ترى بعض الاوساط أن قمة الأرض مضيعة للوقت والمال، بسبب الحجم الكبير للحضور، وعدم العزم على الخروج باتفاق أو معاهدة في ختام اعمال هذه القمة. ولكن يبقى هذا المؤتمر السبيل الوحيد امام العالم ليتمكن من تحقيق بعض التطور نحو حياة أفضل.
خلال العشر سنوات الماضية كان التطور بطيئا، على رغم ان مؤتمر «ريودي جانيرو» تمخض عن توصيات تدعم التنمية المستدامة، ارتفع عدد سكان الارض إلى 6,25 مليار، وارتفع تركيز ثاني اكسيد الكربون في الجو بحوالي العُشر في حين أنها كانت الامور التي حاولت قمة الارض في ريودي جانيرو الحد منها. الا انه على رغم ذلك فان مؤتمر «ريو» لم يكن مضيعة للوقت، إذ تمخضت عنه معاهدة التنوع البيئي، كما اجتذب أنظار قادة العالم نحو المشكلات بعيدة المدى، وساعد في تغيير الفكر في العالم، بعد أن تبنت دول العالم مفهوم «التنمية المستدامة».
هناك تقبل أوسع لحقيقة أن ليس هناك تصادم بالضرورة بين التنمية والبيئة واصبح هناك فهم أفضل لدور التطوير التكنولوجي واهميته لتحقيق الاستدامة.
في جوهانسبرغ من الممكن تقريب الهوة بين الدول الغنية والفقيرة، ودعم سياسات تنظيم النسل عبر التعليم، خصوصا للبنات، بجانب الاستخدام الفعال للطاقة، والمحافظة على المساحات الخضراء واستهداف مستوى أعلى للمعيشة، ليس على أساس الاعانات، بل بدعم مقومات التنمية المستدامة.
الأميركان هم الأبطأ استجابة للمطالبات بحماية البيئة، وبوش سيكون غائبا عن قمة سيحضرها العشرات من الرؤساء، وهذا ليس غريبا، فالولايات المتحدة أعاقت في السابق اتفاق «كيوتو» معارضة بذلك حلفاءها الرئيسيين، وهي التي لم تستجب حتى لدعوات فرض ضرائب على مصادر الطاقة الأحفورية، بل ولم تعبأ بحماية المساحات الخضراء خارج حدودها.
إن كوكب الارض لا يمكن المحافظة عليه بعمل طوعي من جانب الأفراد فقط، وإنما يجب أن يكون هناك جهد متكامل، مدعوم بتغيير للقوانين والقواعد الاجتماعية، وتغيير لاتجاهات وسلوك الأفراد على كوكب الارض
العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ