أمسِ كانَ
لحظةً ما كُنتُ فيهِ
لَمْ أركَ لم يكن حتى المكان
سقطاتٍ كسراتٍ
لا ولا حتى الدُّخانْ
قبلَ أن أهجوكَ حاذر
فكلانا
هو والأرضُ
أنا والوقتُ
ميزانٌ لحاضر
أمسنا ما لاح يمضي
تمتماتٌ ووريقاتُ دفاتر
أمسنا
هو والأمسُ مكابر
فالزمانُ الغض منا
وخيوطُ العمرِ بعضٌ لحكاياتِ المآثر
بحرنا ذاك السماويُّ لنا
وترابٌ مسّه يجري بنا
خُلط العرقُ
بآهات الحناجر
ولنا في رغم ما فيه
كيانٌ وكيان
ولنا التلةُ
والأكواخ فيها
ومياهُ النبعِ
ما جفَّ وما يجري نثائر
بعضُ نخلاتِ التلال اليوم لنا
بل رطبُ السقطِ المعاصر
فكلانا والهوى
أرضٌ وشاعر
ومنايانا لنفس الأمس احتضان
عبروا أحرقوا احترقوا
لم يكن نومهمُ في العبرِ
مكاناً وزماناً
كل ما يمشون عليه
كان هشاً
وخيالاتِ دُخان
أنتَ وحدكَ
هو والمسكونُ في كل كيان
لم تَكُن
إلا حسينياً
لتحيا وجنوبيَّ المكان
أنتَ لما كُنت
كانَ المحو محواً
وتعالت فيَّ أشكالُ البيان
زادَ والأفق فخراً
إنه الأفقُ تبدى
ثم كان
بتُ فيها
مستمداً خاطري والخفقان
عابراً
ما كنتُ وحدي
حافظاً جُلَ الأمان
لستُ والوقتُ
تلاشى لزمان
أُتقنُ الوقتَ...
لحيظات خفوقٍ
وأنغام كمان
رحتُ أمشي فوقَ ظلك
أتحرى بالخطى أيَّ خطوك
فلقيتُ النورَ ينساب لعينيكَ وخدك
بعضُ قطراتِ دماك
كان فيها كلُّ شمسك
وتباريحُ مسامات يديكَ
انصهرت لوناً مُصاناً
وهو الباقي يماشيكَ خطواً
تاركاً كل الجهاتِ
الأربعُ اليومَ
جنوبياً يطالعكَ
حسيناً آخر
تبدو
وجبينُ النصرِ
منكَ يُطالعنا
وتربٌ جنوبيٌ
... لا ينبغيان
أينما طالعتُ إقدامكَ أُغشى
أمعنُ اللاشيء
أحتارُ الخيال
إن أُطالع وسط عينيكَ
لا تغمضُ
ودعني لخيالٍ
مفرداً
دونما لونٍ
وهما يتسعان
العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ