدعم مالي من كتلة الوفاق البلدية، في أعمال انتشال القمامة من الساحات والأرصفة العامة التي جمعت فيها طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، في حين قام الأهالي بعملية كنس وجمع الأوساخ المبعثرة لتسهيل عملية نقلها عبر الشاحنات والآليات التي وفرتها الشركة البديلة.

ونقلت الشركة القمامة إلى خارج المنطقة ولمكب النفايات مباشرة في منطقة عسكر، وتولى الأهالي عملية كنس الطرقات الرئيسية الفرعية بداخل المنطقتين، لأن عمل الشركة سيقتصر على انتشال أكوام الأكياس والمخلفات المجموعة سابقاً.

وأكد الأهالي أن «جهود المتطوعين في المنطقتين جاءت عفوية، وأظهرت حقيقة الاتهامات التي وجهتها شركة النظافة ووزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني بشأن تعدي الأهالي على عمال النظافة خلال تأديتهم مهماتهم ضمن دوامهم الرسمي، وذلك على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها السنابس والبلاد القديم وكذلك المناطق المحيطة بها». من جانبه، أفاد رئيس مجلس بلدي العاصمة، مجيد ميلاد، بأن «الحملة الأهلية وبدعم شركة النظافة البديلة أسفرت عن نتائج إيجابية على صعيد تحسن وضع النظافة في منطقتي البلاد القديم والسنابس تحديداً، لكن ليس بالاستطاعة القول إن الوضع العام مرض وخصوصاً أن الحملة الأهلية والشركة البديلة نفذت مهماتها خلال يوم واحد فقط، لكن من المتوقع أن تتحسن الأوضاع بصورة أفضل خلال هذين اليومين لتكون شبه طبيعية، ونأمل ألا تطول الأزمة لفترة أطول».

وأضاف ميلاد «الشكر موصول لكل الأهالي الذين شاركوا ضمن فرق تطوعية في كنس وجمع القمامة وانتشالها بمعدات يدوية وبشاحناتهم الخاصة، حيث استطاعوا خلال يوم واحد تنظيف المنطقتين بنسبة عالية، ومن الملاحظ حالياً تغير الوضع من السلبي إلى الإيجابي».

وقال رئيس بلدي العاصمة إن «ما قام به الأهالي من جهود تطوعية نحو تنظيف مناطقهم وانتشال القمامة منها، يعد دليلاً قاطعاً على انتفاء الادعاءات المثارة من جانب وزارة شئون البلديات بالتعدي على عمال النظافة وتهديدهم، فلو كان ذلك حقيقة، لما استطاع الأهالي تنظيف مناطقهم ولتعرضوا للاعتداء والتهديد أيضاً».

وعلى صعيد التنسيق والمتابعة مع شركة النظافة الأساسية المعنية بمهمات النظافة في محافظة العاصمة، أوضح ميلاد أن «هناك جهودا حثيثة من جانب المجلس للاتصال بالمسئولين في الشركة لحلحلة الأزمة وضمان عدم استمرارها لفترة أطول، لكن لم نتلق أي اتصال أو مبادرة من قبل الشركة تجاه استئناف أعمالها في المنطقتين المذكورتين».

وأردف رئيس بلدي العاصمة «كان هناك اتصال بين المجلس وأحد المسئولين الكبار في الدولة بشأن أزمة النظافة، حيث أبدى المسئول امتعاضه واستياءه من وضع النظافة في السنابس والبلاد القديم تحديداً بعد جولة ميدانية قام بها شخصياً قبل يومين»، مبيناً أن «المسئول أفاد بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي وأبلغه بحجم الأزمة والحاجة الماسة لمبادرة تنظيف المناطق من جانب الشركة، وخصوصاً أنه لم تُلحظ أي مبادرات أو ردة فعل رسمية من جانب الوزارة أو بلدية العاصمة حيال الأزمة بعد توقف الشركة عن مهماتها ولو بصورة جزئية».

وتابع ميلاد «المسئول أبلغ الوزير أيضاً بأن الوضع لا يسر في المنطقتين وزاد من تعقيد الأمور العامة في البلاد، وطلب من الوزير العمل على حل الموضوع في أسرع وقت ممكن مع الشركة لتفادي تطور الأزمة خدمياً وسياسياً لاحقاً».

... وكتلة الوفاق البلدية ترفع خطاباً شديد اللهجة لوزير «البلديات»

وجهت كتلة الوفاق البلدية خطاباً مفتوحاً شديد اللهجة لوزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي، يتعلق بأزمة النظافة الحاصلة في مناطق بمحافظة العاصمة وتحديداً بمنطقتي البلاد القديم والسنابس.

وقال نائب رئيس كتلة الوفاق البلدية رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد، إن «وزير البلديات يستحق بناءً على توجيهاته للمسئولين بوزارته للقيام به في عدد من المناطق على مستوى النظافة نوطا وجائزة في التنمية الحضرية».

وأردف ميلاد في الخطاب المفتوح إلى وزير البلديات أن «ما قمت به لا يعدو كونه عقاباً جماعياً سياسياً ضد المواطنين والأهالي في المنطقتين، وان إبقاء المناطق المشار إليها من دون تنظيف ورعاية خدماتية لمدة تزيد على 22 يوماً جاء بسبب غياب أدنى اهتمام من مسئولياتك كوزير وبتعمد في ذلك. والغريب أنه بدلاً من إيجاد الحلول والتوجيه لمعالجة هذا الخطأ تصدر البيانات الفضفاضة في الصحافة لتبرر وزارتك وتحاول إيجاد التفسيرات لما يتم ارتكابه بحق الأهالي».

وقال نائب رئيس الكتلة إن «خلفيات هذه الإجراءات معروفة ومفضوحة ولا ينقص أو يزيد من وضوحها التعليقات والردود الهزيلة التي تنشرها الوزارة بالصحافة، علماً بأن هذا الموقف لن يثني الناس عن المطالبة بحقوقهم السياسية مهما وقفت ضدهم واستخدمت تعسفاً ما يمكنك من قرارات وإجراءات ضد الأهالي».

وتابع ميلاد في خطابه: «لست أول المسئولين الذين يستخدمون صلاحياتهم ضد الأهالي والمواطنين، فهذا الأسلوب لا يقل عن أسلوب العقاب الجماعي ومسيلات الدموع والغازات التي تغرق بها المناطق يومياً بسبب أو من دونه»