دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود المبذولة لترسيخ قيم التسامح والمحبة والتآخي والتعايش السلمي بين شعوب العالم.
وأكد سموه أن نشر ثقافة التسامح والألفة تكتسب أهمية خاصة في الوقت الحالي بالنظر إلى الصراعات التي تشهدها العديد من مناطق العالم، فالتسامح هو صمام الأمان الرئيسي الذي يساهم في تحقيق متطبات الأمن والاستقرار العالميين.
وقال سموه في رسالة وجهها للعالم بمناسبة "اليوم العالمي للتسامح" الذي يصادف السادس عشر من نوفمبر من كل عام إن "مملكة البحرين قدمت للعالم عبر تاريخها الطويل نموذجًا لمعنى التسامح ومفهومه، وستبقى على الدوام وطنًا تزدهر فيه ثقافة المحبة والتآخي والتعايش بين مختلف الأعراق والمذاهب والأديان".
وأضاف سموه أن البحرين ارتكزت في نهجها لترسيخ التسامح والتعايش على مبادىء الدين الاسلامي الحنيف التي تحفل بالدعوات إلى حسن التعامل والحوار، وانطلقت أيضًا من القيم العربية الأصيلة، حيث صهرتهما معًا في بوتقة فريدة عبر الأجيال.
وأكد سموه أن مبادىء التسامح تشكل معلمًا بارزًا في مشروع التطوير والتحديث الذي أرساه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في ظل رؤية عصرية وسباقة من لدن جلالته جعلت من البحرين موئلاً للتعايش والانفتاح بين مختلف المكونات.
وقال سموه إن "العوائل البحرينية جٌبلت على التسامح والتعايش، ولقد عمل الآباء والأجداد على غرس قيم المحبة والألفة بين نفوس الأبناء، وعلينا جميعا أن نواصل العمل وأن لا نسمح لمن لا يريد بهذا الوطن خيرا أن يشق نسيج المجتمع الواحد أو أن يكون معولا لهدم استقرار الوطن وأمنه واستقراره".
وأضاف سموه "إن استمرار التسامح والتعايش الذي تميزت به مملكة البحرين مرتبط بتكاتف الجميع وتلاحمهم، أما من يسيء للوطن ويعمل على تفتيت لحمته الوطنية فإن مساعيه ستبوء بالفشل والخسران أمام تماسك المجتمع البحريني وصلابته".
وأشار سموه إلى أن البحرين تعاملت بشكل مباشر مع الأسباب التي من شأنها تعزيز مفاهيم التسامح، وانطلقت في سبيل تحقيق ذلك إلى غرس هذه المفاهيم في وجدان وعقول الشباب من خلال التطوير المستمر للمناهج التعليمية وتضمينها فصولا عن المواطنة والسلم الأهلي ونبذ العنف باختلاف أشكاله.
وأكد سموه على أهمية نتائج حوار التوافق الوطني باعتباره تعبيرًا عن الإرادة الشعبية الواسعة حول القضايا التي تهم حاضر الوطن ومستقبله.
ونوه سموه إلى أن الحكومة في مساعيها لترسيخ قيم التسامح تتبنت خطة وطنية شاملة لتعزيز ثقافة المواطنة وتقوية اللحمة الوطنية والتوافق الاجتماعي بين الأفراد كافة، ومدت جسور التعاون مع منظمات المجتمع المدني من أجل العمل على توطيد روابط التقارب والتعاضد بين جميع الأطياف والأديان.
وقال سموه "إن الأزمة المؤسفة التي شهدتها البحرين خلال الشهور الماضية تركت آثارا سلبية على الوطن، ولكننا بما لدينا من تراث ممتد من التسامح والتعايش قادرون على تجاوز ذلك، والانطلاق أكثر قوة في بناء الوطن وازدهاره، دون التراخي في محاسبة كل من أساء للوطن وعمل على تفتيت وحدته".
ونوه سموه إلى أن شعب البحرين أثبت خلال الفترة الماضية بتكاتفه ووحدته أنه الرقم الصعب الذي يحفظ لهذا الوطن وحدته واستقراره، وأعطى المثال للتفاني في الذود عن ما تحقق من مكتسبات شارك في صنعها الجميع.
وقال سموه "إن هذه المناسبة فرصة طيبة لأن نستذكر بكل الخير ما قام به الرعيل الأول من أبناء الوطن الذين سطروا بعرقهم وجهودهم ملحمة رائعة في التعايش، ونحن مستمرون في مواصلة ذات النهج حتى نصل بالبلاد إلى ما نصبو إليه من تطور ونماء".
وأشاد سموه بكلمة الأمين العام للأمم المتحدة السيد "بان كي مون" بمناسبة يوم التسامح العالمي، وما حفلت به من من دعوات صادقة لتعزيز الحوار بين كافة الشعوب والبلدان، وتوفير السبل الكفيلة بتحقيق الطمأنينة والأمن والاستقرار العالمي، وبالدور الذي تقوم به الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ومنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثفقافة "اليونسكو" في الحفاظ على الثقافة وغرس مفاهيم التسامح والتعايش ونبذ الفرقة والخلافات.
وأكد سموه حرص مملكة البحرين على توثيق التعاون الدائم مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، مجددا سموه التزام مملكة البحرين بميثاق الأمم المتحدة في إطار نهج المملكة الرامي إلى الاسهام في ترسيخ قواعد العمل الدولي المشترك، وإرساء دعائم السلم والأمن الدوليين.