العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ

«رقيقة» تزرع في الجسم تحدد الهوية وتراقب تحركات الانسان

مخاوف من استخدامها لاغراض التجسس

تستعد شركة «ابلايد ديجتل سوليوشن» تعمل في ميدان التكنولوجيا في فلوريدا لطلب الإذن من الحكومة بتسويق اول رقيقة كومبيوتر هي بمثابة بطاقة هوية لحاملها ويمكن ان توضع تحت جلده . الفوائد الفورية للهوية الكومبيوترية امكان استخدامها لحماية المطارات والمفاعلات النووية والمؤسسات التي تحتاج الى تدابير أمن راقية .

الا ان دعاة حماية الخصوصيات يقولون ان الرقيقات قد تؤدي الى مخالفات على صعيد الحريات . ان أداة الزرع هي من حالات تحول الخيال العلمي الى الحقيقي. ويقول اولئك الذين دعوا منذ وقت طويل الى رقيقات تزرع في الجسم ان مثل هذه الرقيقات ستضع حداً لبطاقات الهوية التي يسهل تقليدها . فالرقيقة (تشيب) ستكون بحجم حبة الرز ويصعب إزالتها من مكانها او تقليدها.

ان هناك ابتكارات تكنولوجية آخرى قيد التطوير يمكن استعمالها في ميادين مكافحة الاختطاف ومساعدة المسعفين الطبيين، لانها تتيح تتبع تحركات حاملها بواسطة الاقمار الاصطناعية،وقادرة على حفظ المعطيات الحساسة مثل الوثائق الطبية .

ان الجهاز الذي صنعته الشركة ويحمل اسم «َِّىوكىْم» هو مؤشر جديد على ان احداث 11 ايلول/سبتمبر فتحت امام علوم السلامة والامن المجال على كل الاحتمالات ومنها التدخل في الخصوصيات. ويقول المحامي لي تيني، المهتم بالدفاع عن الخصوصيات : « المشكلة هي انه عليك ان تفكر على الدوام بآي غرض سيستعمل الجهاز غداً؟».

ويضيف «في البداية يستعمل الجهاز في تطبيقات نتفق كلنا انها جيدة . ثم يبدأ الاستعمال ببطء في مجالات لم يكن مقصوراً ان يستعمل فيها» وتقول الشركة الصانعة انها ستباشر قريباً معاملات طلب موافقة دائرة الاغذية والادوية على الجهاز. وتعتزم حصر توزيعه على الشركات التي تضمن ان يكون استعمالها طوعياً. وقال نائب رئيس الشركة : كيث بولتون « الخط الذي نرسمه على الرمل هو ان استخدام رقيقة فيريتشيب سيكون طوعياً على الدوام . إننا لن نقدم الرقيقة لاي شركة تنوي ارغام الناس على استعمالها» .

قبل اكثر من عشر سنوات اشترت «ابلايد» شركة «دسترون فيرنيغ» المنافسة التي كانت تصنع رقيقات كومبيوتر تزرع منذ سنوات في الحيوانات الاليفة لتسهيل العثور عليها اذا ضاعت . والرقيقات المخصصة للبشر لا تختلف كثيراً عن تلك. غير ان الشركة امتنعت عن تسويقها للاستخدام البشري لاعتبارت خلقية. وبعد احداث 11 سبتمبر قررت الشركة تسويق الرقيقة البشرية بعد ان ازداد الاهتمام بها .

ويتوقع صانعو الرقيقة ايضا ان تكون مفيدة للاستعمال في تشخيص مريض ضائع مصاب بداء الزهايمر او الدخول الى السجل الطبي على الكومبيوتر لمريض فاقد الوعي .

ولا يحتوي الجهاز (لا يزيد ثمنه عن 200 دولار) على مصدر طاقة، بل يحتوي على لولب مغناطيسي طوله ميلليمتر يجري تنشيطه يتمرير مجس فوق البشرة في موضعه. ويقوم جهاز بث صغير على الرقيقة، بإرسال المعلومات. ولا يمكن قراءة معلومات الرقيقة من دون المجس (سكانر) . وتنوي الشركة الصانعة توزيع مجسات لقراءة الرقيقة على المستشفيات وسيارات الاسعاف على امل ان تتحول الى اداة دارجة الاستعمال في مختلف القطاعات والمؤسسات.

ولفت الجهاز انتباه عدة جماعات دينية . وقال الكاتب والخبير اللاهوتي تيري كوك انه يخشى ان تكون رقيقة الهوية «علامة الوحش» اي علامة استدلال على الهوية سيرغم الجميع على زرعها قبل «نهاية الزمن» وفقا لما جاء في «نبوءات الانجيل» . وعلى رغم الاعتراضات الدينية وهيئات الدفاع عن الخصوصية، يبدي البعض استعداده لاستعمال الجهاز. وجيف جاكوبر، من فلوريدا، وهو احد هؤلاء، اذ اتصل بالشركة على امل ان يصبح اول شخص يشتري الرقيقة. فجيف يعاني مجموعة من الحساسيات الخطرة ويريد ان يضمن حسن تشخيص النوبات التي يصاب بها عندما يصل الى الطبيب، لانه يقدم له المعلومات عن الجهة التي ينبغي ان يتصل بها والدواء الذي يجب ان يستعمل ونوع العمليات التي اجريت واين هو مكمن الداء

العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً