تؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسئولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلاً للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة (الإيدز) إذا استخدم حقناً ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل «الميث» أو «الكراك» إلى تغييرات حادة في المخ.
كما تؤدي المخدرات إلى الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالباً تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.
وبمناسبة احتفال العالم قبل أيام معدودة باليوم العالمي للمخدرات، توجهنا إلى الشارع الشبابي نسلط الضوء على هذه الآفة التي تفتك بالمجتمع.
زينب جاسم تقول: «في اعتقادي الشخصي أن وقت الفراغ الذي يعاني منه كثير من الشباب اليوم نتيجة المجتمع الاستهلاكي الذي نعيشه هو سبب انجراف الشباب نحو هاوية المخدرات، بالإضافة إلى الهموم النفسية التي يعاني منها المواطن والتي تثقل كاهله تجعله فريسة سهله لأن يقع في شباك المخدرات بحجة النسيان والهروب من الواقع المعاش».
وتواصل جاسم: «الفعاليات التي تصاحب اليوم العالمي للمخدرات لا تجدي فالشباب بطبيعته لا يستجيب للنصائح والأوامر الفوقية فما بالك بشباب مدمن على المخدرات؟ إن سبيل علاج هؤلاء الشباب هو الوصول لهم واعتبارهم ضحايا هذه الآفة وليسوا مجرمين، لأنهم فعلاً ضحايا ويحتاجون إلى من يمد لهم يد المساعدة لانتشالهم من المستنقع الذي وقعوا فيه».
المخدرات باتت في متناول الصغار
يبدأ عبدعلي محسن فيقول: «إن المخدرات باتت في متناول الصغار ونحن نكافح ونصارع حتى نحد من انتشارها في أوساط الكبار ومن جانب آخر تنتشر وسط الأطفال الصغار والذين لم تتجاوز أعمارهم ربيعاً وهو أمر يدمي القلب».
ويكمل عبدعلي معللاً: «في اعتقادي أن سبب انتشار هذه الآفة التي تقتل مواهبنا الشابة وإبداعاتنا وطاقة المستقبل هو في الأساس أصدقاء السوء - ويا لكثرتهم هذه الأيام - وقد زادت الطين بله قضية التجنيس والتي أمطرت على المجتمع البحريني المحافظ ما لم يسمع به من قضايا ومشكلات، بالإضافة إلى التفكك الاسري والمشكلات العائلية والتي ممكن أن تكون عاملاً مساعداً لاتجاه الشباب نحو المخدرات بغية الهروب والعيش ولو للحظات في عالم ملؤه النشوة».
شكراً... «الإعلام» و«الداخلية» «المؤسسة»
من جانب آخر، تحدثت هدى الطريفي عن دور مؤسسات الدولة لمكافحة هذه الآفة، إذ تقول: «خطوات وزارة الإعلام مشهود لها بالثبات والتطور في الدور الذي تؤديه في الجانب التوعوي، فكثيرة هي الحملات الإعلامية التي تدشن لمكافحة المخدرات، وكذلك وزارة الداخلية لها دور بارز في مكافحة هذه الآفة وانتزاعها من مجتمعنا، ولا ننسى كذلك مؤسسة الشباب والرياضة التي تقوم في السنة الثانية على التوالي بالحملة الوطنية لمكافحة المخدرات».
وتعقب الطريفي: «إن مؤسسات الدولة تؤدي دورها على أكمل وجهه، ولله الحمد فشكراً لوزارتي الإعلام والداخلية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة»
يجب أن يكون دور الإعلام أكبر
فيما تختلف أمينة سلمان مع من سبقتها إذ إنها تقول: «أرى أن دور وزارة الإعلام يجب أن يكون أكبر من الذي تؤديه اليوم، يجب ألا تقتصر فعاليات التوعية الشبابية على مواسم معنية، بل يجب أن تتواصل وتستمر على مدار السنة لأن مثل هذه القضايا يجب ألا يغفل عنها وتكون ضمن أولويات جميع الجهات المعنية في المملكة».
يجب علاج نظرة المجتمع
وفي سياق الحديث، تسترسل إيمان عبدالحسين فتقول: «في نظري الشخصي والسبب الأول في انحراف الشباب نحو المخدرات ليس الوازع الديني أو التفكك الأسري أو الفراغ، ولكن السبب الأول لانجراف الشباب نحو المخدرات هو انعدام الوعي لدى هذه الفئة من الشباب، والسبب الآخر هو خلل نفسي يصاب به الشباب ما يؤدي به إلى طريق تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها».
وتواصل عبدالحسين: «إن نظرة المجتمع إلى الشاب المتعاطي نظرة خطيرة وهي ما تؤدي به إلى أكثر من دوامة المخدرات، فجب علاج هذه النظرة أولاً حتى يتم علاج الشاب المدمن على المخدرات لأن نظرة المجتمع تكون نظرة احتقار للشاب المتعاطي ويقفون ضده، في حين يجب أن يقف المجتمع مع الشاب المتعاطي ويأخذ بيده كي يصلح إعوجاجه»
العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ