كثيراً ما سمعنا عن معاناة المواطنين ومشكلاتهم واستيائهم من صعوبة الحياة اليومية، وكثيراً ما عبر المواطنون عن آرائهم بشأن هذه المشكلات والصعوبات التي يعانون منها، فالاعتصامات والمسيرات والمقالات التي تنشر في الصحف المحلية أدلة واضحة، ولكن الأهم من ذلك هو معرفة الأسباب التي تساهم في خلق معاناة المواطنين ومنها التجنيس.
فهذه القضية أصبحت واقعاً يتحدث عنه الكثيرون، فهي مسألة متشابكة غيرت من أساس الهوية البحرينية وأضافت إليها الكثير من العادات والأنماط التي طغت عليها السلبية. فالمواطن الذي كان يحلم بالعيش في ظل حياة كريمة أصبح اليوم يواجه الازدحام في كل مكان، فعلى رغم صغر مساحة البحرين وقلة الوظائف والمساكن فإننا نتعجب من كثافة أعداد الفئات المجنسة، إذ أصبحت أحياؤهم وفرجانهم ومناطقهم معروفة بسبب التجمع الكثيف لهم.
أصبحنا اليوم نعيش في مجتمعات مزدحمة بسبب التجنيس العشوائي، فصفوف المدارس مكتظة بالطلاب والمراكز الصحية لا تتحمل أعداد المرضى والطلب على القسائم والوحدات السكنية في تزايد وكل ذلك على حساب المواطن. فمن ينظر إلى المستقبل يتعرف على ثمرات هذا التجنيس الذي بدأ قبل عدة سنوات، فنحن اليوم نقطف ثمار هذا العمل من خلال الازدياد السكاني الواسع النطاق، وفاتورة هذا التزايد يدفعها المواطنون من خلال العيش والاندماج في أحياء مزدوجة تحتوي على أفكار وعادات غريبة لا تناسبنا. أضف إلى ذلك دخول بعض الجنسيات الآسيوية على خط المنافسة للحصول على الجنسية البحرينية الأمر الذي رسم علامات التعجب على وجوه المواطنين، إذ إن العامل الآسيوي (البحريني حالياً) أصبح حاله كحال المواطن المحرقي والستراوي والرفاعي والملكاوي وله الحق في طلب وحدة سكنية أو أرض وله الحق في العمل في إحدى الوزارات ناهيك عن المحلات و السجلات التجارية التي يتاجر بها، فلا نستطيع أن نتخيل حجم المعاناة والضريبة التي سيدفعها أبناؤنا في المستقبل، فإذا كنا اليوم نعيش في أزمة إسكانية فربما نعيش في الغد أزمة كثافة سكانية.
أعلم أنه لا يوجد فرق بين عربي ولا أعجمي، وإنني عبر هذا المقال لا أود الإساءة إلى أية فئة من فئات المجتمع ولا أخص فئة معينة، ولكن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية من قبل الحكومة الرشيدة تجعلها مستعدة لتفادي أية أزمة أو مشكلة ستحدث في المستقبل، وأود أن أقول لإخواننا الحاصلين على الجنسية البحرينية إن العتَب لا يوجه لهم وكثير منهم قد يتعرض للمعاناة بسبب ظروف ليست من اختيارهم.
محمد المحميد
العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ