العدد 3433 - الإثنين 30 يناير 2012م الموافق 07 ربيع الاول 1433هـ

ضواحي دمشق الشمالية تحت وطأة حصار الجيش والمسلحين

تبدو مدن حرستا ودوما وسقبا التي تبعد أقل من 15 كيلومتراً عن دمشق في حالة حصار مع انتشار الحواجز الأمنية التي يفصل بينها 300 متر والسواتر الترابية وإطلاق النار الذي يسمع من حين لآخر وانتشار المدرعات.

ويقول عسكري في الجيش السوري لصحافي «فرانس برس» عند مدخل مدينة حرستا قرب دوما «آسفون هذا الطريق وكل الطرق المؤدية إلى دوما مغلقة حالياً وحتى إشعار آخر»، بدون أن يذكر أي تفاصيل.

وسيطر منشقون مسلحون في 21 فبراير/ شباط لفترة قصيرة على دوما، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة بعد معارك عنيفة مع قوات الأمن قبل أن ينسحبوا منها.

ويقوم الجيش النظامي بحملة على دوما والبلدات المجاورة لها التي تشهد مواجهات مع جنود فارين.

وأكد المهندس الدمشقي رامي «الأسبوع الماضي فوجئت بحاجز للجيش السوري الحر يسيطر على حركة السير في بلدة عين ترما» قرب دوما. وأضاف أن «هذه المنطقة خارجة جزئياً عن سلطة الحكومة».

والجيش السوري الحر، قوة معارضة مسلحة أسسها عقيد فر إلى تركيا وتضم آلاف المنشقين.

وفي كل مكان يعزز جنود مواقعهم ويتحصنون وراء أكياس الرمل بينما يقوم آخرون منتشرون عند مداخل البلدات المجاورة بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات الركاب؛ بحثاً عن مسلحين أو ملاحقين من قبل السلطات.

وفي مكان أبعد تظهر آثار قصف الرشاشات الثقيلة والفجوات الناجمة عن قذائف على واجهة مبنى حكومي من عشرة طوابق يطل على الطريق السريع الذي يربط بين البلدات المحاصرة لتكشف كثافة المعارك التي دارت مؤخراً بين الجيش والمنشقين.

وكتب على لوحة إعلانية «أنا مع القانون»، بينما كتب على أخرى «الشعب السوري موحد الله يحميه».

وعلى جانبي الطريق السريع، تتخلل المشهد الحقول والكروم التي تسهل تسلل المنشقين وهروبهم. وقال أحد سكان حرستا «إنهم يختبئون في النهار ويهاجمون في الليل».

لكن مئات الجنود المدججين بالأسلحة ينتشرون في المكان لصد أي هجوم للجيش السوري الحر. والمنطقة مطوقة شمالاً وشرقاً وجنوباً والانتشار الأمني فيها كثيف مما يحد من التنقلات بشكل كبير.

وفي الجنوب في ضاحيتي جرمانة والمليحة، تخضع الطرق الاساسية التي تقود الى الشمال ومناطق سقبا وكفربطنا وحمورية لإجراءات مشددة للتدقيق في الهويات.

وتسود أجواء كئيبة في الشوارع الضيقة التي تركت فيها الأمطار بركاً من المياه، وتشتد كآبة في المساء عندما تقطع الكهرباء.

ومن بعيد تسمع رشقات رصاص مؤذنة ببدء جولة جديدة من المعارك.

وتشهد سورية منذ منتصف مارس/ آذار حركة احتجاجية أسفر قمعها عن سقوط آلاف القتلى حسب الامم المتحدة واعتقال عشرات الآلاف كما تقول المعارضة.

وتنسب السلطات السورية أعمال العنف إلى «عصابات إرهابية مسلحة» تسعى إلى زرع الاضطرابات في البلاد وتؤكد أنها أودت بحياة أكثر من الفين من رجال الأمن.

وأكد وزير الداخلية السوري، محمد الشعار السبت أن أجهزة وزارته ماضية في «تطهير» البلاد من «رجس المارقين والخارجين عن القانون»

العدد 3433 - الإثنين 30 يناير 2012م الموافق 07 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً