قال البنك الدولي ان الخمسين سنة المقبلة يمكن ان تشهد ارتفاعا باربعة اضعاف في حجم الاقتصاد العالمي وانخفاضات مهمة في الفقر اذا قامت الحكومات بالعمل معا من اجل تجنب المخاطر المتنامية من الاضرار البالغة على البيئة والاضطرابات الاجتماعية. واظهر التقرير الدولي الجديد حول التنمية في العالم الذي اصدره البنك انه بدون سياسات ومؤسسات افضل فان التوترات الاجتماعية والبيئية ستعطل تقدم التنمية مما يقود الى مستويات أعلى من الفقر وتدن في نوعية الحياة للجميع.
واشار التقرير الى انه خلال الخمسين سنة القادمة سيكون الناتج العالمي 140 تريليون دولار أميركي وعدد سكان يصل إلى 9 مليارات نسمة.
ودعا البنك الدولي رؤساء الدول وقادة القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني في اجتماع القمة الدولية حول التنمية المستدامة في جوهانسبيرج التي عقدت يوم امس الوصول إلى اتفاق حول الخطوات الممكن اتخاذها لضمان ان النمو المخفّض للفقر لا يأتي بكلفة باهضة على حساب اجيال المستقبل. واشار التقرير إلى أن السياسات الخاطئة والإدارة الضعيفة في الحقب الماضية ساهمت في الكوارث البيئية وعدم التكافؤ في الدخل والاضطراب الاجتماعي في بعض البلدان اسفرت غالبا عن الحرمان العميق وأعمال الشغب أو هروب اللاجئين من المجاعة أو الحروب الأهلية.
وأشار التقرير إلى الحاجة إلى تحالفات جديدة على المستويات المحلية والوطنية والعالمية للمعالجة الافضل لهذه المشكلات ولابد من اقتسام أعباء التنمية بشكل واسع فالبلدان الغنية ينبغي أن تقوم بالمزيد من الفتح لأسواقها وخفض اشكال الدعم الحكومي الزراعي الذي يضعف من دخول فلاحي العالم الثالث كما ينبغي لها زيادة تدفق المساعدات والادوية والتكنولوجيات الجديدة إلى البلدان النامية وفي المقابل ينبغي على الحكومات في العالم النامي أن تصبح أكثر مسئولية وشفافية وتؤمن بقدرة الفقراء على الحصول على ملكية مضمونة للاراضي والوصول إلى التعليم والعناية الصحية والخدمات الأساسية الاخرى.
وقال التقرير ان البلدان ذات الدخل المنخفض ستحتاج إلى النمو بنسبة 3,6 لتلبية هدف الامم المتحدة الخاص بالتنمية في هذه الالفية الرامي إلى خفض الفقر الى النصف مع حلول العام 2015 وأضاف التقرير ان هناك تحديات كبيرة فمتوسط الدخل في البلدان العشرين الأكثر غنى هو في الواقع 37 ضعفا لذلك الموجود في العشرين بلدا الاكثر فقرا.
وقال التقرير إن حوالي نصف الأراضي الرطبة في العالم اختفت في القرن الماضي وسيقفز استعمال المياه بواقع 50 خلال الثلاثين سنة المقبلة مع أن التلوث والتغيرات في المناخ تهدد ايضا مصادر المياه
العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ