العدد 3381 - الجمعة 09 ديسمبر 2011م الموافق 14 محرم 1433هـ

الإسلاميون بالمغرب يتعهدون بعدم فرض نظام أخلاقي متشدد

قال عضو كبير في حزب العدالة والتنمية أول حزب إسلامي يقود حكومة بالمغرب إن الحزب لن يفرض نظاماً أخلاقياً متشدداً لكنه سيدعم الفنون التي تعكس التراث الثقافي المغربي.

وجاء فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي بعد فوز مماثل حققه حزب إسلامي آخر في تونس في أعقاب انتفاضات «الربيع العربي» في المنطقة.

وقال عضو الأمانة العامة للحزب، محمد يتيم «نحن في العدالة والتنمية لا نبالي بالحياة الخاصة للأشخاص وليس من مهامنا التدخل لا في عقائد الناس ولا في تصرفاتهم.

«أولوياتنا هي تحسين الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للمغاربة. لكن ولابد أن تكون للحكومة الجديدة سياسة في هذا المجال... لكن لن تكون شرطة الأخلاق مثلاً» مفنداً مخاوف من أن انتصار الحزب يمكن أن يؤدي إلى توتر على غرار ما حدث بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.

ومن شأن فرض نظام أخلاقي متشدد أن يشكل تحدياً لقطاع السياحة المغربي الذي يمثل عشرة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي ويعمل به نحو 450 ألف شخص. لكن يتيم قال إن حزب العدالة والتنمية لن يجبر السياح على ارتداء الحجاب.

وقال «فيما يخص الآداب العامة والأخلاق العامة والأماكن العامة هناك قوانين تنظمها. لكن لن نرغم النساء على ارتداء الحجاب لأن ديننا دين تسامح حتى الله سبحانه وتعالى يقول... لا إكراه في الدين... كما هناك آية (تقول) لست عليهم بمسيطر.

«لن تكون هناك أبداً شرطة أخلاق ولن نمنع الناس من شرب الخمر لأن هذه مسائل تتعلق بالإيمان والقناعات الشخصية».

وكان مسئولون كبار في الحزب قد انتقدوا في السابق مهرجانات موسيقية بوصفها خليعة رغم أن الملك محمد السادس دعم مثل تلك الأحداث مراراً.

وقال يتيم إن مثل تلك الأحداث سوف تزدهر في عهد حكومة الحزب إذا ساهمت في دعم الثقافة المغربية.

وكان سياسيون من حزب العدالة والتنمية قد أبلغوا المطرب البريطاني المثلي التون جون بأنه غير مرحب به في المغرب لأن وجوده على حد قولهم من شأنه أن يشوه صورة المملكة. ورغم ذلك أحيا جون حفلا حضره الآلاف.

ولم تركز احتجاجات الشوارع التي انتقدت المهرجانات على الجانب الأخلاقي وإنما على الأجور الضخمة التي يحصل عليها نجوم مثل شاكيرا وكاني ويست في بلد يقبع نحو ربع سكانه تحت خط الفقر.

وقال يتيم «لم نكن يوماً ضد الفن والثقافة كنا دائماً ضد تبذير المال العام في المهرجانات» معتبراً أن حصول الفنانين على مبالغ طائلة «من شأنه أن يخلق نوعا من الحقد من طرف المواطن الفقير».

وأضاف «بالرغم من أن حجتهم أن هذه المهرجانات لا تمول من الميزانية العامة وإنما من أصحاب الشركات الخاصة ولكن مهما يكن فهذه الأموال المغرب أولى بها في منافع أخرى... هناك أولويات.»

ومضى يقول «نحن لسنا ضد المهرجانات ولذلك جميع المهرجانات ستبقى وربما ستزدهر أكثر. نحن مع المهرجانات التي تساهم في الرقي بثقافتنا ولا تبذر المال العام. برنامجنا هو خلق ثقافة وطنية... تساهم في ترسيخ الهوية الوطنية والهوية التاريخية مع احترام قيم الجمال والذوق العام والمواطنة والتضحية»

العدد 3381 - الجمعة 09 ديسمبر 2011م الموافق 14 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً