قال السفير الفلسطيني في البحرين، طه عبدالقادر إن الأمل سيبقى يحدو الشعب الفلسطيني، وإنهم على ثقة بالنصر والعودة إلى فلسطين، وخصوصاً إذا كانت هناك دول تقف إلى جانب فلسطين، وتدعم قضيتها وحق شعبها في العودة إلى بلدهم.
وذكر عبدالقادر، في كلمة ألقاها باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حفل أقامته السفارة الفلسطينية بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام لدول الخليج، صباح أمس الخميس (8 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، ذكر أنهم «إننا شعب متمسك بأرضه وباق عليها، مؤمن كل الإيمان بأن كل صاحب ضمير في العالم، وكل حريص على ميثاق الأمم المتحدة، عليه أن يدعم ويؤيد ويشارك في تمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وتحقيق استقلال دولته الحرة ذات السيادة».
وأضاف السفير عبدالقادر «ان دولة فلسطين ستكون دولة ديمقراطية وتعددية، لا تمييز فيها على أساس الدين أو العرق، دولة مسالمة تريد أن تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وبقية دول المنطقة، دولة آن الأوان لاستقرارها بعد 64 عاماً من الاحتلال».
واعتبر السفير الفلسطيني في الكلمة التي ألقاها عن الرئيس محمود عباس، بحضور عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والنواب، أن «قرار طلب العضوية في الأمم المتحدة حق مشروع لنا، تستند شرعيته إلى قرار التقسيم الذي صدر يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1947، كما إنه ليس عملاً أحادياً».
وطالب الرئيس الفلسطيني «بالاعتراف بدولتنا على حدود العام 1967، تنفيذاً لما جاء في قرارات الأمم المتحدة، ذات الصلة ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق للجنة الرباعية، وإن هذا الاعتراف ليس بديلاً عن المفاوضات، بل عامل مساعد لها، في حال توفر النية لدى الحكومة الإسرائيلية، للتفاوض على أساس حدود العام 1967».
ورأى أنه «ليس من العدل أن تفرض علينا العقوبات بسبب حصولنا على عضوية منظمة اليونسكو، وليس من حق إسرائيل أن تستولي وتصادر عائدات الجمارك، والضرائب التي هي ملك للشعب الفلسطيني».
وتابع «إن صور الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني بأشكال مختلفة تتجلى بوجود أكثر من 4 ملايين لاجئ مشرد، واحتلال استيطاني يتوسع يومياً في الضفة الغربية، وحركة تهويد للقدس الشرقية تعتمد وسائل تطهير عرقي للوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي، وإقامة جدار الفصل العنصري، والحصار الظالم لقطاع غزة، وغيرها من الممارسات الإسرائيلية غير القانونية».
وأكد الرئيس الفلسطيني في الكلمة التي ألقاها السفير عبدالقادر «نحن أبدينا استعدادنا منذ أعوام عديدة، للوصول إلى حل للصراع مع إسرائيل، يؤمن العدالة الممكنة، وينسجم مع القرارات والمبادرات الدولية بإقامة دولتنا الفلسطينية، على مساحة 22 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية، وعاصمتهما القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة 194».
من جانبه، ألقى مدير وكالة الهجرة الدولية جاسر ربادي، كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقال: «قبل أربع وستين سنة في مثل هذا اليوم، اتخذت الجمعية العامة القرار 181، الذي اقترح تقسيم الإقليم الخاضع للانتداب إلى دولتين. لذلك فإن إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيلية تنعم بالأمن أمرٌ طال انتظاره».
وأضاف: «وقد أصبحت الحاجة إلى حل هذا الصراع أكثر إلحاحاً في ظل التحولات التاريخية التي تحدث الآن في أرجاء المنطقة برمتها».
وأهاب بان كي مون في كلمته «بالقيادتين الإسرائيلية والفلسطينية إلى إظهار الشجاعة والتصميم في السعي إلى اتفاق على حل قائم على وجود دولتين يمكن أن يفتح آفاق مستقبل أكثر إشراقا للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين. ويجب أن يضع هذا الحل حداً للاحتلال الذي بدأ العام 1967، ويستجيب للشواغل الأمنية المشروعة. ويجب أن تنبثق القدس عن المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة لدى الجميع. ويجب التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة».
وبيّن أنه «لئن كانت ثمة تحديات عديدة تحول دون تحقيق هذا الهدف، فاسمحوا لي أن أشدد على إنجاز هام وتاريخي حققته السلطة الفلسطينية خلال السنة الماضية. فالسلطة الفلسطينية غدت مستعدة الآن مؤسسياً لتولي مسئوليات الدولة، إذا أُنشئت دولة فلسطينية. وقد تأكد ذلك على لسان مجموعة واسعة من أعضاء المجتمع الدولي في اجتماع لجنة الاتصال المخصصة الذي عُقد في سبتمبر/ أيلول. وأنا أثني على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض على هذا النجاح الباهر. وينبغي مواصلة هذه الجهود ودعمها».
وقال «قيام إسرائيل حالياً بتعليق تحويل مستحقات السلطة الوطنية الفلسطينية من التعريفات الجمركية والضرائب يُنذر بتقويض هذه المكاسب. لذا يجب تحويل هذه الإيرادات إليها من دون تأخير».
وعبر مون عن قلقه قائلاً «إنني أشعر بقلق بالغ لأن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لا تجرى الآن، في حين باتت الثقة بين الطرفين تتلاشى. ومنبعُ بصيص الأمل الوحيد هو عملهما مع المجموعة الرباعية للشرق الأوسط. وأدعو كلا الجانبين إلى وضع مقترحات جدية بشأن الحدود والأمن، ومناقشتها بشكل مباشر بين بعضهما البعض، بدعم فعال من اللجنة الرباعية، في سياق التزام مشترك بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام 2012».
إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية لشئون العلاقات الثنائية السفير ظافر العمران، وقوف البحرين بجانب الشعب الفلسطيني، ودعمه إلى مطالبه وحقه في العودة إلى أراضيه.
وأشار العمران في كلمته، إلى الكلمة السامية التي ألقاها عاهل البلاد، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي دعا فيها «المجتمع الدولي لوقفة دولية مع الشعب الفلسطيني لمضاعفة دعمه السياسي والمعنوي والمالي بغية التخفيف عن محنته الإنسانية المتفاقمة من جراء العدوان الإسرائيلي عليه وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهويدها لمصلحة الاستيطان والمستوطنين»
العدد 3380 - الخميس 08 ديسمبر 2011م الموافق 13 محرم 1433هـ