اعلن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي بعد اجتماعه مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اليوم الاربعاء، ان منصور طلب خلال الاجتماع الوزاري العربي الاخير حول سوريا في القاهرة، "رفع تعليق عضوية سوريا" في جامعة الدول العربية، بعد تنفيذها البروتوكول الموقع مع الجامعة، بحسب قوله.
وقال علي للصحافيين انه اطلع من وزير الخارجية "على ما جرى في أروقة الجامعة العربية. وقد وضعني الوزير منصور في صورة موقف لبنان والموقف العربي".
واضاف ان تقرير لجنة المراقبين التي تقوم بمهمة مراقبة لوقف العنف في سوريا منذ 26 كانون الاول/ديسمبر، نوقش خلال الاجتماع العربي، و"تبين من خلال نص التقرير الذي وزع على الوزراء، ان سوريا نفذت البنود الاساسية من الاتفاق او البروتوكول الموقع بينها والجامعة العربية. وبالتالي طلب الوزير منصور، بعدما أدت سوريا ما عليها تجاه هذا البروتوكول، رفع تعليق عضوية سوريا".
واطلق وزراء الخارجية العرب مساء الاحد مبادرة جديدة لانهاء الازمة السورية تدعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحياته كاملة للتعاون مع هذه الحكومة، واكدوا انهم سيطلبون دعم مجلس الامن للخطة.
ولم يصوت لبنان على الخطة انسجاما مع سياسة "النأي بالنفس" التي تعتمدها الحكومة اللبنانية ازاء الوضع السوري، للحؤول دون حصول تداعيات للازمة السورية على لبنان المنقسم بين مؤيد للنظام السوري ومناهض له، وذي التركيبة السياسية والامنية الهشة.
الا ان الوزير منصور المنتمي الى الاكثرية الحكومية المؤلفة من حزب الله وحلفائه والمؤيدة للنظام، انتقد لدى عودته من القاهرة قرار الجامعة العربية، معتبرا انه "يركز على طرف واحد" ولا يقود الى حل.
واعلن رئيس فريق المراقبين العرب احمد الدابي الاثنين ان "العنف بدأ ينخفض تدريجيا" في سوريا منذ بدء الفريق عمله ما اعتبره دليلا على "النجاح"، متحدثا عن تعاون السلطات السورية وعن عنف من جهتي السلطة والمعارضة.
الا ان دول مجلس التعاون الخليجي اعلنت الثلاثاء سحب مراقبيها من البعثة بسبب "تاكدها من استمرار نزف الدم وقتل الابرياء".
ووافق النظام السوري الثلاثاء على تجديد مهمة المراقبين لشهر اضافي، الا انه رفض الخطة العربية للحل.
وردا على سؤال عن الحوادث على الحدود اللبنانية السورية والتي تسبب آخرها في نهاية الاسبوع الماضي بمقتل فتى، اشار السفير السوري الى "ضرورة ضبط الحدود بشكل أكبر".
واضاف ان "الاتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين الشقيقين تفترض تطبيقا حازما من جهة لبنان ومن جهة سوريا، لكن المسؤولية كما أرى هي على الجانب اللبناني بدرجة اكبر بسبب السلاح الذي يهرب الى سوريا والمسلحين الذين أحيانا يتم مرورهم عبرالحدود اللبنانية الى سوريا او احتضان بعضهم من جنسيات اخرى".
وتابع "ما ترجوه سوريا ان يبقى لبنان متنبها وحذرا لان امن لبنان يعنيها، وأمن سوريا ولبنان متكاملان"، مبديا تفاؤلا بالتنسيق الحاصل بين البلدين.
وتؤكد سوريا انها مستهدفة ب"مؤامرة" وتتحدث عن "عصابات ارهابية" مسلحة بعضها متطرف تنشط في سوريا، وبحصول عمليات تهريب سلاح من لبنان.
وتؤكد تقارير امنية وصحافية وجود حركة تهريب محدودة للسلاح عبر الحدود الشمالية والشرقية يقوم بها تجار ومتعاطفون مع المعارضة السورية.
وقتل الفتى ماهر حمد في اطلاق نار عليه من زورق سوري اثناء وجوده مع عميه في عرض البحر بغرض الصيد في منطقة العريضة الحدودية في شمال لبنان، فيما اصيب احد الرجلين بجروح. ونقل الثلاثة الى طرطوس في سوريا حيث تعرض فادي حمد للتحقيق والتعذيب قبل اعادته مع شقيقه المصاب وجثة ابن شقيقه الى سوريا اثر اتصالات على مستوى عال بين البلدين.
وقالت دمشق ان الثلاثة كانوا يحاولون تهريب السلاح، بينما اكد فادي حمد انه ابلغ في مركز امن طرطوس بحصول خطأ.