أعرب نائب جلالة الملك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، عن تقديره واحترامه لرئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة نيكولاي ساركوزي، وما يقوم به من دور مهم وبناء في الحفاظ على السلم العالمي وتعزيز مكانة أوروبا الموحدة ببرامج اقتصادية تعمل على تخطيها لأزماتها.
كما ثمن سموه استقبال الرئيس ساركوزي لسموه هذا العام، وخاصة أن اللقاء الأخير الذي جرى في باريس أحاطته ظروف خاصة جعلت منه لقاء مميزا.
واعتبر سموه، لدى استقباله رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية البحرينية النائب الفرنسي فرنسيس شان ليجيه والوفد المرافق في قصر الرفاع أمس الاثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، أن ثقافة فرنسا ودورها التاريخي قد أسهم في تعميم الثقافة الديمقراطية واحترام الآخر والحفاظ على التنوع في المجتمعات لمئات من السنين خلت.
ووصف سموه الديمقراطية بأنها كلمة واحدة لكنها ثقافة وممارسة وتفاهم ومصالح مشتركة، متمنيا سموه أن تعم ثقافة الديمقراطية في العالم العربي بمفهومها الصحيح القائم على التنوع واحترام الاختلاف والفوارق.
وتحدث سموه عن العلاقة البحرينية الفرنسية التي مرت عليها عشرات السنين من التحالف الوثيق في مناهضة جميع الموجات المتطرفة والجديدة التي هبت على العالم، ومنذ أن هبت رياح المد الشيوعي على العالم ترسخ التحالف بين فرنسا والبحرين ليظل هذا التحالف حاميا للديمقراطية والتنوع والمحافظة على تعدد الألوان. كما استذكر سموه التعاون المثمر والبناء في صيغته الاستراتيجية الدائمة بين فرنسا والبحرين في مناهضة الإرهاب بكل أشكاله.
وثمن سموه الدور الذي تقوم به فرنسا داخل أوروبا في هذه الأيام وما تنهض به من مسئولية لحماية الوحدة الأوروبية وتجاوز أزماتها الاقتصادية، لتظل أوروبا قادرة على التأثير في مجريات العالم وخاصة في هذه الظروف التي نمر بها حيث نشهد قوى عملاقة تسعى إلى إيجاد أدوار مهمة وكبيرة لها ولذلك فإنه لابد من التمسك بالعراقة التي تتمتع بها أوروبا، لأن الامبراطوريات العريقة ترفد الحضارة الإنسانية بآليات ومناهج صحيحة.
وتناول سموه علاقة دول الخليج العربي بفرنسا، إذ إن هذه العلاقة لابد أن تراعي المصالح الاقتصادية المشتركة، إذ ان اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ التريليون دولار حاليا ويتوقع أن تتضاعف إلى تريليوني دولار في العام 2020.
كما ركز سموه على أهمية مد جسور التعاون في العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية للاحتفاء بقيم التقارب والتواصل والاعتدال.
وفي نهاية اللقاء رحب سموه بجهود جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية البحرينية، مبديا سموه كل تأييد ودعم لكل مبادرة تعمل على تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق في العلاقة المشتركة. من جهتهم، أبدى الوفد، في اللقاء الذي حضره رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، اعتزازه وإشادته بالعلاقة الثنائية المميزة مع مملكة البحرين، معتبرين البحرين بوابة الثقافة والتقدم في المنطقة، كما أشاد الوفد بمبادرة مملكة البحرين في تدريس اللغة الفرنسية في مدارس البحرين، معتبرين ذلك تعزيزا لروح التفاهم والصداقة بين البلدين.
قال نائب جلالة الملك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إن اليابان ومملكة البحرين في مبادرتهما التاريخية لإقامة علاقة عبر أربعين عاماً، فتحت الباب واسعاً لجعل العلاقة بينهما مثلاً يحتذى به في التبادل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.
جاء ذلك لدى استقباله سموه في قصر الرفاع يوم أمس الإثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، رئيس جمعية الصداقة البحرينية اليابانية الوجيه مبارك جاسم كانو وعدداً من أعضاء مجلس الإدارة، إذ عبر سموه عن دعمه ومساندته لجمعية الصداقة البحرينية اليابانية لما تقوم به من تعزيز للعلاقة بين مملكة البحرين واليابان الصديقة، شاكراً سموه ما تعمل الجمعية على إعداده وإنجازه في العام المقبل بمناسبة مرور أربعين عاماً على هذه العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين.
وحث نائب جلالة الملك الجمعية وأعضاءها على «التطلع إلى المستقبل، لأن مستقبل البحرين مشرق وديمقراطي، وأن هذه المملكة بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه ستظل منارة في الديمقراطية والحفاظ على حقوق المرأة وتعزيز مكتسبات المجتمع في حقه في التعلم والرعاية الصحية والعيش الكريم».
واستعرض سمو نائب جلالة الملك مع رئيس وأعضاء الجمعية، آفاق وتطلعات سموه إلى العلاقة مع اليابان التي شكلت زيارة سموه لها قبل ثلاثة أعوام تقديراً أكبر وتطلعاً راسخاً لما يمكن أن يستفاد من هذه التجربة اليابانية العريقة بجميع مناحي الحياة، وخصوصاً أن العالم يشهد تحولات غاية في السرعة والتنوع وكل ذلك يحتم علينا التطلع إلى مزيد من التعاون بين الدول والأمم التي تؤمن وتتمسك بالقناعات ذاتها والمفاهيم ذاتها التي تعود بالفائدة على شعوبها.
وطمأن سموه الجالية اليابانية المقيمة على أن أوضاع البحرين والأزمة التي مرت بها في الأشهر الماضية ستقوّيها بإذن الله وستعزز مسيرتها الديمقراطية وستستمر في بناء مؤسساتها الدستورية الحافظة لحقوق المواطنين والحريصة على مصالح المقيمين كافة.
من جانبهم، أشاد رئيس وأعضاء الجمعية بجهود سمو نائب جلالة الملك ولي العهد وما يقدمه من دعم ومؤازرة دائمة وما يعبر عنه من رؤى وتطلعات تحمل في ثناياها الأمل للبحرين، وكذلك تعمل على تعزيز العلاقة بين البحرين واليابان.
وقدم وفد الجمعية عرضاً لسموه عن برامجها المستقبلية وما حققوه من إنجازات حتى الآن، وخصوصاً المدرسة اليابانية في مملكة البحرين والتي تقوم بتدريس الطلبة اليابانيين في جميع مراحل التعليم.
حضر اللقاء رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة.
قال نائب جلالة الملك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إن الديمقراطية الناجحة هي التي تضمن الاستقرار وتحقق التقدم ضمن سيادة القانون وضمانة الدولة، لأن الشعوب المتقدمة قد أنجزت مشروعاتها التاريخية في الديمقراطية عن طريق التدرج والعقلانية وسيادة القانون.
وعبر سموه عن تفاؤله بمستقبل مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك، قائلاً «إن شعب البحرين الموحد والأصيل والمؤمن بالتوافق والتنوع ونبذه للإرهاب والتطرف، قادر على أن يعتبر الأزمة التي مرت في الأشهر الماضية وسيلة نجاح تخلق الرغبة في الحفاظ على المؤسسات الدستورية والتعبير من خلالها، ذلك أن مملكة البحرين أنجزت بما حققته من مكاسب في مجالات التعليم وحقوق المرأة والرعاية الصحية والأمن والاستقرار ما جعل منها نموذجاً ومثالاً».
وأوضح سمو نائب جلالة الملك أن الدول التي تحقق إنجازات مميزة وتسعى الى المزيد منها تواجه بعض المشكلات والتحديات، ولكن بوعي شعبها تستطيع التغلب على هذه الأزمات وتنطلق بقوة أكبر من جديد.
وقال سموه لدى ترحيبه في قصر الرفاع يوم أمس الاثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، بالحضور في مجلس سموه الأسبوعي والذين قدموا للسلام على سموه «إن مملكة البحرين بطاقاتها الخلاقة تستعد إلى أن تستأنف مسيرتها الخيرة والمباركة في جميع المجالات والميادين، ملتفة حول راية جلالة الملك الوالد حفظه الله و رعاه، متمسكة بوحدتها الوطنية، ومستذكرة في مناسبة عيد جلوس جلالة الملك والعيد الوطني المجيد إنجازاتها وما حققته في العقد الماضي، هذا العقد الذي تميز بالإنجاز وتحقيق المكاسب في كل المجالات، والمطلوب الآن المحافظة على ما أنجزناه والبناء عليه».
وتوافد على مجلس سموه أمس كبار أفراد العائلة المالكة ورجالات الدولة والوزراء والأعيان وأعضاء مجالس الشورى والنواب والبلديات، وسيدات المجتمع والمفكرون والإعلاميون وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات والأكاديميون وكبار الضباط وأصحاب الأعمال والتجار وممثلو القطاعات الشبابية وممثلو الجاليات المقيمة على أرض البحرين
العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ