تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي التي طوقت فلول قوات معمر القذافي في اثنين من أحياء سرت، نحو كيلومترين ظهر أمس الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) تحت نيران كثيفة بحسب ما أفاد مراسل «فرانس برس» في عين المكان.
وقال المقاتل حميد ناجي من قوات المجلس «اضطررنا إلى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة (قرب الساحة الوسطى في المدينة) وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي». وقبل ذلك أعلن قياديون في قوات المجلس الانتقالي صباح أمس أن آخر مقاتلي الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي مازالوا يقاومون في منطقتين من مدينة سرت. وتدور معارك بالقذائف والأسلحة الخفيفة والرشاشات في «حي الدولار» على المرتفعات الغربية للمدينة وفي «الحي رقم 2» على ساحل المتوسط في شمال غربها. وصرح القيادي في قوات المجلس الوطني الانتقالي، يحيى المغصبي أن «المعارك تدور خصوصاً في هذين الحيين». وأضاف «نتوقع أن أمامنا ثلاثة أيام قبل القبض عليهم». وأوضح «لا نهاجم بشراسة في هذين الحيين لأن عائلات لا تزال عالقة هناك».
وأعلن مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس الأول أنهم سيطروا على «حي الدولار» و «الحي رقم 2» وأن المعارك تدور خصوصاً حول مدرسة تحصنت فيها قوات القذافي في «الحي رقم1» غرب «الحي رقم2». وقال القائد العسكري للمجلس الوطني الانتقالي على الجبهة الشرقية، وسام بن أحمد إن «عمليات شرق سرت قد انتهت». وأضاف «كانت مقاومة قليلة - في حي أو حيين - والمعارك متواصلة، وإننا ندعم الآن مقاتلي الغرب». في الأثناء، أكد مسئولون من المجلس الوطني أن مقاتلي الحكومة الليبية اعتقلوا المعتصم ابن الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي وهو يحاول الهرب من مدينة سرت. واعتقال المعتصم مستشار الأمن القومي للقذافي وأول عضو من أسرته يعتقل هو تعزيز كبير للحكام الجدد في ليبيا. وقال العقيد عبدالله ناكر أمس الأول (الأربعاء) «ألقي القبض عليه اليوم في سرت». وقالت مصادر أخرى من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم إن المعتصم نقل إلى بنغازي حيث جرى استجوابه في معسكر بوعطني العسكري حيث يحتجز.
وأضافت المصادر أن المعتصم كان «منهكاً» لكنه لم يكن مصاباً بجروح. ونزل مئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي إلى الشوارع في عدة مدن ليبية وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً بهذه المناسبة.
في غضون ذلك أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر أمس أن على السلطات الليبية الجديدة أن تضع حداً بسرعة للاعتقالات التعسفية وسوء معاملة الأسرى، مشيرة إلى أنها ممارسات للنظام البائد تسيئ إلى صورتها.
وأعلنت مساعدة مدير منظمة العفو لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسيبة الحاج صحراوي أنه «إذا لم يحصل تحرك قوي وفوري فهناك خطر حقيقي أن نرى بعض ممارسات الماضي تتكرر». واستند التقرير إلى استنتاجات وفد من المنظمة استجوب 300 أسير في أحد عشر مركز اعتقال في منطقتي طرابلس والزاوية وغيرها من أنحاء ليبيا بين 18 أغسطس/ آب و21 سبتمبر/ أيلول الماضيين.
واعتقلت مليشيات المجلس الوطني الانتقالي حركة التمرد التي أطاحت بمعمر القذافي، خلال تلك الفترة مالا يقل عن 2500 شخص في طرابلس والزاوية معظمهم من دون مذكرة توقيف ولا إشراف أي سلطة قضائية
العدد 3324 - الخميس 13 أكتوبر 2011م الموافق 15 ذي القعدة 1432هـ