يتزعم كل من «آي فون» و«بلاكبيري» سوق الهواتف النقالة في البحرين، وعلى رغم أسعارهما المرتفعة فإن ذلك لم يقف حاجزاً أمام إقبال المستهلك البحريني على اقتناء آخر التكنولوجيات التي توفرها هذه النوعية من الهواتف النقالة التي أحدثت ثورة في سوق الاتصالات، وقد انتشرت هذه الهواتف بشكل كبير في السوق البحرينية، كما كان للعروض الترويجية التي طرحتها شركات الاتصالات خلال الأشهر الماضية دور في مضاعفة انتشار هذه الهواتف بين الناس.

وتعتبر سوق الهواتف واحدة من القطاعات النشطة في البحرين، ولم يعد اقتناء الهواتف النقالة شيئاً من الأمور الجانبية لدى الكثير من الناس، بل أصبح اقتناء آخر صيحات الهواتف النقالة شيئاً أساسياً لدى الكثيرين.

إلى ذلك، أفاد صاحب محل العميد لتكنولوجيا الاتصالات سيدمحمد الوداعي بأن أكثر الهواتف التي يقبل عليها الناس هي الآي فون والبلاكبيري بعد أن كان النوكيا هو المتصدر في ساحة الهواتف النقالة، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى التكنولوجيا الحديثة التي تتضمنها هذه الأجهزة فضلاً عن توافر خدمة التواصل الاجتماعي في هذه النوعية من الهواتف.

وذكر أنه لم يعد الإقبال على الهواتف الأخرى ومنها النوكيا بشكل كبير كما كان عليه في السابق، موضحاً أنه لا يشتري الهواتف الجديدة أو المستخدمة من نوع نوكيا، إلا الأنواع الرخيصة التي تتراوح بين 10 و30 ديناراً، على اعتبار أن شراء الموديلات الجديدة يسبب خسارة كبيرة للمحل.

وفيما يتعلق بما إذا تأثرت حركة البيع بالأوضاع الاقتصادية والأزمة السياسية التي تمر بها البحرين، نفى الوداعي أن يكون للأزمة أثر في خسارة المحل بل على العكس فقد ارتفعت المبيعات خلال فترة الأزمة السياسية، إذ كان هناك إقبال بشكل ملحوظ على شراء هواتف الآي فون والبلاكبيري.

وبخصوص أسعار الهواتف، قال الوداعي إن الأسعار في متناول الجميع وخصوصاً أن أسعار الهواتف انخفضت، إذ المحلات وشركات الاتصالات تعمد بشكل مستمر لطرح عروض مميزة على الهواتف النقالة، وخصوصاً عند طرح موديل جديد في الأسواق.

من جانبه، قال صاحب محلات الحوت للهواتف وشركة أحباب الحوت للاتصالات علي الحلواجي إن إقبال الناس على الهواتف النقالة جيد، وخصوصاً أن غالبية الناس يرغبون بمواكبة التطور، واقتناء أحدث أنواع الأجهزة الذكية الجديدة ومن ضمنها «آي فون» أو «بلاكبيري».

وذكر أن أسعار الهواتف النقالة الجديدة متفاوتة، وذلك يعتمد على الزبون ومدى إمكانيته المادية لشراء الهاتف النقال، مشيراً إلى أن فئة محدودي الدخل تفضل شراء الأجهزة المستعملة لرخص ثمنها إلا أن البعض الآخر يفضل اقتناء الأجهزة الجديدة والتي تتضمن آخر صيحات التكنولوجيا الحديثة.

وأوضح الحلواجي أن الأزمة الاقتصادية والأزمة السياسية التي مرت بها مملكة البحرين منذ فبراير/ شباط الماضي ساهمت في تراجع الإقبال على شراء الهواتف النقالة وخصوصاً محلهم الذي يقع بالقرب من إحدى نقاط التفتيش، وأرجع سبب تراجع الإقبال إلى تخوف الزبائن من الوصول لمحلهم، إذ إن المحل مضى عليه أكثر من 15 سنة في السوق، الأمر الذي جذب الكثير من الزبائن إلا أن نقطة التفتيش ووقوف بعض رجال الأمن أمام باب المحل أثر على مبيعاتهم، على حد قوله.

وبخصوص أكثر الهواتف التي يقبل الناس على شرائها، أشار الحلواجي إلى ازدياد الإقبال على آي فون، بلاكبيري، جالكسي، آي باد، آي بود، وذلك لوجود نظام متطور من خلال إمكانية المحادثة المباشرة، ويعمد الناس إلى اقتنائها لنقل الأخبار المحلية بين بعضهم البعض، فضلا عن التواصل مع الأصدقاء والأهل.

من جانبها، قالت سهاير الهاشمي إن سبب رغبة الناس في اقتناء الهواتف النقالة الجديدة باستمرار يعود إلى رغبتهم في مواكبة التكنولوجيا والتقدم الذي يطرأ على قطاع الهواتف النقالة، وخصوصاً أن التطور يسير بعجلة سريعة وبشكل ملحوظ.

وأشارت إلى أن الناس دائماً تلاحق التطور الذي يطرأ على أجهزة الهواتف النقالة، إذ إن كل جهاز نقال جديد يحمل ميزة مختلفة عن الجهاز الآخر وتكون فيه مميزات تجذب الزبائن من خلال البرامج وأشكال الأجهزة البراقة.

ونفت الهاشمي أن تكون الأوضاع الاقتصادية والأزمة السياسية التي مرت بها البحرين قد أثرت على رغبة الناس في اقتناء أجهزة الهواتف النقالة الجديدة، وبخصوص أسعار الهواتف النقالة، ذكرت أن أسعار الهواتف في مملكة البحرين عالية مقارنة بالدول الأخرى، وعلى سبيل المثال جهاز الآي فون في أميركا لا يتجاوز مبلغ 200 دينار، بينما يصل سعره في البحرين إلى 300 دينار.

من جهتها، أفادت بتول الكندي بأنه تزامناً «مع ما نعيشه في الوقت الحالي من تطور اقتصادي وسياسي واجتماعي يميل الناس لاقتناء الهواتف الذكية وذلك رغبة في التواصل السريع من خلال تقنية المحادثة المباشرة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي».

وأوضحت الكندي أن أسعار الهواتف في مملكة البحرين قد تكون مرتفعة وخصوصاً مع أولئك الذين تكون رواتبهم متدنية، مشيرة إلى أن عروض محلات وشركات الاتصالات ساهمت بشكل ملحوظ في زيادة الإقبال على شراء الهواتف من خلال عملية التقسيط.

ولفتت إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي مرت بها البحرين مؤخراً أسهمت في ارتفاع المبيعات للهواتف النقالة وخصوصاً أن الأجهزة الذكية مثل «آي فون» و»بلاكبيري» تتضمن ميزات في التواصل السريع من خلال تبادل الأخبار المحلية والتواصل بين الأصدقاء والأهل حتى أصبحت جميع الفئات العمرية تقتني هذه الهواتف.

البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم الاتصالات تشير إلى أن عدد مشتركي الهاتف النقال في البحرين بلغ 1.6 مليون مشترك حتى نهاية العام 2010، محققاً نمواً في إجمالي عدد المشتركين بنسبة 12 في المئة مقارنةً بالعام 2009، وخصوصاً أن عدداً من المستهلكين يحملون أكثر من خط محمول في تزايد مستمر.

ووفقاً للهيئة، فقد واصل عدد الهواتف الثابتة تراجعه حتى نهاية العام 2010 بنسبة 4 في المئة مقارنةً بالعام 2009 ليصل إجمالي عدد المشتركين إلى 228 ألف مشترك مقارنةً بـ 238 ألف مشترك.

وتُشير بيانات التقرير السنوي لهيئة تنظيم الاتصالات إلى أن إيرادات قطاع الاتصالات في العام 2010 ارتفعت بنسبة 6.5 في المئة لتصل إلى 360 مليون دينار، مقارنةً بالعام 2009 والذي بلغت إيرادات القطاع فيه 238 مليون دينار.

وتوقع تقرير نشر في مجلة الأعمال العربية أن قطاع الاتصالات سينمو بمعدل سنوي أقل من 2 في المئة حتى حلول العام 2014، بسبب ارتفاع عدد أصحاب التراخيص والمشغلين، وهو ما يعني أن العديد من مشغلي القطاع سوف يكافح من أجل تحقيق الربح أو المراهنة على البقاء.

إلى ذلك، احتلت مملكة البحرين المركز الثالث في معدلات نمو الاشتراكات في الهواتف النقالة بمعدل نمو سنوي تراكمي بلغ 9.23 في المئة، مقارنة بمتوسط خليجي بلغ 8.27 في المئة، بمعدل اختراق من المتوقع أن يبلغ 170 في المئة في العام 2014 مقارنة بمعدل بلغ 100 في المئة في العام 2008