يعد الشاب ياسر خليفة من منطقة رأس رمان، أحد أبرز الطاقات الشبابية على الساحة البحرينية في العزف على الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى احترافه في استخدام فن الإيقاع المصاحب للأجهزة التي تستخدم في إعداد الإصدارات الفنية والتاريخية، وعلى الرغم من الظروف الصعبة المحيطة بالشاب ياسر إلا أنه تمكن من إثبات قدراته الفنية بجدارة في هذا المجال، و»الوسط» أجرت لقاء مع الشاب ياسر وكان كالاتي:

في البداية، نريد أن نعرف كيفية دخولك هذا المجال الفني.

- شغفي منذ الصغر بالآلات الموسيقية وارتباطي بالإحساس الفني للموسيقى وعالم النغمات جعلني أبحث عن النغمات عبر «أورغ» صغير أهداني إياه أخي الكبير، وكانت بداية بسيطة جداً ولكنها كانت الانطلاقة في عالم الموسيقى والباب الأول للعبور إليه.

هل واجهتك صعوبات في بدايتك؟

- نعم كثيراً فكان الكثير من أفراد المجتمع والوسط الذي أعيش فيه متحفظين جداً للدرجة التي تجعلهم يرفضون فكرة العمل في هذا المجال ولذا كنت محط أنظار البعض ولكنني رفضت الاستسلام لهم لفترة طويلة.

هل لقيت التشجيع المناسب من قبل المحيطين بك؟

- نعم ولهم الفضل الكبير في انطلاقتي بمشواري الفني البسيط، حيث كان إخوتي وعدد من أقاربي وأصدقائي يشجعوني كثيراً ويتابعون تطوري أولاً بأول.

هل وجدت ردود أفعال جيدة بعد تقديمك أول عمل لك؟

- نعم وقد منحني ذلك الدفعة القوية التي لفتت انتباه المستمعين والمتذوقين وقد كنت دائماً اشعر بالمسئولية عند إقدامي على أي عمل جديد ولذا قررت تعلم فنون الموسيقى لدى بعض الفنانين وكان من بينهم ابن خالي عبدالله عدنان وأستاذي الكبير عقيل منصور.

ما هي المواصفات التي باعتقادك يجب أن تتوافر في الفنان؟

- الفنان يجب أن يكون على دراية بمبادئ العمل الفني أكاديمياً ليصقل هذه الموهبة، وأيضاً يحتاج إلى الإحساس الفني ليبحر في هذا العالم العميق ولا يتوقف عند أي نقطة، والأعمال التي ينجح فيها يجب أن تكون دافعاً لتقديم الأفضل، بالإضافة إلى الأعمال التي لا تجد نجاحاً يجعلها درساً لتفادي السقوط.

أخيراً، كما يجب عليه ألا يأخذ بالمصفقين من حوله، فهو يكون محط أنظار الجميع على الدوام والكل يترقب الأفضل ولا تنكسر همته بأي انتقاد حتى لو كان انتقادا قاسياً فالشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة.

بعد هذا المشوار، هل أنت راضٍ عن مستوى أدائك الفني؟

- مازلت أبحث عن الأفضل والتنوع بالإضافة إلى الجودة العالية لأسجل اسمي بين صفوف المحترفين.

ألم تتردد في مواصلتك لهذا العمل، وكيف ومتى كان ذلك؟

- كثيرا ما حدث هذا الأمر، حيث توقفت لمدة سنوات بعدما هاجمني البعض في هذا المجال ولكنني زرعت الأمل بنفسي مرة أخرى حينما أحسست بأن الساحة الفنية تستقبل هذه الطاقات وتحترمها.

ما هي أهم الأعمال الفنية التي قدمتها؟

- 4 أشرطة موسيقية أفتخر بوجودها في السوق فهي نتاج عملي السابق منذ انطلاقتي.

ما هو العمل القادم لديك؟

- حالياً أنا منشغل مع عمل الاوبريتات الفنية من توزيع وتسجيل وهي أعمال خاصة لفرق إنشادية محترفة.

ما هي الآمال والطموحات لديك؟

- إنشاء فرقة موسيقية وإنشادية متكاملة وقد بدأت العمل في ذلك منذ فترة، وتوقفت ولكنني سأعاود العمل إن شاء الله ويشاركني في ذلك إداريون، وأنا نائب المشرف العام وهو أستاذي عقيل منصور أحد محترفي الموسيقى.

هل وقفت الظروف الصعبة عائقاً أمام اقتحامك هذا المجال والتفوق فيه؟

- الشيء الجميل أن الكوادر البحرينية تبدع لأن الظروف تحتم عليها ذلك، ولا ننسى بأن الشاب البحريني طموح ويمتلك من الموهبة ما يجعله ينافس الآخرين ليصل للعالمية، وبالتالي أستطيع أن أقول لا لم تقف الظروف الصعبة عائقاً لدخولي هذا المجال والتفوق فيه.

أخيرا الكلمة التي توجهها للطاقات البحرينية في مختلف المجالات.

- البحرين هي بلد المبدعين والفنانين والطاقات الموجودة فيها لا تعد ولا تحصى، من شعراء ورسامين ومنشدين وموسيقيين ومهندسي صوت، ومادمنا نمتلك هذه الطاقات ليكن لنا هدف بالارتقاء بوطننا الغالي بما نمتلك وبكل قوة، وليكن العمل الذي تقدمونه هو ما عرف عنه وطننا الحبيب بإبداعه الفني، ولنترك الانتقادات اللاذعة ونتجه للتطور بدون توقف، ولنترك التفكير بالشهرة فهي أيام معدودة ولنتجه للعطاء ألا محدود والتفكير بصقل المواهب أكاديميا يعتبر مادة أساسية لتقديم الأفضل وهناك طرق مبسطة جداً تجدها عبر الانترنت لتتقدم في مجالك، ولنتعلم من أخطاء من سبقونا ونستفيد وننهل من المحترفين الذين تقدمونا. الساحة الفنية في البلد تعتبر من الساحات الراقية على المستوى الخليجي فلنحافظ عليها من أجل إبقائها عالية ونحاول تطويرها للأفضل.

أشكر صحيفة «الوسط» والأخ محمد الجدحفصي على إعطائي هذه الفرصة الإعلامية والتي أثلجت صدري فأنا فني بسيط وهذا دليل على أن توجهات هذه الجريدة المحترمة تصب في تطوير الكفاءات المحلية البسيطة وشكراً لكم من كل أعماق قلبي